مجازر مروعة ومئات الجثث بعد انسحاب الاحتلال من مستشفى الشفاء بعد ستة أشهر من الحرب .... أكبر مشفى في قطاع غزة مُدمّر كليا "ثلثا مستشفيات قطاع غزة الستة والثلاثين توقفت عن العمل"

في غزة لا شيء يعلو فوق صوت التقتيل والاجرام الصهيوني ،

وابادة العصر تتواصل أمام أنظار العالم دون ان تساهم كل رسائل الإغاثة وكل نزيف الدم في هذه الأرض السجينة في ايقاظ ضمير العالم المختبئ ...لقد أظهر إنسحاب قوات الإحتلال الإسرائيلي من مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة فجر أمس الاثنين ، بعد اقتحامه لمدة أسبوعين، مجازر مروعة ومئات الجثث داخل المجمع ومحيطه، مشاهد لا يمكن لعاقل ان يتصورها تختزل بشاعة العقلية الصهيونية المجرمة بعد احراق وتدمير ممنهج لمباني المجمع ومعظم المنازل المحيطة به . وذلك بعد ان تعرّض مشفى الشفاء - وهو أكبر مشفى في قطاع غزة المحتل - إلى عملية عسكرية نفذتها سلطات الإحتلال دون مراعاة للمواثيق والقوانين الدولية . وبذلك خرج المشفى رسميا عن الخدمة، بسبب شدة القصف الذي دمر المباني والأجهزة ليضاف إلى سلسلة المستشفيات التي خرجت عن الخدمة في قطاع غزة منذ بدء الحرب وزادت من كارثية الأوضاع الصحية في القطاع.

وارتكب الاحتلال على مدار أيام الاحتلال، جرائم بشعة بحق النازحين والمرضى، الذين كان يقدر عددهم بنحو 30 ألفا في المكان لحظة اقتحامه. وأحرق الاحتلال مباني أكبر مستشفيات قطاع غزة، ودمر محتوياته كافة، بصورة أخرجته عن الخدمة الصحية تماما.

ووفق منظمة الصحة العالمية، توقف ثلثا مستشفيات غزة الستة والثلاثين عن العمل، ويعمل مستشفيان بالحد الأدنى، و10 بصورة جزئية، منها 4 في الشمال و6 في الجنوب.

واكتست واجهات مباني المستشفى باللون الأسود بسبب القصف والتدمير الممنهج وعمليات الحرق التي نفذتها قوات الاحتلال.وأوضحت مصادر طبية، أن جيش الاحتلال دمّر خلال العملية العسكرية طوابق بشكل كامل في مبنى الجراحات التخصصية، كما أحرق بقية المبنى، فيما أحرق مبنى الاستقبال والطوارئ الرئيسي، ودمر عشرات من غرفه وجميع الأجهزة الطبية فيه.وقام جيش الاحتلال بإحراق مباني الكلى والولادة وثلاجات دفن الموتى والسرطان والحروق، ودمر مبنى العيادات الخارجية.
ومن شأن ذلك أن يزيد من حجم مأساة سكان مدينة غزة، الذين لم يعد لهم مشفى يلجئون إليه للحصول على الخدمة الطبية، بعد تدمير مشفى القدس التابع للهلال الأحمر في الأسابيع الأولى للحرب، وإجبار طواقمه ومرضاه وقتها على النزوح القسري إلى مناطق وسط وجنوب قطاع غزة وفق تقرير ''القدس العربي''.
وعقب الانسحاب، عثر على العديد من جثث الشهداء التي تحللت جراء بقائها بدون دفن، حيث انتشل الأهالي جثامين 50 شهيدا في الساعات الأولى بعد الانسحاب.وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، الرائد محمود بصل، إن هناك نحو 300 شهيد في مجمع الشفاء ومحيطه بعد انسحاب قوات الاحتلال.من جهتها، قالت إذاعة جيش الإحتلال الإسرائيلي، إن الجيش قتل 200 واعتقل 500 آخرين واحتجز نحو 900 للتحقيق خلال عمليته بالمجمع الطبي ومحيطه.
دمار كامل
وكانت قوات جيش الاحتلال فرضت حصارا محكما على المشفى، وأجبرت الطواقم الطبية والمرضى على البقاء في أحد المباني الإدارية، دون أن يوصل إليهم الطعام والدواء.وطول فترة الاجتياح والحصار، كان يتواجد في المشفى 107 مرضى، معظمهم من الحالات الصعبة التي كانت في وحدة العناية المركزة، و60 من الطاقم الطبي.
وحسب شهود من المكان، فقد أشاروا إلى أن من بين الشهداء من وُجدوا مكبلي الأيدي، بما يؤكد أنهم تعرضوا بعد اعتقالهم لعمليات ''إعدام ميداني''.وحسب الشهادات، فقد أقدمت قوات الاحتلال على إعدام عدد من مرافقي المرضى، فيما جرى اعتقال عدد منهم، وإجبار آخرين على النزوح القسري إلى مناطق وسط وجنوب غزة.وهناك توقعات بأن يرتفع عدد الشهداء كثيرا، في ظل وجود الكثير من الجثث تحت ركام المباني التي دُمرت في محيط مجمع الشفاء.
وفي هذا السياق، ناشدت وزارة الصحة الجهات الدولية بالعمل من أجل إعادة مشفى ''ناصر'' للعمل من جديد، بعد أن خرج هو الآخر من الخدمة، لافتة إلى أن توقفه يعتبر ''ضربة قاسمة للخدمة الصحية التي تقلصت إلى أدنى مستوياتها، ويحرم المرضى من الحصول على الخدمات العلاجية''.يشار إلى أنه بهذه العملية العسكرية الجديدة ضد مشافي خان يونس، ضغطت قوات الاحتلال بشكل كبير على المنظومة الصحية جنوبي القطاع، حيث يضطر المرضى والمصابون للتوجه إلى مشافي مدينة رفح التي بالكاد تلبي احتياجات السكان والنازحين هناك.
أوضاع كارثية
وبعد ستة أشهر من اندلاع الحرب الدموية على غزة أطلقت منظمات دولية إنسانية ناقوس الخطر من تفشي المجاعة والأمراض في غزة بسبب تواصل حرب الإبادة ومحاولات الاحتلال عزل غزة على العالم . وتصف منظمات دوليّة وإنسانية الوضع في غزة بالكارثي والأكثر دموية منذ عقود. وتدعو المنظمات الدولية إلى ايجاد حلول سريعة في ظلّ الصعوبات التي تواجهها لممارسة مهامها من تقديم خدمات حيوية وأيضا إيصال مساعدات للمدنيين من أغذية وأدوية وغيرها في ظلّ تضييقات مستمرة من الإحتلال .
كما حذّرت منظمات إغاثة أيضا من مخاطر المجاعة وتفشي الأمراض في غزة في ظل وضع كارثي ومروع يعيشه القطاع بعد أكثر من خمس اشهر على اندلاع الحرب . ولئن تجدد الوكالات التابعة للأمم المتحدة من تحذيراتها بشأن تدهور الأوضاع الصحية والغذائية في غزة، وتبدي خشيتها من ''انهيار النظام الصحي العام ما لم يتم وقف إطلاق النار" ، إلاّ أنّ المجتمع الدولي والمنظمات الدوليّة تقف اليوم عاجزة عن إرساء حل أو هدنة في القطاع المنكوب.وتدعو هذه المنظمات للمجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية والإغاثية إلى ضرورة التحرك وإيقاف الغطرسة الإسرائيلية المتمادية في جرائمها ضاربة عرض الحائط كل الأعراف والقوانين الدولية .

آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة برحيل نتانياهو
ميدانيا تظاهر آلاف الإسرائيليين في القدس للمطالبة بتعزيز الجهود لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة ورحيل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، في ليلة ثانية على التوالي من الاحتجاجات الحاشدة.
وأغلق المتظاهرون طريقا سريعا رئيسيا في المدينة بعد أن تجمعوا في وقت سابق أمام مقر الكنيست.واستخدمت الشرطة خراطيم المياه ضد المتظاهرين لابعادهم إلى الخلف بينما كانوا يهتفون بأن نتانياهو "يجب أن يرحل".
ويتزايد الضغط على نتانياهو بعدما وجد المعارضون لحكومته وعائلات الرهائن المحتجزين في غزة، قضية مشتركة وفق " ا ف ب". وتقول عائلات الرهائن إنها ستنزل إلى الشوارع كل ليلة هذا الأسبوع في محاولة "لإعادتهم إلى الوطن".
وكان الآلاف قد احتشدوا السبت في تل أبيب، أكبر مدن إسرائيل، وأغلقوا الطريق السريع الرئيسي في المدينة لمدة ساعتين تقريبا.واختار آخرون الاعتصام السبت أمام منزل نتانياهو في القدس مرددين هتافات تطالبه بالاستقالة.وقالت دانا رابفوغيل شور التي شاركت في تظاهرتي تل ابيب والقدس وفق وكالة فرانس برس إن الغضب من نتانياهو بسبب هجوم حماس في 7 أكتوبر وطريقة إدارته البلاد وصل إلى ذروته.وأضافت "الناس غاضبون ومتعبون ويريدون إجراء انتخابات. وهم يلقون باللوم على بيبي (نتنياهو) والحكومة التي تقول إنها غير مسؤولة عن أي شيء".
وحمل العديد من المتظاهرين لافتات عليها صورة لوجه نتانياهو ملطخا بالدماء، متهمين إياه بالفشل.وجاء في الشعارات على اللافتات التي رفعها المتظاهرون "أنت الزعيم، أنت المسؤول" و"الانتخابات الآن".وحتى ما قبل اندلاع الحرب، واجه نتانياهو احتجاجات على مدى أشهر في الشوارع بسبب تعديلات قضائية مثيرة للجدل.

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115