Print this page

حياة التونسيين في 2023: بين الطوابير والانتظار لقضاء المآرب والأوطار

أصبح الطابور في السنة الموشكة على الانقضاء إشارة إلى توفر سلعة ما

لهذا فبعد أن كان مرهقا في أيامه الأولى وغير مألوفا اتضح لاحقا انه ما من سبيل سوى الاصطفاف وراء المواطنين للتسوق ان كان لهذا الهدف سبيلا.
الإنتظار لم يعد مملا بل الممل ان لا يعود التونسي دون قضاء حوائجه وأضحى الإبكار إجباريا للتمكن من الحصول على ما أمكن من السلع التي أصبحت مفقودة في اغلب الايام. فالمساحات الكبرى أصبح لديها مواعيد محددة لعرض السكر والقهوة والحليب والمعجنات في بعض الأوقات ومشتقات الحبوب.
رسائل الطمأنة بان الوضع مؤقت ولاداعي للتهافت واللهفة أصبحت غير مجدية فلا الوضع انتهى ولا السوق توفرت على كل السلع في وقت واحد. فقد ارتبط السوق التونسية في توفير بعض السلع بالسوق العالمية فالقهوة شبه مفقودة في فترات متواترة بسبب ارتفاع أسعارها عالميا وفرض قيود من طرف البلدان المصدرة والسكر أيضا فالبواخر القادمة إلى الموانئ التونسية المحملة بالسكر أصبحت من الأخبار العاجلة. ويتداول السكر في جميع أنحاء العالم بأعلى أسعار مسجلة منذ عام 2011، ويرجع ذلك إلى انخفاض الإمدادات العالمية، بعد أن أضر الطقس الجاف بشكل غير معتاد بالمحاصيل في الهند وتايلاند، ثاني وثالث أكبر مصدرين للسكر في العالم. كما فقد الأرز وعاد لاحقا بأنواع جديدة وبأسعار عالية. الخبز الطوابير التي تعد اسلوب تسوق جديد مازالت ممتدة أمام المخابز أيضا. وصعب على تجار الجملة الحصول على طلبياتهم نتيجة انخفاض السلع الموردة. فلم تعد اللهفة هي المنسبب في فقدان بعض السلع بل ان حلقة التزود تعطلت في عديد المرات.
الشاي أيضا ندر عرضه. والندرة يقابلها ارتفاع الأسعار فقد امتد الغلاء لكل المنتوجات نتيجة العوامل المناخية حيث ارتفعت أسعار المنتوجات الفلاحية من خضر وغلال ولحوم بمختلف أصنافها.
رحلة البحث عن السلع أصبحت مرهقة هذا العام وعلى خلاف عديد الدول التي شهدت احتجاجات على غلاء المعيشة لم تشهد تونس احتجاجات في هذا الغرض فقد وجه المحتجون جهدهم الى البحث عن طلباتهم حتى تظل مواقدهم مشتعلة.
لقد طبّع التونسي مع مشاهد التدافع وطول الانتظار وصعوبة التزود بكل الحاجيات والضروريات دون التأمل في ان يكون الوضع اقل ارهاقا العام المقبل فالوضع مازال يحافظ على تفاصيله المتسببة في النقص والندرة.

المشاركة في هذا المقال