تنافس المتنافسون من تونس والبلدان العربية والعالم على جوائز "المهرجان الدولي للأفلام التوعوية" في دورته الرابعة التي اختتمت مؤخرا فعالياتها بمدينة سوسة. وقد جذب المخرج والسيناريست التونسي لطفي الفالحي الأضواء على إثر فوزه بالجائزة الأولى لمسابقة "استهلك تونسي" والجائزة الثانية للمسابقة الدولية.
ترأس لجنة تحكيم المهرجان الدولي للأفلام التوعوية الفنان التونسي صلاح مصدق وينتمي أعضائها إلى جنسيات مختلفة على غرار تونس وليبيا وإيطاليا والجزائر ومصر التي يمثلها الناقد والإعلامي خالد سليمان ...
الحل في الفلاحة المائية لإنقاذ "الهنشير"
أهدى فيلم "الهنشير" صاحبه لطفي الفالحي الجائزة الأولى في المسابقة الوطنية "استهلك تونسي" لمهرجان الأفلام التوعوية. وتهدف هذه المسابقة إلى تثمين المنتوج التونسي وحث المواطنين على استهلاك الإنتاج المحلي... إلى جانب تشجيع المشاريع المعاصرة والمبادرات الجديدة التي تسعى إلى تطوير الصناعات التونسية من أجل تقليص التوريد الذي يستنزف مخزون العملة.
يتحدث فيلم "الهنشير" عن اختلاف المواقف بين أب وابنه حول التفريط في الأرض بسبب الجفاف ... في تقديم الأبعاد الفنية والجمالية لهذا الفيلم أفاد المخرج والسيناريست لطفي الفالحي في تصريح لـ"المغرب" بالقول:"لم تكن طريقة التصوير سينمائية بالأساس باعتبار الأهداف التوعوية للمهرجان ... إلاّ أن سيناريو كان مبني على حبكة درامية وكان لابد من تواجد العنصر التشويقي أو ما يسمى بالعقدة . وقد جاء الحوار ثنائيا بين الممثلة "آية الهرمي" وهي من أصحاب الشهائد العليا، اختصاص فلاحة ووالدها الذي تقمص دوره الممثل منجي بوزويتة من أجل إبراز الصراع ما بين جيلين، جيل "آية" وجيل الأب ..وفي النهاية لا يكون التكامل إلا بالتواصل بين الأجيال ."
يقترح فيلم "الهنشير" تقنية الفلاحة المائية كبديل للفلاحة التقليدية بسبب تتالي مواسم الجفاف وانحباس الأمطار. وفي هذا السياق يضيف المخرج صالح الفالحي: "إنّ الفلاحة المائية أو الغراسات المائية يمكن أن تكون حلاّ خاصة أمام النقص الكبير في الأمطار وتراجع منسوب المياه بالسدود ... فحسب اعتقادي الغراسات المائية يمكن أن تقدم البديل اعتمادا على الدراسات التي تأكد أنّ الزراعات المائية تستهلك ماء اقل بنسبة تقارب 70% أو أكثر من الفلاحة التقليدية. وتوفر الفلاحة المائية منتوجا جيدا في وقت قصير بأقل كلفة يد عاملة وخاصة أنها لا تتطلب مساحة أرض كبيرة وبإمكان المستثمر أو صاحب مشروع الزراعات النباتية أن يستثمر في هذا المجال حتى فوق أسطح المنازل.
في "المنسي" جمع طريف بين ذوي الاحتياجات الخصوصية والهجرة غير النظامية
لم يكتف الفنان لطفي الفالحي بالمشاركة في المسابقة الوطنية "استهلك تونسي" لمهرجان الأفلام التوعوية بل ألقى بصنّارته في بحر المسابقة الدولية التي اهتمت بموضوع "المواطنة والتنمية المستدامة". فلم يعد "بخفيّ حنين" بل فاز بالجائزة الثانية عن فيلمه القصير"المنسي". وقد أحسن المخرج وصاحب السيناريو لطفي الفالحي، المزج بين أكثر قضية في مدة زمنية قصيرة ومنها أهمها معاناة ذوي الاحتياجات الخصوصية (الكفيف) في ظل مجتمع الكثير من أفراده لا يرحمون ولا يحترمون حقوق هذه الفئات الهشة ... كما تطرق فيلم "المنسي" إلى معضلة الهجرة غير النظامية ومغامرة ركوب قوارب الموت إلى الضفة الأخرى.
وعن مقاصد الرسالة الإنسانية النبيلة التي ينقلها فيلم "المنسي"، يقول صاحب الفيلم: "أردنا التركيز على فئة هشّة يمكن أن نقول عنها منسية من خلال شخصية "وسيم" والتي تقمصها الأستاذ المسرحي "نضال فرج". يسرد الفيلم قصة شاب "كفيف" من أصحاب الشهائد العليا، يعمل في محطة غسيل سيارات فيقع ضحية لتحيل أحد الحرفاء ويتم طرده من قبل مشغله ... ضاقت به السبل فأراد أن يهاجر بطريقة غير نظامية. وفي منتصف الرحلة يتذكر الأم والوطن والرفاق... فيقرر العودة من منتصف الطريق... ولو سباحة !