أنباء عن بدء إسرائيل استعداداتها لعملية برية رغم التحذيرات سيناريوهات اجتياح رفح ... بين الضغوطات الدولية والإستنفار الإقليمي

تناقلت تقارير إعلامية أنباء عن بدء جيش الإحتلال الإسرائيلي الاستعداد لاجتياح مدينة رفح برّا ،

تحسبا لانهيار المفاوضات مع حركة "حماس" المتواصلة في العاصمة القطرية الدوحة ، إذ بات ملف اجتياح مدينة رفح الفلسطينية رغم التحذيرات الدولية من أهم ملفات الساعة ، فرغم الضغوط الأمريكية والدولية لردع نتنياهو عن تنفيذ مخططه الدامي في رفح ، قالت التقارير التي تناقلتها وسائل إعلام إسرائيلية أن الحكومة "اتخذت خطوات فعلية على الأرض تمهيدا للعملية في حال انهيار صفقة المحتجزين". وكانت العديد من الدول بما فيها الولايات المتحدة، طلبت من إسرائيل عدم القيام بأي عمل عسكري في رفح دون ضمان إخلاء آمن لأكثر من مليون مدني فلسطيني.وأكدت الولايات المتحدة مرارا في الأسابيع الأخيرة، أن إسرائيل لم تقدم أي خطة موثوقة بشأن إخلاء المدنيين من رفح.

وتحتضن مدينة الدوحة القطرية منذ أيام مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس بوساطة قطرية مصرية، لكنها لم تفض حتى الآن عن التوصل لصفقة لتبادل الأسرى.ورغم قرار وقف إطلاق النار الصادر عن مجلس الأمن الدولي قبل أيام إلا أنّ إسرائيلي لم تتراجع عن إصرارها لاجتياح رفح رغم الضغوطات التي تتعرض إليها.ووفق تقارير إعلامية تواجه الاستعدادات الإسرائيلية العديد من التحديات قبل عملية رفح، أهمها التحديات اللوجيستية. إذ لم تتمكن إسرائيل بعد من استكمال عملياتها بشكل كامل في وسط وجنوب وشمال غزة .وعلاوة على ذلك يرى محللون أنّ تأثير قيام "إسرائيل" بتسريح عدد من جنود وضباط الاحتياط ونقل بعض القوات النظامية إلى الضفة الغربية وجنوب لبنان على القوات المتاحة لعملية رفح المنتظرة سيكون بدوره عنصرا مؤثرا في سعي الإحتلال لتنفيذ الإجتياح البري في رفح وفق تقرير نشرته سكاي نيوز عربية .
كما يعتبر تأثير صعوبة تطبيق الشروط الأمريكية التي تفرض إخلاء وحماية المدنيين في قطاع غزة ونقلهم إلى أماكن آمنة قبل توغل القوات في رفح من بين الأسباب التي تؤجّل اليوم عملية رفح .ووفق مراقبين يعد الرفض المصري أيضا لأي تحرّك عسكري إسرائيلي عنصرا من العناصر المؤثرة على عملية رفح المرتقبة.
ويتمسك الإحتلال الإسرائيلي بشنّ عملية عسكرية برية في رفح بالتزامن مع حربه الدامية في قطاع غزة والمستمرة منذ ستة أشهر رغم الدعوات الإقليمية والدولية لعدم اجتياح رفح خاصة من الجانب المصري ، حيث قالت القاهرة أنها مستعدة لكل السيناريوهات حال تنفيذ إسرائيل عملية في رفح الفلسطينية وفق تصريحات سابقة صادرة عن محافظ شمال سيناء .
يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه مصدر مصري رفيع المستوى، إن القاهرة تتابع عن كثب الموقف في رفح الفلسطينية، مشددا على "الاستعداد للتعامل مع كل السيناريوهات".وتواصل مصر التحرك إقليميا ودوليا للضغط على إسرائيل لوقف تلك العملية.وفي بيان لوزارة الخارجية، حذّرت مصر "من العواقب الوخيمة لمثل هذا الإجراء، لاسيما في ظل ما يكتنفه من مخاطر تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة".
وطالبت مصر "بضرورة تكاتف جميع الجهود الدولية والإقليمية للحيلولة دون استهداف مدينة رفح الفلسطينية، التي باتت تأوي ما يقرب من 1.4 مليون فلسطيني نزحوا إليها لكونها آخر المناطق الآمنة بالقطاع". وشددت مصر على أن "استهداف رفح، واستمرار انتهاج إسرائيل لسياسة عرقلة نفاذ المساعدات الإنسانية، بمثابة إسهام فعلي في تنفيذ سياسة تهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته".وقامت مصر بتحصين حدودها مع غزة بشكل كبير، حيث أقامت منطقة عازلة بطول 5 كيلومترات وجدرانا خرسانية فوق وتحت الأرض.ويتجمع بحسب الأمم المتحدة نحو 1,4 مليون شخص، معظمهم نزحوا بسبب الحرب، في هذه المدينة التي تحولت إلى مخيم ضخم، وهي المدينة الكبيرة الوحيدة في القطاع التي لم يقدم الجيش الإسرائيلي حتى الآن على اجتياحها بريا.

رفح وسياسة الكذب الإسرائيلي
من جهته قال الكاتب الفلسطيني مصطفى ابراهيم لـ''المغرب '' أنه في ظل التهديد الإسرائيلي لاجتياح مدينة رفح، وبعد ستة أشهر من حرب الإبادة من القتل والتدمير والتجويع والحصار والعقاب الجماعي، ما زالت ‏ إسرائيل تنكر أنها تمارس الإبادة وهي مستمرة في حربها، وكأنها في يومها الأول من البربرية والوحشية، وتتهرب من مسؤوليتها القانونية عن جرائمها في غزة والضفة والقدس بصفتها قوة احتلال، وتتضاءل مسألة الخطأ لديها أمام حجم الجرائم وعدد الضحايا وقوة الدمار.
وتابع ''إسرائيل تكذب وتمارس التضليل وإنكار هوية الضحايا الفلسطينيين، حتى أنها تكذب بشأن مصير الرهائن المختطفين الإسرائيليين، وتتهم المقاومة إنها المسؤولة عن قتلهم، وتدعي أن جميع الذين قتلوا، ماتوا في السابع من أكتوبر.إسرائيل تكذب على نفسها، بادعاء إن حماس تشكل تهديدا وجوديا لها. وتكذب عندما تروج دعايتها المسمومة أنه سيتم تدمير حماس بعملية عسكرية في رفح. مع ان رفح تتعرض للقصف والتدمير ويوميا يسقط الضحايا من الأطفال والنساء، والمتابع وغير المتابع يعلم حجم الضحايا وقوة القتل والتدمير والنتائج الكارثية في رفح والخوف والقلق''.
وأضاف ابراهيم ''إسرائيل متمكنة من إنتاج الكذب، فهي كذبت في مجزرة الطحين على شارع الرشيد بمدينة غزة. والتنصل من مسؤوليتها عن الجريمة. وتكذب فيما يجري في مستشفى الشفاء والتدمير الهائل في المستشفى ومحيطها والقتل والاعتقالات الجماعية، وادعاءها أنها اكتشفت إعادة حماس تنظيم نفسها،وتمارس الكذب وإنكار جريمة المجاعة في غزة. وتصر على أنه إذا كان هناك مجاعة فهي بسبب حماس، وتتناسى أنها من تمنع دخول المساعدات وتلاحق من يوفروا الحماية'' .
وأكد محدثنا ''إسرائيل تكذب بادعاء تحقيق النصر المطلق، فهو نصر على البشر والحجر والشجر، مع أن هزيمتها تتفاقم بتغيير الأهداف من القضاء على حماس إلى هزيمتها، نصرها بمواصلة القصف والتدمير وتحويل قطاع غزة إلى أنقاض ومكان غير صالح للسكن بقتل وتهجير الناس .إصرار إسرائيل على الكذب، وإنكارها هو للإفلات من العقاب لأنها تتمتع بحصانه ودعم أمريكي أوروبي في انتهاك سافر للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني''.
وتابع محدثنا : ''بعد ستة أشهر من الإبادة الجماعية المنهجية، إسرائيل تدرك أفعالها وجرائمها، وقدراتها كبيرة في اختلاق الأسباب والدوافع وان هذه الحرب ضرورة لا مفر منها، وهذا هو الكذب.الحقيقة هي أن ما تقوم به إسرائيل من إنكار لحقوق الفلسطينيين لن يحقق لها الأمن، وما تمارسه من كذب وتضليل وخداع يرتد عليها سواء الآن أو في المستقبل القريب''.

تفاصيل العملية

وقالت قناة إسرائيلية إن "استعدادات الجيش شملت خطة للتعامل مع الأنفاق، ومهاجمة غرف القيادة والمنازل التي يتحصن بها قادة حماس وتصفية عناصر الحركة".وتابعت: "تمهيدا لإصدار الأمر بالعملية المستقبلية في رفح، وفي إطار التعامل مع السكان المدنيين المقيمين في رفح، أمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشراء 40 ألف خيمة من الصين إلى غزة".وبحسب القناة: "سيتم نقل الخيام فور وصولها إسرائيل إلى قطاع غزة وسيتم تحديد أماكن واضحة لها في القطاع، حيث سيتم نصب الخيام ونقل اللاجئين إليها".وأكدت الولايات المتحدة مرارا في الأسابيع الأخيرة، أن إسرائيل لم تقدم أي خطة موثوقة بشأن إخلاء المدنيين من رفح.
وقال مسؤول أمريكي إن إسرائيل طلبت من البيت الأبيض تحديد موعد آخر لاجتماع رفيع المستوى من أجل مناقشة خططها العسكرية في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، وذلك بعد إلغاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المحادثات المزمعة فجأة.وألغى نتنياهو زيارة مقررة لوفد إسرائيلي رفيع المستوى لواشنطن بعد أن امتنعت الولايات المتحدة يوم الاثنين عن استخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، فيما يشير إلى تدهور جديد في علاقته مع بالرئيس الأمريكي جو بايدن خلال الحرب الدائرة.
سيناريوهات بديلة
وكانت الخارجية الأمريكية قد أكدت أن لديها أفكارا عن بدائل للعملية العسكرية في رفح يمكن أن تؤدي للقضاء على كتائب حماس هناك، حسب قولها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر ردا على سؤال للصحفيين عما إذا كانت عملية عسكرية محدودة في رفح يمكن أن تقضي على ما تبقى من قادة حماس، قال ميلر "نعم" وفق الجزيرة نت . وبشأن مفاوضات تبادل الأسرى، قال ميلر إن واشنطن ما تزال تعتقد أن المفاوضات بشأن هدنة إنسانية في غزة لم تنتهِ ولم تصل إلى طريق مسدود، مضيفا أن واشنطن ترى أن هناك إمكانية لاستمرار محادثات إطلاق سراح الأسرى لدى حماس.
من جهتها قالت الأمم المتحدة، أمس الخميس، إنه لا يتم إدخال غذاء كافٍ إلى غزة، إلى جانب استمرار مشاكل التوزيع جراء "الوضع الأمني وقلة التعاون والتنسيق".
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحافي.وأوضح دوجاريك أن رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأرض الفلسطينية المحتلة، أندريا دي دومينيكو، زار أحد المستشفيات الأربعة التي تقدم الخدمة بشكل جزئي في شمال غزة.وأضاف نقلا عن معلومات تلقاها من دي دومينيكو أن المستشفى يستقبل يوميا حوالي 15 طفلا يعانون من سوء التغذية.
حزب الله يعلن قصف مستوطنات
ميدانيا أعلن حزب الله، أمس الخميس، استهداف مقر قيادة للجيش ومستوطنتي غورون وشلومي شمال إسرائيل، في حين واصل الجيش الإسرائيلي قصف بلدات عدة جنوب لبنان.
من جهتها أفادت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية، باستهداف الجيش الإسرائيلي أطراف بلدات الظهيرة، وزبقين، وعلما الشعب، والناقورة، ومجدل زون، وطير حرفا، ووادي حامول، بعدد من القذائف المدفعية.
وجراء المواجهات الحدودية، قُتل 255 عنصرا من حزب الله، و14 من حركة أمل، و12 من الجهاد الإسلامي، و13 من حماس، بالإضافة إلى 58 مدنيا لبنانيا وجندي في الجيش وعنصر في قوى الأمن الداخلي، بينما تقول تل أبيب إن 17 مدنيا وجنديا إسرائيليا قتلوا منذ 8 أكتوبر.وتصاعدت مؤخرا تهديدات من مسؤولين إسرائيليين بتوسيع الهجمات على الأراضي اللبنانية ما لم ينسحب مقاتلو "حزب الله" بعيدا عن الحدود.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115