الهيكل المشرف على الساحرة المستديرة يبدو انه يبقى دائما وفيا لعاداته مهما تغير اسم رئيسه من فترة الكاميروني عيسى حياتو التي امتدت من 1988 إلى 2017 مرورا بفترة الملغاشي أحمد أحمد الذي غادر من الباب الصغير بعد اتهامه بقضايا فساد واستغلال منصب وصولا إلى فترة الرئيس الحالي الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي والتي لم تخل بدورها من الفضائح والأزمات...
في الساعات القليلة الماضية طفت على السطح ،أزمة جديدة تتعلق ب الكاف بطلها هذه المرة الأمين العام للاتحاد الإفريقي فيرون موسينغو-أومبا
وحسب للصحفي الفرنسي رومان مولينا، فإن فيرون موسينغو-أومبا قد "قام بكل شيء لتغطية" تقرير يدينه، صدر منذ "خمسة أشهر".وعقدت اللجنة التنفيذية ل الكاف مؤخرا عبر تقنية الفيديو اجتماعا بدعوة من رئيس الهيئة الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي.
ولم يتم الكشف عن نتائج الاجتماع المذكور، غير أنه حسب الصحفي الفرنسي، فقد بذل رئيس 'الكاف' كل ما في وسعه "لإنقاذ فيرون".
ومنذ فترة ليست بالقصيرة، يتصرف الأمين العام للكاف كما لو كان الرئيس الحقيقي للاتحاد الافريقي لكرة القدم.ولا يغيب عن الأذهان كيف أعلن عن مواعيد كأس الأمم الافريقية المقبلة بالمغرب 2025 في مقابلة مع بي بي سي، بينما البروتوكول يتطلب أن يتم الإعلان عبر بيان رسمي من 'الكاف'.
كما منح فيرون موسينغو-أومبا فائدة لرئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وليد صادي، خلال مؤتمر 'الفيفا' في بانكوك بقبوله تأجيل اجتماع اللجنة التأديبية، التي كان من المقرر أن تصدر حكما بشأن انسحاب فريق اتحاد العاصمة الجزائري أمام فريق نهضة بركان في نصف نهائي كأس الكاف، وكذلك العقوبات بعد قرار محكمة التحكيم الرياضية.
فضائح بالجملة ...
ليست قضية الأمين العام للكاف الوحيدة بالنسبة إلى فترة الرئيس الحالي ، فعلى غرار سابقاتها لم تخل هذه الفترة من أزمات عديدة ضربت أركان الهيكل المشرف على الساحرة المستديرة في القارة السمراء وجعلته في مرمى الانتقادات ...
ابرز هذه القضايا كانت في شهر جانفي 2023 عندما أوقف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أحد موظفي مكتبه الإعلامي لمدة خمس سنوات مع حرمانه من ممارسة أي نشاط يتعلق باللعبة ومنعه من مواصلة عمله في كأس الأمم الإفريقية للمحليين الحالية بالجزائر بعد ارتكابه "تصرفا غير لائق".
وكان 'الكاف' اختار فيلكس سوهوند بيبريب من بنين، للعمل في منظومته الإعلامية لتغطية البطولة.وتم إيقاف سوهوند بيبريب بعد جلسة استماع للجنة الانضباط بالكاف في العاصمة الجزائر هذا الأسبوع.
واستمعت اللجنة للضحية التي قالت إنه "هاجمها" الأسبوع الماضي "وحاول تقبيلها" بعدما ذهبت لغرفته بالفندق للحصول على وثائق اعتمادها الخاصة بالبطولة.
كما ذُكر في قرار لجنة الانضباط الذي أعُلن للصحافيين أن شخصية أخرى قدمت تفاصيل بشأن تلقيها عرضا غير مناسب من سوهوند بيبريب حين كان يغطي نهائيات كأس الأمم الإفريقية التي أقيمت في الكاميرون العام الماضي.ونفى سوهوند بيبريب هذه الاتهامات، وقال إنها مؤامرة لتشويه سمعته.
في سبتمبر من السنة الماضية، قرر الهيكل القاري تأجيل تصفيات بطولة افريقيا للاعبين المحليين و ذلك بسبب غياب دولة افريقية ترغب في استضافة الحدث الكروي .
الإتحاد الإفريقي وجد نفسه في حرج كبير بعد التنظيم التاريخي للنسخة الماضية من البطولة في الجزائر و بقي يبحث عن حل لإنقاذه من خلال استضافة الحدث.
ولا شك أن الشارع الرياضي لا يزال يتذكر الفضيحة التحكيمية التي حدثت في شهر افريل الماضي عندما رفض حكام المباراة التي جمعت يانغ أفريكانز التنزاني بمنافسه الجنوب إفريقي صان داونز ضمن إياب ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا، إحتساب هدف صحيح للنادي التنزاني رغم الاستعانة بتقنية الفيديو 'الفار'.
و أظهرت الإعادة التلفزيونية صحة هدف الفريق التنزاني، بعدما تجاوزت الكرة خط المرمى بعدما سدد ستيفان كي، لاعب يانغ أفريكانز الكرة بقوة اصطدمت بالعارضة العلوية وتخطت خط المرمي لفريق صن داونز المملوك لرئيس الكاف.
و عقب هذه الفضيحة، تأهل صن داونز الجنوب إفريقي لنصف النهائي بعد تغلبه على يانغ أفريكانز التنزاني بركلات الترجيح بنتيجة 3 – 2 بعد انتهاء مباراتي الذهاب والإياب بالتعادل السلبي.
ولا شك أن ابرز الفضائح التي عرفها مؤخر 'الكاف' تتعلق بالغموض والتضارب الذي سيطر مطولا على موعد نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025 بالمغرب قبل أن يعلن الاتحاد الإفريقي في جوان تأجيلها إلى سنة 2026، عوض صيف سنة 2025 كما كان مقررا،وبرر موقفه بتزامن البطولة الإفريقية مع نهائيات كأس العالم للأندية المقرر إقامته بالولايات المتحدة الأمريكية.
كما لا ينسى الجمهور التونسي الفضيحة التي حفت بمباراة نسور قرطاج ومالي في نهائيات كاس إفريقيا للأمم 2022 عندما أنهى حكم الزامبي جاني سيكازوي المباراة قبل نهاية الوقت الأصلي من عمر اللقاء (90 دقيقة)، حيث أطلق صافرته معلنا فوز مالي بهدف دون مقابل في الدقيقة الـ89 و45 ثانية أي قبل نهاية الوقت الأصلي بـ15 ثانية.وشهدت المباراة احتجاجات من الإطار الفني والمسؤولين .وتراجع الحكم فيما بعد عن قراره واستأنف المواجهة غير أنها انتهت بانتصار النسور المالية.
ولا تكاد التجاوزات تنتهي في فترة رئاسة الجنوب إفريقي موتسيبي فقد شارك إيميليو إنسوي في عدة مباريات مع منتخب غينيا الاستوائية، ومن بينها مباراتان في إطار التصفيات التمهيدية لبطولة كأس العالم 2026 وذلك رغم كونه غير مؤهل للعب ورغم ذلك تم منح الضوء الاخضر من الكاف الذي لم يتثبت من وضعيته.
وبعد دراسة 'فيفا' لكافة حيثيات القضية، توصّلت اللجنة التأديبية إلى أن اللاعب غير مؤهل للعب ومشاركته كانت غير قانونية، وبالتالي قررت اعتبار أن المباراتين اللتين شارك فيهما في إطار التصفيات التمهيدية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2026 (أمام ناميبيا وليبيريا في 15 و20 نوفمبر 2023) انتهتا بهزيمة منتخب غينيا الإستوائية (وبنتيجة 3-0).