سفير الصين بتونس وان ولي : قمة التعاون الافريقي الصيني بمشاركة تونسية فرصة للارتقاء بالعلاقات بين الجانبين

تمثل قمة منتدى التعاون الإفريقي الصيني التي شاركت فيها تونس وانعقد مؤخرا ببكين، استمرارا للشراكات الإستراتيجية

التي يعقدها العملاق الآسيوي مع الدول الإفريقية، بما فيها تونس. وعرض سفير الصين بتونس وان لي أبرز نقاط هذه القمة خلال ندوة صحفية عقدت بمقر السفارة.

وسلط السفير الصيني في تونس الضوء على النقاط الرئيسية في خطاب الرئيس شي جين بينغ، مؤكدا على رغبة الصين الراسخة في تعزيز التعاون مع تونس وكذلك مع الدول الأفريقية الأخرى. وعلق ردا على سؤال حول حجم المساعدات التي ستمنح لتونس، بأن "تونس تتمتع بمكانة فريدة كدولة إفريقية وعربية، مما يجعلها شريكا استراتيجيا أساسيا". ويسلط هذا الإعلان الضوء على الأهمية التي توليها الصين لعلاقاتها مع تونس، مما يعكس رؤية دبلوماسية تعترف بازدواجية وثراء الهوية التونسية، ويؤكد التزام الصين بشراكة متبادلة المنفعة والاحترام.
مقترحات الرئيس الصيني شي جين بينغ
وذكر السفير الصيني بتونس أنه خلال افتتاح المنتدى التاسع للتعاون الصيني الإفريقي، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ عن التزام مالي كبير من الصين تجاه إفريقيا، ووعد باستثمار 50 مليار دولار. ويدل هذا المبلغ الكبير على الأهمية الاستراتيجية التي توليها الصين لعلاقاتها مع القارة الأفريقية. وبحضور أكثر من خمسين من القادة الأفارقة المجتمعين في بكين، يمثل هذا الإعلان خطوة هامة في تعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين الصين وإفريقيا. وشدد شي جين بينغ على أهمية هذه العلاقة الثنائية، واصفا إياها بالشراكة الاستراتيجية، التي تعكس التزام الصين العميق واستعدادها للعمل بشكل وثيق مع أفريقيا من أجل التنمية المتبادلة والرخاء المشترك. ويعد هذا المنتدى منصة أساسية للحوار والتعاون، ويوفر فرصة فريدة للدول الأفريقية لمناقشة القضايا الإقليمية والعالمية، واستكشاف سبل جديدة للتعاون وترسيخ أسس مستقبل مشترك.
ويمثل إعلان الرئيس الصيني شي جين بينج مؤخراً عن التزام مالي بقيمة 50 مليار دولار لأفريقيا علامة بارزة في العلاقات الصينية الأفريقية. ويهدف هذا المبلغ، الذي سيتم تخصيصه على مدى السنوات الثلاث المقبلة، إلى تعميق التعاون في المجالات الرئيسية مثل البنية التحتية والتجارة والصناعة. وسوف يأتي أكثر من نصف هذا المبلغ في هيئة اعتمادات، مع التزام إضافي بقيمة 11 مليار دولار في أشكال مختلفة من المساعدة و10 مليارات دولار لتشجيع الاستثمار من جانب الشركات الصينية. بالإضافة إلى ذلك، تعهدت الصين بخلق مليون فرصة عمل على الأقل في أفريقيا، فضلا عن توفير التدريب لستة آلاف من الأفراد العسكريين وألف من ضباط الشرطة وإنفاذ القانون من القارة.

وفي القمة، أكد الوفدان الصيني والأفريقي التزامهما بدعم بعضهما البعض في القضايا الحاسمة لمصالح كل منهما، والدفاع عن المصالح المشتركة للدول النامية، والعمل من أجل تحقيق قدر أكبر من الإنصاف والعدالة على المستوى الدولي. واتفقوا أيضًا على تعزيز التعددية الحقيقية، وتسريع تنفيذ المبادرات العالمية الثلاث، وتعزيز عالم عادل ومنظم متعدد الأقطاب بالإضافة إلى عولمة اقتصادية مربحة وشاملة للجميع. وهم ملتزمون بتفكيك حواجز الإقصاء، ومكافحة التمييز والتحيز، وتصحيح المظالم التاريخية، وتقاسم فوائد التحديث مع كل الناس. وقد تردد صدى القمة بصوت قوي، وهو صوت التزام الصين وأفريقيا المشترك بالتنمية، مما يدل على ثقة الجنوب العالمي التي لا تتزعزع في تضامنهما وتعاونهما. وكان "أسبوع القمة" بين الصين وأفريقيا لحظة بارزة بالنسبة للجنوب في بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.
ويسلط إعلان بكين الضوء على الحاجة إلى رؤية مشتركة للمستقبل، في حين توضح خطة العمل خطوات ملموسة لتحقيق ذلك، بما في ذلك مبادرات التصنيع والتنمية الزراعية والابتكار العلمي والتكنولوجي.
تعزيز التحديث وبناء المجتمع الصيني الافريقي
وكان وزير الخارجية الصيني وزير وانغ يي قد اكد في ندوة صحفية سابقة أن الأسرة الصينية الأفريقية الكبيرة تجتمع مرة أخرى في بكين بعد ست سنوات للاحتفال بالقمة الصينية الافريقية ،هذا الحدث العظيم الذي له معنى كبير وأهمية عميقة . وهي قمة عقدت تحت شعار "العمل معا لتعزيز التحديث وبناء مجتمع صيني أفريقي رفيع المستوى ذي مستقبل مشترك" . واستعرض الجانبان الصيني والأفريقي رحلة الصداقة الصينية الأفريقية، وأعربا عن تقديرهما الكبير للتقدم الذي تم تحقيقه في المنطقة. وتوصلت إجراءات متابعة منتدى التعاون الصيني الأفريقي إلى توافق سياسي قوي بشأن تعزيز التعاون الصيني الأفريقي في جميع المجالات، واعتمدت بالإجماع وثيقتين مهمتين: إعلان بكين وخطة العمل. وترى الأطراف بالإجماع أن القمة، التي توجت بنجاح كبير، أدت إلى نتائج مهمة، لا سيما في المجالات الأربعة التالية:
أولا، تم الارتقاء بالعلاقات بين الصين والدول الأفريقية التي تقيم علاقات دبلوماسية معها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية. وخلال القمة، تم إنشاء أو تعزيز 30 شراكة استراتيجية. وستلعب الصين وشركاؤها الاستراتيجيون الأفارقة البالغ عددهم 53 شريكا معا دورا أكثر أهمية في تعزيز رفاهية الشعبين الصيني والأفريقي والحفاظ على السلام والاستقرار العالميين.

ثانيا، يتم الآن ترقية العلاقات بين الصين وأفريقيا إلى مجتمع ذي مستقبل مشترك إلى الأبد في العصر الجديد. وبفضل 70 عاما من الجهود الدؤوبة، تمر العلاقات الصينية الأفريقية الآن بأفضل فترة في التاريخ. ومن النوع الجديد من الشراكة، إلى مجتمع المصير المشترك لجميع الأوقات في العصر الجديد، إلى الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة، وتصل العلاقات الصينية الأفريقية إلى مستويات أعلى من أي وقت مضى مع اتجاه أكثر وضوحا وأبعاد أكثر إثراء. وهذا يظهر التصميم الراسخ لأكثر من 2.8 مليار صيني وإفريقي على المضي قدمًا في التضامن في مواجهة التحولات غير المسبوقة التي يمر بها عالمنا خلال قرن من الزمان، ويمثل فصلًا جديدًا تمامًا في سجلات بناء المجتمع المشترك المستقبل للبشرية. ثالثا، تم طرح ستة مقترحات رئيسية لكي تعمل الصين وأفريقيا معا لتعزيز التحديث. ودعا الرئيس شي جين بينغ الجانبين إلى تحقيق التحديث الذي يتسم بالعدالة والإنصاف، والانفتاح والفوز المشترك، وأولوية الشعب، والتنوع والشمول، واحترام البيئة، فضلا عن السلام والأمن. وقد حظيت هذه الدعوة بدعم واسع النطاق من الزعماء الأفارقة وأصبحت بمثابة توافق سياسي بين الصين وأفريقيا. وهو علامة على الفهم المتعمق لقانون التحديث، وله أهمية عميقة كبيرة في توجيه تسريع تحديث الجنوب العالمي وتعزيز التحديث في العالم.
رابعا، تم وضع خطة شاملة للتعاون الصيني الأفريقي في المرحلة المقبلة. تبنى الجانبان الصيني والأفريقي إعلان وخطة عمل بكين، وهما وثيقتان تهدفان إلى تعزيز التعاون الصيني الأفريقي على مدى السنوات الثلاث المقبلة. وقد أعلن الرئيس شي جين بينغ عن عشرة إجراءات شراكة بشأن التحديث ستنفذها الصين مع أفريقيا في السنوات الثلاث المقبلة، وهي الشراكة من أجل الإلهام المتبادل بين الحضارات، والشراكة من أجل ازدهار التجارة، والشراكة للتعاون في السلاسل الصناعية، والشراكة على مستوى تطوير البنى التحتية، والشراكة من أجل التعاون الإنمائي، والشراكة من أجل الصحة، والشراكة من أجل تنمية الزراعة لصالح السكان، والشراكة من أجل التبادل البشري والثقافي، والشراكة من أجل التنمية الخضراء ومن الأمن المشترك.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115