للحديث بقية فرنسا ومفاجأة الانتخابات التشريعيّة والمعادلة الصعبة

حققت الانتخابات التشريعية الفرنسية نتائج مفاجئة بحصول الجبهة الشعبية اليسارية على المرتبة الأولى في الجولة الثانية

في حين حصل تكتل ايمانويل ماكرون على المرتبة الثالثة . والمفارقة أن اليمين المتطرف الدي حاز في الجولة الأولى على المرتبة الأولى لم يستطع في الجولة الثانية كسر الحاجز وتراجع الى المرتبة الثالثة . تطرح هذه الانتخابات التي قدرّت نسبة المشاركة النهائية فيها بـ67 % ملاحظات عديدة أولها ان هناك خشية لدى أوساط من الناخبين من اليمين المتطرف الذي يرفع شعارات معادية للمهاجرين وتدعوا لطردهم ، وهذا ما يفسّر تركيز التصويت على اليسار كبديل عن اليمين المتطرف من جهة بكل شعاراته المتطرفة ، وكذلك بديل عن ماكرون الذي لم تعد سياساته تلقى رضى الناخبين . واليوم فرنسا والأحزاب الفائزة أمام امتحان تشكيل الحكومة في ظل عدم تمكن أي تكتل من الفوز بالأغلبية. صحيح أن الجبهة الوطنية بعد فوزها التاريخي تدخل بكل ثقلها إلى الجمعية الوطنية لكنها لا تزال بعيدة عن الأغلبية ما يحتم اللجوء الى تحالفات بكل ما تطرحه من صعوبات .

وفي تعليقها على نتائج الانتخابات رأت زعيمة اليمين المتطرّف مارين لوبن ان نصرها مؤجل فقط وان المدّ يرتفع. في حين دعا ماكرون إلى "توخّي الحذر" في تحليل نتائج الانتخابات التشريعيّة لمعرفة من يمكن أن يتولّى تشكيل حكومة.
فماكرون ينتظر "تشكيلة" الجمعيّة الوطنيّة الجديدة من أجل "اتّخاذ القرارات اللازمة". ولعل التساؤل الأهم هو ماهي السيناريوهات المتوقعة بعد الانتخابات وعدم نيل أي حزب الأغلبية؟
وفي الحقيقة فان بلد الأنوار لم يشهد في تاريخه السياسي تحالفا نحو اليسار بعكس دول أوروبية أخرى مثل ألمانيا وهولندا . وأعرب رئيس حزب ماكرون، ستيفان سيجورن، عن استعداداه للعمل مع الأحزاب الرئيسية لكنه استبعد أي اتفاق مع حزب ميلينشون. كما استبعد زعيم حزب فرنسا الأبية اليساري جان لوك ميلينشون، تشكيل ائتلاف واسع من الأحزاب ذات التوجهات المختلفة. وقال إن من واجب ماكرون أن يدعو التحالف اليساري إلى الحكم.
وفي حال لم يتم الاتفاق على تحالف فان ذلك سيزيد من صعوبة الوضع خاصة ان الدستور الفرنسي لا يسمح باجراء انتخابات جديدة قبل 12 شهرا . وبحسب الدستور الفرنسي فان رئيس الجمهورية هو الذي يختار من سيقوم بتشكيل الحكومة. لكن من سيختاره سيواجه تصويتا بالثقة في الجمعية الوطنية، التي ستنعقد لمدة 15 يوما في 18 جويلية. وهذا يعني أن ماكرون يحتاج إلى تسمية شخص يحظى بالمقبولية لدى الكتل والاحزاب الفائزة . أما الاحتمال الآخر والأضعف فهو تشكيل حكومة تكنوقراط لإدارة شؤون الحكم ريثما يتمكن ماكرون من الدعوة لانتخابات تشريعية جديدة بعد عام قد تعيد تشكيل مشهد أوضح وبأغلبية مريحة.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115