مفاوضات التهدئة بين مسودة حماس وخطة بديلة من إسرائيل خلاف يزيد الإنقسام وسلطات الاحتلال تُحرج الولايات المتحدة الأمريكية ''بعد انتهاء جولة بلينكن الشرق أوسطية دون نتائج ملموسة .. عاهل الأردن في جولة غربية ''

أنهى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الشرق الأوسط

يوم أمس الخميس جولته الشرق أوسطية دون تحقيق أية تقدم ملحوظ في سياق محادثات الهدنة المقترحة نتيجة تمسك المقاومة بخطتها وشروطها ، ورفض الإحتلال لمقترح حماس متمسكا بدوره بخطة بديلة نشرت وسائل إعلام إسرائيلية تفاصيلها. وبعد زيارته لـ4 دول في المنطقة لم يتم تحقيق تقدم في سياق المحادثات الدائرة لوقف إطلاق النار، مايزيد من ضبابية المشهد ويطيل أمد الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر المنقضي.

ووفق تقارير أمريكية فقد خلف هذا الإنقسام خلافات علنية بين الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل وهي المرحلة الأسوأ بين الطرفين منذ بدء الحرب الإسرائيلية ضد حماس في غزة في أكتوبر.وفي ختام رحلة شملت 4 دول في الشرق الأوسط عاد بلينكن إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد تلقيه رفضا لمقترح حماس من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال إن الحرب ستستمر حتى تنتصر إسرائيل تماما، وبدا أنه يرفض بشكل قاطع رد حماس على خطة وقف إطلاق النار المقترحة.

ولم تكتفي إسرائيل برفض المقترح ممّا سيزيد وفق مراقبين الخلافات غير المعلنة بين واشنطن وتل أبيب خاصة بعد أن قدمت إسرائيل مقترحا بديلا .وفي خطتها البديلة قالت إسرائيل، بعد أن رفضت مقترح حركة حماس ، أنها مستعدة للسماح بـ''مغادرة يحيى السنوار إلى الخارج مقابل إطلاق سراح جميع المحتجزين وإنهاء حكم حماس في غزة'' ، وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم على استعداد للسماح بخروج يحيى السنوار إلى المنفى طالما تم إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين واستبدال حماس بحكومة جديدة في غزة، حسبما أفادت شبكة ''إن بي سي نيوز''.

ووفق وسائل إعلام إسرائيلية فقد قدمت إسرائيل اقتراحات للولايات المتحدة الأمريكية تضمنت استبدال حماس بقادة مدنيين يتم اختيارهم بعناية و"إصلاح" نظام التعليم في غزة . وبحسب ما ورد، فإن فكرة المنفى لتمهيد الطريق أمام هيئة حكم جديدة في غزة خالية من المقاومة كانت "مطروحة على الطاولة" منذ نوفمبر، وفقا لمستشار كبير لحكومة الإحتلال الإسرائيلية وفق مانشرته ''القدس العربي''.

وكانت العلاقات بين إسرائيل وحليفتها الرئيسية، الولايات المتحدة، متوترة منذ أشهر، لكن رفض نتنياهو العلني للخطة التي تقول الولايات المتحدة إنها تستحقها، على الأقل كنقطة انطلاق لمزيد من المفاوضات، سلط الضوء على الانقسام.

وفي محاولة للتغطية على هذا الإنقسام الواضح ، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وفق ''سكاي نيوز عربية''، أنه لا يزال هناك "مكان لاتفاق" بين إسرائيل وحركة حماس، وذلك بعد تصريحات شديدة اللهجة أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.وقال بلينكن في مؤتمر صحافي "هناك أمور من الواضح أنها غير مقبولة في رد حماس. نعتقد أن ذلك يفسح مكانا للتوصل إلى اتفاق، ونحن نعمل على ذلك من دون كلل حتى التوصل اليه".وأعلن وزير الخارجية الأمريكي أنه حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته من أفعال تؤجج التوترات.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن حماس كان لديها ''رد فعل إيجابي" على الشروط المقترحة للصفقة. وقدمت حماس عرضا مضادا بشروط محددة، لكن هذا الرد لم يذكر أي شيء عن نفي السنوار أو نهاية حكومة حماس. وواجهت خطة "إسرائيل" لنفي السنوار وحكم غزة.

ووفق تقارير إعلامية فقد اقترح الإسرائيليون على الأمريكيين أن يتم إرسال ستة من قادة حماس، بما في ذلك السنوار والضيف، خارج غزة، لكن الاقتراح لم يتم تقديمه رسميا إلى حماس وفق وسائل إعلام إسرائيلية، لأن المقاومة ترفض هذه الأفكار جملة وتفصيلا .

ويتضمن عرض حماس المضاد انسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية من غزة، وهو ما رفضه نتنياهو يوم الأربعاء مصرا على استكمال ''أهدافه من العملية العسكرية '' وهي القضاء على ''حركة حماس'' ، في ظلّ الفشل الذي تكبدته قواته منذ بدء الحرب أمنيا واستخباراتيا وسياسيا . إذ يرى متابعون أن تمسك نتنياهو بخيار الحرب هو محاولة منه لحفظ ماء الوجه بعد الهزائم الموجعة التي يتلقاها جيش الإحتلال من قبل المقاومة في قطاع غزة .ولعلّ أهم عنصر خلافي بين الطرفين هو ملف حكم غزة بعد الحرب .

جولة "غربية" لعاهل الأردن
هذا ويبدأ العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني جولة تشمل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وفرنسا وألمانيا لحشد الدعم الدولي من أجل وقف إطلاق النار في غزة وحماية المدنيين.

وجاء في بيان صادر عن الديوان الملكي الأردن أن الملك عبد الله الثاني غادر بلاده، اليوم الخميس، في جولة تشمل الولايات المتحدة الأميركية وكندا وفرنسا وألمانيا.

وقال البيان إن الجولة تهدف إلى حشد الدعم الدولي من أجل وقف إطلاق النار وحماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل دائم وكاف، والتأكيد على أهمية إيجاد أفق سياسي يقود إلى تسوية شاملة تنهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأشار البيان إلى أن الملك سيلتقي في واشنطن الرئيس الأمريكي جو بايدن وأركان الإدارة الأمريكية وعدداً من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب بالكونغرس، فيما سيلتقي بالعاصمة أوتاوا رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.
وفي باريس، سيجتمع مع الرئيس الفرنسي، فيما يشارك خلال زيارته إلى ألمانيا بالدورة الستين لمؤتمر ميونيخ للأمن ويلتقي خلالها عدداً من كبار المسؤولين الغربيين والأوروبيين.

 

مفاوضات مستمرة في مصر
من جهتها أعلنت حركة "حماس"، أمس الخميس، أن وفدا منها وصل العاصمة المصرية القاهرة "لاستكمال المحادثات المتعلقة بوقف إطلاق النار" مع إسرائيل.
وقالت الحركة: "وصل وفد من الحركة برئاسة خليل الحية نائب رئيس الحركة في غزة إلى القاهرة لاستكمال المحادثات المتعلقة بوقف إطلاق النار".

والأربعاء، كشفت مصادر فلسطينية مطلعة للأناضول، عن موافقة "حماس" على مقترح خطة لتبادل الأسرى والتهدئة في قطاع غزة، وأضافت إليه ملحقا مفصلا لتنفيذ مراحله واشترطت أن يكون جزءا من الخطة.

وقالت المصادر إن رد "حماس" على مقترح إطار باريس الذي قدم إليها الأسبوع الماضي، تضمن خطة من ثلاث مراحل مدة كل منها 45 يوما، يتم خلالها وقف العمليات العسكرية بشكل كامل من الجانبين وتبادل الأسرى والجثث.
وفي 28 جانفي الماضي، عُقد اجتماع في باريس بمشاركة إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر، لبحث صفقة تبادل أسرى ووقف الحرب في غزة، تتم عبر 3 مراحل، وفق مصادر فلسطينية وأمريكية.
وتقدّر تل أبيب وجود نحو 136 محتجزا إسرائيليا في غزة، فيما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر من الطرفين، لكن لا تأكيد بشأن العدد النهائي لدى الطرفين.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة بدعم أمريكي على غزة خلفت حتى الأربعاء، "27 ألفا و708 شهداء و67 ألفا و147 مصابا، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.

وأكد مسؤول مقرب من حماس وفق وكالة فرانس برس أمس الخميس أن الحركة ما زالت ترغب في مناقشة وقف إطلاق النار في الحرب الدائرة في قطاع غزة، بعد رفض إسرائيل مقترحاتها الأولية.
وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أعلن الأربعاء رفضه اقتراح الحركة لوقف إطلاق النار ووصفه بأنه "غريب" متعهدا بموصلة العمل العسكري حتى "النصر الكامل".

وقال المسؤول الفلسطيني إن "الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة بين حماس ووفد الاحتلال الإسرائيلي ستبدأ الخميس في القاهرة".

وبحسب المصدر سيلتقي وفد حماس بالمسؤولين المصرين وأن وفدا قطريا سينضم لاحقا في محاولة إلى تقريب وجهات النظر بين الطرفين.

وتوقع أن تكون "المفاوضات معقدة وصعبة للغاية لكن حماس منفتحة على النقاشات وحريصة على التوصل لوقف العدوان ووقف دائم لإطلاق النار وإعادة إعمار قطاع غزة".

وأشار المسؤول المقرب من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى أن "الطرفين سيعقدان عدة جولات مفاوضات غير مباشرة".وقال المسؤول الفلسطيني المقيم في قطاع غزة إن المرحلة الأولى من التهدئة المقترح تقضي "بوقف إطلاق النار لستة أسابيع" يتم خلالها إجراء محادثات حول تبادل الأسرى المدنيين من النساء والأطفال ممن هم أقل من 18 عاما.
وأشار إلى أن "رد حماس الذي وصل إلى مصر وقطر واطلعت عليه الولايات المتحدة وأطراف أخرى، تضمن عرضا لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين الأطفال والنساء والمسنين والمرضى وفي المقابل تطلق إسرائيل سراح أعدادا من الأسرى الفلسطينيين سجري النقاش بشأنها بدء من الخميس".
ويشمل مقترح المرحلة الأولى أيضا بحسب المسؤول السماح بإدخال "400-500 شاحنة مساعدات غذائية ودوائية ووقود يوميا" ذلك وسط مخاوف كبيرة بشأن أزمة إنسانية في القطاع.
كذلك، سيجري في هذه المرحلة بحث الاتفاق على انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة وعودة النازحين.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115