وسعى خلالها الاحتلال الى خنق القطاع ومحاصرته وتقتيل شعبه وتدميره وتجويع من بقي حيا ، ولكن على مدى الأشهر الماضية كانت المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها صامدة في أحلك الظروف وتستطيع ان تحقق المزيد من الانتصارات برمزيتها ودلالاتها طالما وراءها شعب مؤمن بعدالة حقه في المقاومة وفي الوجود دون احتلال .
فقد أعلن أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، عن أسر وقتل وجرح عدد من جنود العدو الصهيوني خلال عملية مركّبة عصر السبت 25 ماي 2024 شمال قطاع غزة، حيث استدرجوا قوة معادية إلى أحد الأنفاق بمخيم جباليا. وهذا اليوم الذي يحمل رمزية كبيرة في وجدان المقاومة لأنه اليوم الذي تحرر فيه جنوب لبنان من آخر جندي صهيوني بعد ان كان ذلك حلما صعب المنال . يأتي عيد التحرير والمقاومة ليعطي أملا متجددا للشعوب الحرة وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني بانه طالما بقي ثابتا صامدا على أرضه فانه سيحرر ترابها وسيعيد التاريخ كتابة حروف التحرير على أرض فلسطين .
وهذه أول عملية أسر لجنود إسرائيليين تعلن فصائل المقاومة عن تنفيذها منذ بدء إسرائيل حربها على غزة في 7 أكتوبر 2023، والذي تبعته بتوغل بري في الـ27 من الشهر ذاته.
وقال أبو عبيدة في كلمة مصورة "مجاهدونا نفذوا عملية مركبة عصر السبت شمال القطاع حيث استدرجوا قوة صهيونية لأحد الأنفاق بمخيم جباليا"، مضيفا "مجاهدونا نفذوا عشرات العمليات ضد قواته على مدار أكثر من أسبوعين في رفح وبيت حانون".
أو عبيدة لفت إلى أن جيش العدو يسوق استخراج الرفات على أنه إنجاز عسكري وأخلاقي، وأن قوات الاحتلال تنبش بحثا عن رفات أسراها لأجل مكائد نتنياهو الشخصية. ولفت إلى أن "آخر فصول الفشل ما قامت به قوات العدو في جباليا ورفح، وأن حكومة العدو تنتقل من فشل إلى فشل.
كما أشار إلى أن حكومة العدو تستمر في سياستها العمياء العبثية في الانتقام والتدمير، مؤكدًا أن مجاهدي القسام مستمرون في تلقين الاحتلال الدروس في محاور القتال.
ونشرت كتائب القسام مشاهد لسحب جثة أسير من جيش العدو داخل أحد الأنفاق، وأشارت إلى استدراج قوة صهيونية إلى أحد الأنفاق في مخيم جباليا والاشتباك معها من مسافة الصفر وقتل وإصابة وأسر جميع أفرادها.
وجاء إعلان كتائب القسام أسر جنود من قوات الإحتلال الإسرائيلي في غزة كإهداء وتحية لأرواح الشهداء وتضحياتهم العظيمة في وجه الظلم والاحتلال. ففي عملية نوعية بارزة، قامت كتائب القسام ، بإظهار قوة الإرادة والتصميم لدى المقاومة لترتسم صورة المقاتلين وهم يتحدون الظلم والاستكبار، ويعبرون خطوط الاحتلال بجرأة وإخلاص، مؤكدين بذلك أن الإرادة الفلسطينية لن تهزم. أصداء هذه العملية ألهبت الفلسطينيين بالأمل والثبات، وأظهرت للعالم بأن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن حقوقه وكرامته ليبعث برسالة قوية إلى العالم بأن الصمود والثبات هما طريق الحرية والكرامة، حيث يتجلى كفاح شعب محاصر وينبض بالحياة رغم الظلم والقهر. هي قصة مقاومة تاريخية، تجمع بين دموع الأمهات وشجاعة الأبناء، حيث ترتسم صورة لا تنسى لشعب لا يستسلم، ولأرواح تضحي من أجل الحرية والكرامة. في كل مقاوم وفي كل طفل يحلم بالحرية، تتجسد روح الصمود والقوة، محملين براية الفداء والتضحية، نستلهم من قصتهم العظيمة دروس الصمود والمثابرة حتى تشرق شمس الحرية على سماء فلسطين المحتلة.
لكن متحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، نفى وقوع أي عملية أسر لجنود الجيش في غزة.وادعى أدرعي، في منشور مقتضب عبر منصة إكس، أنه “لا يوجد حادث لاختطاف جندي”.
جدل حول استئناف المحادثات
وجاءت تصريحات أبو عبيدة بعد ساعات من تزايد احتمالات استئناف محادثات وقف إطلاق النار في غزة بوساطة .وقال مسؤول مطلع على الأمر إنه تم اتخاذ قرار باستئناف المحادثات هذا الأسبوع بعد أن التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) مع رئيس مدير المخابرات المركزية الأمريكية ورئيس الوزراء القطري.
وقال المصدر إنه تقرر ""أن تبدأ المفاوضات هذا الأسبوع بناء على مقترحات جديدة بقيادة الوسيطين مصر وقطر وبمشاركة أمريكية نشطة".
ونفى مسؤول من حماس في وقت لاحق تقارير إعلامية إسرائيلية عن استئناف المحادثات في القاهرة يوم الثلاثاء وقال وفق رويترز "لا يوجد موعد".
وبعد مرور أكثر من سبعة أشهر على اندلاع الحرب في غزة، يبذل الوسطاء جهودا حثيثة من أجل تحقيق انفراجة. وتسعى إسرائيل إلى إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس في حين تسعى الحركة إلى إطلاق سراح سجناء فلسطينيين لدى إسرائيل وإنهاء الحرب.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن الهجوم الإسرائيلي على القطاع أدى حتى الآن إلى استشهاد ما يقرب من 36 ألف فلسطيني وجرح مايقارب المائة ألف . ومما أدى أيضا وفقا للإحصائيات الإسرائيلية إلى مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.
كما تسبب الهجوم في تهجير قرابة مليون فلسطيني من رفح، وفق الأمم المتحدة، بعد أن كانت المدينة تضم 1.5 مليون، بينهم 1.4 مليون نازح من أنحاء أخرى في القطاع.
لأول مرة منذ 4 شهور.. "القسام" تعلن قصف تل أبيب بالصواريخ
أعلنت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، الأحد، أنها قصفت مدينة تل أبيب وسط إسرائيل برشقة صاروخية ردا على "المجازر" الإسرائيلية بحق المدنيين، وذلك لأول مرة منذ 29 جانفي الماضي.
وقالت الكتائب في بيان : "قصفنا تل أبيب برشقة صاروخية كبيرة رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين".
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق صواريخ من غزة تجاه وسط إسرائيل، منذ 29 جانفي الماضي.
بدورها، زعمت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، أنه تم إطلاق حوالي 8 صواريخ تجاه مدن وسط إسرائيل، على بعد مئات الأمتار من قوات الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح جنوبي القطاع.
فيما ذكرت القناة السابعة الإسرائيلية الخاصة، أنه تم إطلاق 12 صاروخا من رفح تجاه مدن وسط إسرائيل بما في ذلك تل أبيب للمرة الأولى منذ 4 أشهر.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية الخاصة عن "نجمة داود الحمراء" (هيئة الإسعاف) قولها إن شخصا أصيب بشظايا جراح إطلاق صاروخ على مدينة هرتسليا.
ورغم تراجعها نسبيا، لم يستطع جيش الاحتلال الإسرائيلي وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، بينما قالت إذاعة جيش الاحتلال في 5 ماي الجاري، إن معدل إطلاق الصواريخ من القطاع فاق التوقعات رغم انخفاضه تدريجيا خلال الأشهر الـ3.
إسرائيل تتجاهل قرار العدل الدولية
وتزايدت السبت احتمالات استئناف محادثات وقف إطلاق النار في غزة بجهود من الوسطاء وذلك على الرغم من تنفيذ إسرائيل هجمات جديدة قال مسعفون فلسطينيون إنها أودت بحياة ما يزيد على 40 فلسطينيا.
وبعد مرور أكثر من سبعة أشهر على اندلاع الحرب في غزة، يبذل الوسطاء جهودا حثيثة من أجل تحقيق انفراجة. وتسعى إسرائيل إلى إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس في حين تسعى الحركة إلى إطلاق سراح سجناء فلسطينيين لدى إسرائيل وإنهاء الحرب.
ويتواصل القتال في غزة رغم الوساطة والأمر الذي أصدره قضاة محكمة العدل الدولية لإسرائيل الجمعة بالوقف الفوري لهجومها العسكري على رفح.
وتقول إسرائيل إنها تنفذ عمليات في رفح للقضاء على كتائب حماس المتحصنة هناك. وتقول إن بعض الرهائن محتجزون هناك أيضا وتريد إنقاذهم لكن هجومها أدى إلى تفاقم محنة المدنيين وأثار غضبا دوليا.
ويدور القتال حتى الآن في الطرف الجنوبي لرفح وفي مناطقها الشرقية، بعيدا عن المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان.وقرارات محكمة العدل الدولية ملزمة لكن جرى تجاهلها في السابق إذ أن المحكمة لا تملك أي وسيلة لفرض قراراتها.وقال مسؤولون في إسرائيل إن قرار المحكمة بشأن رفح لا يحظر جميع الأعمال العسكرية في المنطقة وفق مانقلته رويترز .
وبموافقة 13 من أعضائها مقابل رفض عضوين، أصدرت محكمة العدل، الجمعة، تدابير مؤقتة جديدة تطالب إسرائيل بأن "توقف فورا هجومها على رفح"، وأن "تحافظ على فتح معبر رفح لتسهيل إدخال المساعدات لغزة"، وأن "تقدم تقريرا للمحكمة خلال شهر عن الخطوات التي اتخذتها" بهذا الصدد..
شاحنات مساعدات من مصر تدخل غزة
بدأت شاحنات مساعدات آتية من مصر الأحد الدخول إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي بين إسرائيل والقطاع، بحسب ما أوردت قناة "القاهرة الإخبارية" المقرّبة من المخابرات المصرية.
وبحسب القناة، انطلقت "200 شاحنة" تحمل مساعدات إنسانية من الجانب المصري لمعبر رفح مع غزة، إلى كرم أبو سالم. وأشارت الى أن القافلة تتضمن "أربع شاحنات تحمل وقودا".
وبدأت إسرائيل في السابع من ماي تنفيذ عمليات عسكرية برّية في مدينة رفح، سيطرت خلالها على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي مع مصر، ما أدى الى توقف دخول المساعدات الإنسانية عبره وفق "ا ف ب".
وأعلن البيت الأبيض الجمعة أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تعهد خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي جو بايدن، "السماح بإدخال المساعدة الإنسانية التي تؤمنها الأمم المتحدة عبر معبر كرم أبو سالم" الحدودي مع إسرائيل في جنوب قطاع غزة.
وتخضع جميع المساعدات من مصر لتفتيش صارم من قبل السلطات الإسرائيلية، ويتم توزيعها عبر الأمم المتحدة.
وقال خالد زايد، رئيس الهلال الأحمر المصري في العريش حيث يصل الجزء الأكبر من المساعدات المخصصة للقطاع الفلسطيني المحاصر، لوكالة فرانس برس إن بقية الشاحنات في القافلة "من المتوقع أن تعبر إلى غزة اليوم".
اعتقال جندي دعا من غزة إلى تمرد عسكري
أفاد إعلام عبري رسمي،امس الأحد، بأن الشرطة العسكرية، اعتقلت جندي الاحتياط الإسرائيلي الملثم الذي ظهر في مقطع فيديو قال إنه من قطاع غزة وهدد فيه بتمرد عسكري واسع النطاق.
والسبت، ظهر جندي إسرائيلي ملثم قال إنه يخدم بقطاع غزة في مقطع فيديو مهددا بتمرد عسكري واسع في حال قرر وزير الدفاع يوآف غالانت إدخال السلطة الفلسطينية لغزة، أو الانسحاب من القطاع، ما دفع الجيش للأمر بفتح تحقيق في الحادثة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، الأحد نقلا عن مصدر عسكري لم تسمه، إنه تم اعتقال المشتبه به ويتم التحقيق معه من قبل الشرطة العسكرية.
وأضافت: "المشتبه به في فيديو التمرد خدم فعلا برتبة جندي احتياط، ويتم التحقيق معه لمعرفة إن كان صور الفيديو فعلا خلال الخدمة العسكرية".
من جانبها، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن ابنة شقيق الجندي المذكور: "إنه عمي وهو في الاحتياط منذ 7 أكتوبر، وقد قال الحقيقة إنه خدم برتبة جندي احتياط".
ونفت ما تردد في وسائل الإعلام الإسرائيلية من أن يكون الأمر كله مجرد "تمثيلية" وأن يكون من ظهر في الفيديو ليس جنديا وأن هناك من يحركه.
وقالت: "لم يرسله أحد وهو في الحقيقة ليس ممثلا، ما ظهر بحوزته هو سلاحه ولم يقترضه من أحد".