هذا الإنهاك يشمل الضغط النفسي والجسدي الناتج عن الخدمة المستمرة والخسائر المستمرة في الأرواح والعتاد. وتزامنت التصريحات حول الإنهاك مع وجود تهديدات من حكومة نتنياهو بتوسيع الحرب في جبهة لبنان ممّا يزيد الضغوط على جيش الاحتلال الإسرائيلي ويعمّق الاستنزاف في صفوفه في ظلّ عجز حكومة نتنياهو عن حسم الحرب مع استمرار صمود المقاومة الفلسطينية .
ونقلت هيئة بث الاحتلال الإسرائيلية عن هؤلاء القادة قولهم إنه ليس بإمكان الجنود القتال في جبهة ثانية قبل التوصل لوقف إطلاق النار في القطاع.وأضاف القادة العسكريون أن عدم المساواة في تحمل أعباء الخدمة العسكرية مع اليهود المتدينين (الحريديم) يؤثر على أداء الجيش.وبحسب هيئة البث فإن القادة أبلغوا نتنياهو بتراكم إنجازات الجيش وقربه من تفكيك كتائب حماس في غزة وفق تعبيرهم. كما أوضح القادة أن تدمير الأنفاق والبنى التحتية في قطاع غزة يستغرق وقتا.وفي وقت سابق، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين وصفتهم بالرفيعين أن كبار جنرالات إسرائيل يريدون بدء وقف إطلاق النار في قطاع غزة حتى لو أدى ذلك إلى بقاء حركة حماس في السلطة في الوقت الحالي.وقال مفوض شكاوي الجنود السابق اللواء إسحاق بريك إن جيش الاحتلال يدمر الأبنية "ولكننا لا نلحق أي ضرر بمقاتلي حماس، ونصاب بالمتفجرات والفخاخ التي يزرعونها والصواريخ المضادة للدبابات التي يطلقونها".
الإشارة إلى التفاوت في تحمل الأعباء بين الجنود العاديين واليهود المتدينين (الحريديم) تعكس قضية حساسة في المجتمع الإسرائيلي. هذا التفاوت يؤثر على أداء الجيش ويثير انتقادات داخلية بشأن عدم العدالة في توزيع الخدمة العسكرية.ورغم مايزعمه القادة العسكريون عن تحقيق تقدم في تفكيك كتائب حماس وتدمير البنية التحتية في قطاع غزة، إلا أنّ النتائج لم تصل حد النجاح في القضاء على المقاومة لتعلن قيادات إسرائيلية مرارا أن ذلك سيستغرق وقتا طويلا مما يزيد من استمرارية الصراع والإنهاك على الجيش ويضاعف خسائر الإحتلال وعجزه .
في هذا السياق صدرت تقارير إعلامية عن رغبة بعض الجنرالات في بدء وقف إطلاق النار في غزة، حتى لو ترتب على ذلك بقاء حركة حماس في السلطة، مما يعكس حاجة الجيش إلى إيجاد حلول سياسية ودبلوماسية تخفف من الأعباء على الجنود وتقلل من الخسائر.
بشكل عام، حالة الاستنزاف التي يعاني منها الجيش الإسرائيلي وضعت القادة العسكريين والسياسيين أمام ضغط كبير لاتخاذ قرارات مستدامة تضمن استمرارية القدرة العسكرية وفي الوقت نفسه تخفف من الأعباء على الجنود.
العلاقات بين أمريكا وإسرائيل: بين الدعم والقلق
في خطوة من المتوقع أن تثير الانتباه الدولي، يستعد الرئيس الأمريكي جو بايدن لاستضافة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في واشنطن للاجتماع في نهاية جويلية الجاري. هذا الاجتماع يأتي في ظل تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط وبعد انتهاء حرب غزة الدامية التي شهدتها المنطقة مؤخرا.
من المقرر أن يلقي نتانياهو كلمة أمام جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ في 24 جويلية، حيث ستتناول كلمته تقييما للأحداث ومستجدات الوضع في غزة. تأتي هذه الزيارة في سياق مناقشات دبلوماسية متواصلة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن الدعم الأمريكي والقلق المتزايد بشأن التصعيد العسكري والخسائر البشرية الكبيرة في القطاع.
من جانبه، أعرب بايدن في مناسبات عدة عن قلقه إزاء الأوضاع في غزة، ووصف بعض الإجراءات الإسرائيلية بأنها "عشوائية"، مما يعكس التوترات الدبلوماسية الحالية بين البلدين. تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تظل شريكا قويا لإسرائيل، رغم التحفظات التي أبداها بايدن بشأن بعض السياسات العسكرية والتصرفات في النزاع الأخير.
وتعكس هذه الزيارة أيضا التحديات الكبيرة التي تواجهها الولايات المتحدة في سعيها للوساطة في الحرب الدائرة وجهودها لدعم الاستقرار في المنطقة. مع استمرار الانتقادات الدولية لتصرفات إسرائيل في النزاع، يظل السؤال الأساسي معلقًا: هل سيؤدي هذا الاجتماع إلى تقديم مزيد من التسويات السياسية والتهدئة، أم ستتواصل الأزمات والتوترات بين البلدين؟ هذه التساؤلات تبقى محور اهتمام العالم، في انتظار ما سيسفر عنه هذا اللقاء الدبلوماسي المرتقب في الأيام المقبلة.
تصعيد على الحدود
في خطوة تهدف إلى إحلال تقليص التوترات الحدودية بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، يعقد المبعوث الأمريكي إلى لبنان، آموس هوكستين، اجتماعا مهما أمس الأربعاء مع مسؤولين فرنسيين في باريس.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، يأتي هذا الاجتماع في سياق تصاعد التوترات عبر الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، حيث يُخشى من اندلاع نزاع مسلح بين القوات الإسرائيلية والمسلحين التابعين لحزب الله.وعلى مدى الأشهر الأخيرة، شهدت المنطقة حالات من التصعيد المتبادل بين الجانبين، ما أدى إلى توترات مستمرة تثير القلق على الصعيدين الإقليمي والدولي. ومع تزايد الهجمات والردود العسكرية عبر الحدود، تسعى الدول المعنية إلى وقف هذه الأعمال العدائية والعودة إلى الهدوء والاستقرار.
من المتوقع أن يناقش هوكستين مع مسؤولين فرنسيين سبل تحقيق وقف لإطلاق النار والعمل على ضمان عدم تجدد الصراعات في المستقبل القريب. كما من المحتمل أن يتم التطرق إلى دعم جهود الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية في هذا الصدد.وبحسب متابعين لا يمكن تجاهل الأثر البالغ على السكان المدنيين في المنطقة، حيث تتزايد المخاوف من تصاعد العنف وتأثيراته السلبية على الحياة اليومية والاقتصاد.إذ تشهد المنطقة أيضا تحديات إنسانية كبيرة، بما في ذلك تأثيرات التوترات على الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز جهود الإعمار والمساعدات الإنسانية قد تكون جزءا من الاستجابة الدولية المتوقعة.
وبينما تتواصل الجهود الدبلوماسية لتحقيق التهدئة، يبقى السؤال حول قدرة الأطراف الدولية على إيجاد حلا دائما ومستدامًا لهذه التوترات المستمرة. وفي ظل التقدم المحدود في عمليات السلام الكبرى، يتطلّب وقف الحرب التعاون الفعال بين جميع الأطراف المعنية والجهات الدولية للحد من التصعيد والعمل نحو السلام والاستقرار في المنطقة.
ومنذ 9 أشهر تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي خلفت أكثر من 125 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
اتهامات جادة
من جهة أخرى اتهم 12 مسؤولا حكوميا أمريكيا سابقا، استقالوا بسبب الدعم الأمريكي للحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، إدارة الرئيس جو بايدن، "بالتواطؤ الذي لا يمكن إنكاره" في قتل الفلسطينيين في القطاع.
وفي بيان مشترك، قال المسؤولون السابقون إن الإدارة تنتهك القوانين الأمريكية من خلال دعمها لإسرائيل وإيجاد ثغرات لمواصلة شحن الأسلحة إلى حليفتها.ولم يكن لدى البيت الأبيض ووزارة الخارجية تعليق فوري على البيان.وتزداد الانتقادات الدولية لنهج إسرائيل في غزة وللدعم العسكري والدبلوماسي الأمريكي لحليفتها في الحرب التي أودت حتى الآن بحياة ما يقرب من 38 ألف شخص وتسببت في أزمة إنسانية.
وتعكس استقالة المسؤولين الأمريكيين بعض المعارضة داخل الحكومة بشأن دعمها لإسرائيل.وتطالب واشنطن بحماية المدنيين في غزة كما دعت إسرائيل إلى تحسين وصول المساعدات.وكان من بين الموقعين على البيان المشترك أعضاء سابقون في وزارات الخارجية والتعليم والداخلية والبيت الأبيض، والجيش.
مباحثات فلسطينية أوروبية
ميدانيا أجرى مسؤولون فلسطينيون وأوروبيون بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية،أمس الأربعاء، مباحثات تناولت جهود وقف الحرب الإسرائيلية ودعم الحكومة الفلسطينية وإعادة إعمار قطاع غزة.
جاء ذلك خلال لقاءين منفصلين لأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، ورئيس الوزراء محمد مصطفى مع المدير العام لمفاوضات الجوار والتوسع بالمفوضية الأوروبية غيرت يان كوبمان، وفي إعلانين صادرين عن الشيخ ومصطفى.وبحث الشيخ مع كوبمان، والمديرة العامة بالجوار الجنوبي وتركيا لمفاوضات الجوار والتوسع بالاتحاد الأوروبي، هنريك تراوتمان "آخر المستجدات السياسية" وفق الاناضول.
وقال الشيخ في تغريدة على منصة اكس: "ناقشنا آخر المستجدات حول الجهود الإقليمية والدولية والتعاون المكثف مع المجتمع الدولي بأكمله لإنهاء الحرب والكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة بعد 271 يوما من الحرب المدمرة في القطاع".وأضاف أن اللقاء نقاش أيضا "التصعيد من الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية والتي تستهدف الكل الفلسطيني، من عنف المستوطنين المتصاعد، وتشريع للاستيطان وللبؤر الاستيطانية، واحتجاز أموال السلطة الفلسطينية غير الشرعي".وأشار الشيخ إلى أن كوبمان "أكد دعم الاتحاد الأوروبي الثابت للسلطة الفلسطينية، وحل الدولتين".والخميس صادق مجلس الوزراء المصغر الخاص بالشؤون السياسية والأمنية في إسرائيل على خطة تتضمن إجراءات ضد السلطة الفلسطينية وتقنين خمس بؤر استيطانية ونشر عطاءات لبناء آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات.
بينما أموال "المقاصة" هي إيرادات الضرائب على السلع الموجهة إلى السوق الفلسطينية المستوردة من الخارج أو من إسرائيل، وتقدر قيمتها الصافية قرابة 770 مليون شيكل (220 مليون دولار) شهريا، قبيل الحرب على غزة، بدأت إسرائيل منذ سنوات سلسلة اقتطاعات منها.ومن جهته بحث رئيس الوزراء الفلسطيني مع كوبمان "تعزيز التعاون وسبل دعم مبادرات الحكومة التنموية لقطاعات الطاقة، الصحة، الحماية الاجتماعية، والتمكين الاقتصادي".
كما بحثا "دعم الاتحاد الأوروبي لبرنامج الحكومة للإصلاح المؤسسي، ودعم جهود الحكومة في إعادة الأعمار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية عند انتهاء الحرب".وثمن مصطفى، وفق البيان، "دعم الاتحاد الأوروبي المستمر لفلسطين والمهم من أجل دعم السلام وبناء الدولة الفلسطينية وتحقيق حل الدولتين".
وبالتوازي صعَّد المستوطنون اعتداءاتهم فيما وسع الجيش من عملياته في الضفة الغربية، مخلفا 560 قتيلا بينهم 136 طفلا، بالإضافة إلى نحو 5300 مصاب، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية
استشهد فلسطينيون وأصيب آخرون، في سلسلة غارات إسرائيلية على مناطق من قطاع غزة، وسط استمرار المعارك في محاور توغل الجيش الإسرائيلي.وأفادت مصادر طبية وفق الأناضول بوصول 3 قتلى إلى مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، جراء قصف إسرائيلي لمركبة كانوا يستقلونها بمخيم المغازي للاجئين الفلسطينيين.وأضافت المصادر أن "عددا من الشهداء والجرحى وصلوا للمستشفى في ساعات الليل، بعد قصف إسرائيلي لمنزل يعود لعائلة اسليم في مدينة دير البلح (وسط)".
وبحسب شهود عيان ومصادر ميدانية، فإن المنزل كان يؤوي مجموعة من النازحين.وفي مدينة غزة، قال شهود عيان للأناضول إن "المقاتلات الإسرائيلية استهدفت منزلا لعائلة الوكيل بشارع الصحابة (وسط) ما أسفر عن وقوع إصابات".
وأفاد الشهود، بسقوط عدد من القتلى والجرحى في استهداف إسرائيلي لفلسطينيين حاولوا العودة لحي الشجاعية شرق المدينة.ولليوم السابع على التوالي، تتواصل العملية العسكرية الإسرائيلية على حي الشجاعية والتي يرافقها توغل بري وقصف مدفعي وجوي كثيف، وسط استمرار للاشتباكات.و بدأ الجيش الإسرائيلي عملية برية في الشجاعية، هي الثالثة من نوعها منذ بدء الحرب، حيث قالت هيئة البث العبرية آنذاك، إن "هذه العملية لتفكيك البنية التحتية لحركة حماس التي لا تزال نشطة هناك".
وجنوب المدينة، أفادت نفس المصادر بسقوط قتلى وجرحى بعد تدمير المقاتلات الإسرائيلية فجر أمس الأربعاء "4 منازل متجاورة في حي الزرقاء".
ومن جانب آخر، قالت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي إنها قصفت "بقذائف الهاون النظامي والثقيل تجمعات للعدو المتمركزة عند تلة المنطار شرق الشجاعية".كما قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس إن عناصرها قصفوا "قوات العدو المتوغلة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة بقذائف الهاون" دون مزيد من التفاصيل.وفي بيان آخر قالت كتائب القسام إن عناصرها "استهدفوا دبابتين صهيونيتين من نوع ميركفاه بقذيفتي الياسين 105 في المخيم الغربي بحي تل السلطان غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة".
معاملة الرهائن الإسرائيليين
من جهة أخرى قال أبو حمزة المتحدث باسم سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، أمس الأربعاء إن عددا من الأسرى الإسرائيليين أقدموا على محاولة الانتحار فعليا.وأوضح أن ذلك جاء مع اختلاف المعاملة التي يلقاها الأسرى نتيجة للطريقة التي تعامل بها إسرائيل السجناء الفلسطينيين.
وقال أبو حمزة على تطبيق تيليغرام "قرارنا في سرايا القدس بمعاملة أسرى العدو بذات معاملة أسرانا داخل السجون سيبقى ساريا طالما استمرت حكومة الإرهاب بإجراءاتها الظالمة تجاه شعبنا وأسرانا".