لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتّحدة، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية عديدة . يأتي ذلك في خضم احتدام الصراع بين ايران و" إسرائيل" وتوعد الكيان الصهيوني بالرد على العملية الإيرانية التي خلفت ارتدادات واسعة في المنطقة في الوقت الذي اكد فيه الجيش الإيراني انه مستعد لصد أي هجوم من إسرائيل.
ويتباحث قادة أوروبا في قمة بروكسل التي تنته اليوم الخميس التوتر بين " إسرائيل " وايران فيما يلوح الغرب بفرض عقوبات جديدة على طهران .
ويرى البعض ان الهجوم المباشر على قواعد الحرس الثوري أو منشآت الأبحاث النووية داخل إيران هو أحد خيارات الرد الإسرائيلي. ومن الممكن أيضا قصف أهداف خارج إيران.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قوله امس الأربعاء خلال عرض عسكري أقيم بمناسبة يوم الجيش "أي هجوم للنظام الصهيوني على أراضينا سيواجه برد قاس".
وحذر قائد القوات الجوية في نفس الحدث من أن الطائرات الحربية، بما في ذلك طائرات سوخوي 24 روسية الصنع، على "أهبة الاستعداد" لمواجهة أي هجوم إسرائيلي.
وقال البريجادير جنرال أمير وحيدي "لدينا الجاهزية الكاملة في كافة المجالات بما في ذلك تغطيتنا الجوية وقاذفاتنا ومستعدون لأي عملية".
ونقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء عن الأميرال شهرام إيراني قوله امس الأربعاء إن البحرية الإيرانية ترافق السفن التجارية الإيرانية إلى البحر الأحمر.
وقال إيراني "أساطيل الجيش تنفذ مهمة مرافقة سفننا التجارية، والآن المدمرة جماران متواجدة في خليج عدن، وستستمر هذه المهمة حتى البحر الأحمر".
وأضاف "نرافق سفننا من خليج عدن إلى قناة السويس ومستعدون لحماية سفن الدول الأخرى أيضا".
وشهد البحر الأحمر اضطرابا كبيرا في حركة الشحن المتجهة إلى إسرائيل بسبب هجمات جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران.
قمة بروكسل
في الأثناء ، يلتقي قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل في قمة لمناقشة المستقبل الاقتصادي للاتحاد الأوروبي والحرب في أوكرانيا، بالإضافة إلى التوترات الكبرى بين إسرائيل وإيران.
وقال رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، في بيان إن الاتحاد الأوروبي يجب أن "يتحد في دعوة جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واحترام القانون الدولي وتجنب الأفعال التي قد تزيد من التوترات".
ويعتزم قادة الاتحاد الأوروبي بحث ما إذا كان يمكن للاتحاد الأوروبي أن يساهم في وقف التصعيد في المنطقة، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف.
وتشمل قضايا الشؤون الخارجية الأخرى التي سيتم بحثها في القمة تأثير عدم الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط على لبنان وعلاقات الاتحاد الأوروبي مع تركيا.
وتمت دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للتحدث إلى قادة الاتحاد الأوروبي المجتمعين عبر اتصال بالفيديو، حيث سيدعو حلفاء أوكرانيا إلى تزويد بلاده بالمزيد من أنظمة الدفاع الجوي.
نجاح الهجوم الايراني
وقد أعلن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي امس الأربعاء في اليوم الوطني للجيش الإيراني "نجاح" الهجوم غير المسبوق الذي شنته الجمهورية الإسلامية على إسرائيل، متوعدا بالتعامل "بشدة وصرامة" مع أي هجوم إسرائيلي على الأراضي الإيرانية ردا على عملية "الوعد الصادق".
وقال رئيسي لدى مشاركته في العرض العسكري التقليدي بهذه المناسبة والذي جرى في قاعدة عسكرية في ضاحية طهران، إن الهجوم الذي نفذته إيران بالصواريخ والمسيرات في 14 افريل "أثبت أن الكيان الصهيوني أوهن من بيت العنكبوت وكسر أسطورة الجيش الذي لا يقهر"، وفق ما نقلت وكالة إرنا الرسمية.
وأكد أن الهجوم الإيراني كان "إجراء دقيقا ومحدودا وعقابيا" ردا على الضربة التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من افريل ونسبت إلى إسرائيل، وتسببت بمقتل سبعة عناصر من الحرس الثوري، بينهم اثنان من كبار الضباط.
وتابع رئيسي في خطاب القاه أمام قادة الجيش والحرس الثوري أن الهجوم الإيراني "أظهر أن قواتنا المسلحة في حال تأهب" مؤكدا أنه "إذا قام الكيان الصهيوني بأدنى هجوم على الأراضي الإيرانية فسيتم التعامل معه بشدة وصرامة".
وعرض الجيش الإيراني خلال العرض العسكري عددا كبيرا من المعدات التي تم تطويرها مؤخرا من بينها مسيّرات متفجرة وصواريخ بالستية بعيدة المدى، كما نظمت عروض عسكرية في العديد من المدن الكبرى الإيرانية.
وهاجم رئيسي في خطابه الدول التي "تسعى إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني" معتبرا أنها "أذلّت بنظر شعوبها، ما يشكل فشلا إستراتيجيا" لإسرائيل، بدون أن يذكر أي دول محددة.
كارثة غزة
من جهته، أكد السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز ضرورة ألا يؤدي التوتر بين إيران وإسرائيل إلى تجاهل الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.
جاء ذلك في منشور على حسابه بمنصة "إكس"، وصف فيه ما يحدث بغزة بأنه "صادم". ودعا ساندرز الولايات المتحدة إلى وقف مساعداتها لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأشار إلى أن العالم وعلى رأسه الولايات المتحدة حوّل انتباهه إلى التوتر بين إيران وإسرائيل، وقال: "آمل ألا يؤدي ذلك إلى تجاهل الكارثة غير المسبوقة التي تحدث حاليا في غزة، لا ينبغي لنا أن نتجاهل أن هناك كارثة".
ولفت إلى أن 5 بالمئة من سكان غزة قتلوا أو أصيبوا في الأشهر الـ 6 الأخيرة، مضيفًا أن "ثلثي القتلى والمصابين من النساء والأطفال، و75 بالمئة من عدد سكان غزة أخرجوا من منازلهم".
وشدد على ضرورة أن تبذل الولايات المتحدة كل طاقتها من أجل تحقيق وقف إطلاق نار عاجل في غزة، ودعا إلى إرسال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية العاجلة للحيلولة دون تفاقم المجاعة والمأساة الإنسانية في المنطقة.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023، حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية. وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين.
عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
وفي غمرة الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، طلبت السلطة الفلسطينية في مطلع افريل الجاري من مجلس الأمن النظر مجدّداً في الطلب الذي قدّمته في 2011 لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتّحدة، على الرّغم من أنّ الولايات المتّحدة التي تتمتّع بحقّ الفيتو عبّرت صراحة عن معارضتها لهذا المسعى.
و قالت مصادر دبلوماسية لفرانس برس إنّ التصويت على الطلب الفلسطيني سيجرى الخميس.
ويتزامن هذا الموعد مع جلسة مقرّرة منذ أسابيع عدّة للمجلس بشأن الوضع في غزة. ومن المتوقّع أن يحضر هذه الجلسة وزراء خارجية عدد من الدول العربية.
ونشرت البعثة الفلسطينية في الأمم المتّحدة على حسابها في منصة إكس بياناً صادراً عن مجموعة الدول العربية في الأمم المتّحدة يطالب مجلس الأمن الدولي "بقبول دولة فلسطين كدولة عضو في الأمم المتّحدة".
وقالت المجموعة العربية في رسالتها "إنّنا ندعو جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى التصويت لصالح مشروع القرار الذي قدّمته الجزائر باسم المجموعة العربية (...). وعلى أقلّ تقدير، نناشد أعضاء المجلس عدم عرقلة هذه المبادرة الأساسية".
وبحسب البعثة الفلسطينية فإنّ مشروع القرار الجزائري "يوصي" الجمعية العامة بقبول "دولة فلسطين عضواً في الأمم المتحدة".
ويتم قبول دولة ما عضواً في الأمم المتحدة بقرار يصدر من الجمعية العامة بأغلبية الثلثين، ولكن فقط بعد توصية إيجابية بهذا المعنى من مجلس الأمن الدولي.
ووفقاً للسلطة الفلسطينية، فإنّ 137 من الدول الأعضاء في الأمم المتّحدة البالغ عددها 193 دولة اعترفت حتى اليوم بدولة فلسطين.
لكن هذا التأييد لا يكفي لاجتياز عقبة الفيتو الأميركي المرجّح في مجلس الأمن لمنع صدور توصية إيجابية بقبول عضوية فلسطين.
لقاء إيراني باكستاني
على صعيد آخر، قال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف امس الأربعاء إن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سيزور باكستان "قريبا جدا" في الوقت الذي تتطلع فيه الدولتان إلى إصلاح العلاقات بينهما بعدما تبادلتا ضربات صاروخية في يناير كانون الثاني على ما قالتا إنها أهداف لمسلحين.
وأججت الضربات المخاوف من اتساع نطاق الاضطرابات في المنطقة بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر.
وتأتي أنباء الزيارة في الوقت الذي تعتزم فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب هجومها غير المسبوق يوم السبت على إسرائيل كما يحاولون منع إسرائيل من التسبب في أي تصعيد كبير.
وأصدر مكتب شريف بيانا بشأن زيارة رئيسي بعد اجتماع لمجلس الوزراء وعقب إشارة باكستان في وقت سابق إلى إمكانية ذلك.
ونقلت قناة جيو نيوز هذا الأسبوع عن مصادر أن الرئيس الإيراني سيصل إلى باكستان في 22 أبريل نيسان.
لكن وزارة الخارجية الباكستانية لم ترد على طلب من رويترز للتعليق على التقرير.
ولدى الجارتين تاريخ من العلاقات المتوترة لكن الضربات الصاروخية كانت أخطر الوقائع منذ سنوات.
ودعت باكستان في وقت سابق جميع الأطراف في الشرق الأوسط إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والتحرك نحو خفض التصعيد".