فيما بلينكن في الشرق الأوسط مجددا لبحث خطة ما بعد حرب غزة الاحتلال الصهيوني يوسع عدوانه على لبنان ويضع شروطا لإنهاء الحرب

توسع العدوان الصهيوني على لبنان وغزة خلال الأيام الماضية وسط غموض

بشأن مآل الوضع في ظل تواصل التعنت الإسرائيلي ورفض مبادرات ومساعي وقف اطلاق النار . وتأتي زيارة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن للمنطقة في خضم تحولات بارزة في المشهد أولها استشهاد عدد من قادة الصف الأول من المقاومة في مقدمتهم أمين عام حزب الله حسن نصر الله وقائد حماس يحي السنوار . بينما تتزايد الضغوط الداخلية على حكومة نتنياهو للتوصل لاتفاق لاطلاق سراح الرهائن.

ووفق بيان الخارجية الأمريكيّة سيركز بلينكن خلال محادثاته على الخطط المستقبلية لإعادة بناء غزة وتقديم الدعم الإنساني للمتضررين من الحرب.
وأعلن متحدث وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، أنّ وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيزور الشرق الأوسط للمرة 11 لبحث قضايا وقف إطلاق النار في غزة ولبنان.وأوضح ميلر في تصريح أمس الاثنين، أن بلينكن سيغادر اليوم البلاد إلى إسرائيل في زيارة للشرق الأوسط هي 11 له منذ 7 أكتوبر 2023.وأكد ميلر أن لقاءات وزير الخارجية الأمريكية ستكون حول وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، دون أن يشير إلى الدول التي سيزورها إلى جانب إسرائيل وفق مانشرته ''الأناضول".يشار أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قال عقب استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار إن الوقت حان لإنهاء الحرب وإعادة الأسرى إلى وطنهم. وأضاف ميلر أن جولة بلينكن ستبدأ بإسرائيل، لكنه لم يحدد الدول الأخرى.

ويرى مراقبون أنّ زيارة بلينكن تمثل فرصة لإعادة تقييم الأوضاع في الشرق الأوسط وتعزيز الجهود الدولية لوقف الحرب . ووفق مصادر رسمية فإنّ أحد المحاور الأساسية في النقاشات سيكون إطلاق سراح الرهائن الذين لا يزالون محتجزين. ويبرز هذا الموضوع كمصدر قلق كبير في داخل كيان الاحتلال، حيث تواصل عائلات الرهائن الضغط على حكومة الإحتلال لإيجاد حلول فعالة.
بالإضافة إلى ذلك، يسعى بلينكن إلى مناقشة سبل التوصل إلى حلّ دبلوماسي بين إسرائيل وحزب الله. ومن المتوقّع أن يركز النقاش على كيفية تجنب التصعيد المستقبلي وتحقيق نوع من الاستقرار في الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة.
ووفق مراقبين يشكّل انعدام الثقة بين إسرائيل والفلسطينيين، فضلا عن حزب الله، عقبة رئيسية أمام أي جهد دبلوماسي. تعتبر زيارة بلينكن إلى إسرائيل فرصة فريدة لإعادة تقييم الاستراتيجيات الأمريكية في الشرق الأوسط. إذ تواجه الولايات المتحدة تحديات كبيرة، ولكن النجاح في تحقيق أهداف هذه الزيارة قد يمثل تحديا صعبا أمام إدارة بايدن. فالمصير الذي ستحدده هذه المحادثات لن يؤثر فقط على العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين، بل سيكون له آثار بعيدة المدى على التوازن الإقليمي والدولي.
''هاريس تدعو إلى إنهاء الحرب''
مون جهة أخرى وفي حديثها خلال مقابلة تلفزيونية، دعت كامالا هاريس، المرشحة الرئاسية عن الحزب الديمقراطي، إلى ضرورة إنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة. وأكدت هاريس أنّ الوضع الحالي يتطلب تحرّكا عاجلا، مشيرة إلى أنّ "عدد الفلسطينيين الأبرياء الذين قتلوا في غزة غير مقبول".
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أعلن عن إرسال بلينكن إلى المنطقة في مسعى لتعزيز جهود السلام، حيث تأمل الإدارة أن تسهم هذه التحركات في تحقيق استقرار طويل الأمد.
وتسعى هاريس، التي ستتنافس في الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر المقبل، إلى تقديم رؤية واضحة توازن بين دعم حليفها التقليدي إسرائيل وحقوق الفلسطينيين، مما يعكس التحديات التي تواجه السياسة الخارجية الأمريكية في ظل الصراعات الحالية.من المتوقع أن تستمر هذه القضايا في تصدر المشهد السياسي في الولايات المتحدة، حيث يسعى المرشحون إلى إيجاد حلول فعالة تعكس تطلعات الشعب الأمريكي والعالم.
شروط لإنهاء الحرب على لبنان

على صعيد متصل وفي تطور جديد في الصراع الدائر، قدمت تل أبيب لحليفتها واشنطن شروطا تتعلق بإنهاء الحرب المستمرة على لبنان، تشمل حرية استباحة الطيران الحربي الإسرائيلي للأجواء اللبنانية. جاء ذلك وفق تقارير من وسائل إعلام دولية، حيث أشار مسؤولون من الجانبين إلى أن إسرائيل سلمت الولايات المتحدة وثيقة تتضمن مطالبها لإنهاء القتال.
بحسب نفس التقارير قام مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتسليم الوثيقة للبيت الأبيض قبل زيارة عاموس هوكشتاين، مبعوث الرئيس بايدن إلى بيروت، والذي جاء لمناقشة الحلول الدبلوماسية للصراع.
وتشمل مطالب إسرائيل السماح لها بتنفيذ "إنفاذ فعال" لضمان عدم إعادة تسليح حزب الله أو إعادة بناء بنيته العسكرية في الجنوب اللبناني. ويبرز الطلب الأبرز، وهو حريّة العمل الجوي الإسرائيلي في المجال الجوي اللبناني، الذي يتعارض مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي ينصّ على ضرورة فرض الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) وقف إطلاق النار.
هذا القرار، الذي تم تبنيه في عام 2006 بعد حرب استمرت 33 يوما بين إسرائيل وحزب الله، يدعو إلى إنشاء منطقة خالية من أي مسلحين بالقرب من الحدود اللبنانية الإسرائيلية. ومع ذلك، يبدو أنّ المسؤولين الإسرائيليين يعبرون عن رغبتهم في "زيادة الإنفاذ" مع الاحتفاظ بمساحة للعمل العسكري.
26 قتيلا بـ 4 مجازر.. إسرائيل تعدم نازحين شمال غزة
قتل 26 فلسطينيا بينهم أطفال وأصيب آخرون، أمس الاثنين، في عملية إعدام مباشرة نفذها الجيش الإسرائيلي بحق نازحين وبقصفه تجمعات مدنية بمخيم جباليا، وباستهدافه منزلا بمدينة غزة شمال القطاع.
وأفاد مصدر طبي بـ"مستشفى كمال عدوان" وفق الأناضول، بـ"وصول 7 شهداء ومصابين جراء قصف مدفعي استهدف النازحين داخل مدرسة في محيط بركة أبو راشد بمخيم جباليا".
وقال شهود عيان إن القوات الإسرائيلية المتوغلة بالمخيم أرغمت النازحين المحاصرين بمدرسة "كريزم" التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على التجمّع والخروج منها.وأضاف الشهود أن "المدفعية الإسرائيلية أطلقت قذيفة تجاههم بعد تجمعهم، ما أدى لمقتل 7 منهم على الأقل وإصابة عشرات".
كما قتل 6 فلسطينيين بينهم أطفال وأصيب آخرون بجروح متفاوتة بغارة إسرائيلية استهدفت تجمعا لمدنيين أثناء محاولتهم تعبئة ماء للشرب في بلدة جباليا، وفق إفادة مسعفين فلسطينيين لمراسل الأناضول.وبمخيم جباليا، قتل 4 فلسطينيين بغارة شنتها مسيرة إسرائيلية على مجموعة مواطنين بمحيط مستشفى "اليمن السعيد"، وفق شهود عيان لمراسل الأناضول.
وبمدينة غزة، قتل 9 فلسطينيين وجرح عشرات بقصف اسرائيلي استهدف منزلا يعود لعائلة "مقاط" خلف بركة الشيخ رضوان شمال المدينة، بحسب شهود عيان للأناضول.ومنذ أكثر من أسبوعين، يكثف الجيش الإسرائيلي مجازره وجرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين شمال قطاع غزة، وخاصة بمخيم جباليا، حيث يقتل ويدمر ويستهدف المدنيين ومراكز إيواء النازحين، وسط صمت دولي.
إسرائيل تعتزم اتخاذ إجراءات قانونية ضد ماكرون
وفي خطوة غير مسبوقة، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن عزم وزارته اتخاذ إجراءات قانونية ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. يأتي هذا الإعلان على خلفية قرار ماكرون منع الشركات الإسرائيلية من المشاركة في المعرض التجاري البحري العسكري المقرر إقامته قريبا في فرنسا.
وكتب كاتس عبر منصة "إكس" أن "مقاطعة الشركات الإسرائيلية للمرة الثانية أو فرض أوضاع غير مقبولة هي إجراءات غير ديمقراطية وغير مقبولة بين دولتين صديقتين". وأكد على أهمية دعم فرنسا، إلى جانب باقي الدول الغربية، لإسرائيل في "قتالها ضد النظام الإسلامي المتطرف".
هذا التصريح يعكس تصاعد التوترات بين إسرائيل وفرنسا، ويثير تساؤلات حول العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين. مع تصاعد الاستجابة القانونية من الجانب الإسرائيلي، تظل الأنظار متجهة نحو كيف ستتفاعل فرنسا والمجتمع الدولي مع هذا النزاع الجديد، وما إذا كان سيتم التوصل إلى حلّ.
واشنطن تعزز دفاع إسرائيل بـ5.2 مليارات دولار
من جهة أخرى استكملت تل أبيب وواشنطن الترتيبات لمساعدات أمريكية طارئة بقيمة 5.2 مليارات دولار لتعزيز نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، تحسبا على ما يبدو لرد إيراني محتمل على هجوم إسرائيلي مرتقب.
وقالت وزارة الحرب الإسرائيلية في بيان: "أنهى المدير العام لوزارة الدفاع إيال زمير ووكيل وزارة الدفاع الأمريكية للمشتريات ويليام لابلانت تبادل الرسائل، لبدء تنفيذ المساعدات الطارئة الخاصة البالغة 5.2 مليارات دولار، لتعزيز نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي".وأوضحت أنه "ستُستخدم حزمة المساعدات الأمريكية لتعزيز أنظمة القبة الحديدية ومقلاع داود (للدفاع الجوي) ونظام الليزر ماجان أور قيد التطوير".وقال جيش الإحتلال الإسرائيلي إن واشنطن نشرت في إسرائيل منظومة "ثاد" المخصصة لاعتراض الصواريخ البالستية بعيدة المدى، تحسبا لهجمات إيرانية.
وقبل "ثاد"، اعتمدت الدفاعات الجوية الإسرائيلية على 3 منظومات هي: "آرو" (السهم) لاعتراض الصواريخ بعيدة المدى، و"مقلاع داود" متوسطة المدى، و"القبة الحديدية" قصيرة المدى، وأخفقت جميعها في اعتراض كثير من الصواريخ الإيرانية.ووفق وزارة الحرب، يُقدر حجم المساعدات التي وافقت عليها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن والكونغرس بمبلغ 8.7 مليارات دولار.
وتابعت أن "3.5 مليارات دولار ستستخدمها بعثة المشتريات التابعة لوزارة الحرب(الإسرائيلية) في الولايات المتحدة لتمويل المشتريات الحيوية للجيش الإسرائيلي، وسيتم استخدام 5.2 مليارات دولار لتعزيز الدفاع الجوي".ومنذ مطلع أكتوبر الجاري تترقب طهران هجوما محتملا قد تشنه تل أبيب عليها، بعد أن أطلقت إيران نحو 180 صاروخا على إسرائيل.
وقالت إيران إن هجومها كان ردا على اغتيال إسرائيل كلا من رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية بطهران، والأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله في بيروت، بالإضافة إلى مجازرها المستمرة بقطاع غزة ولبنان.

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115