وتعد هذه الفئة الفئة التي تراهن عليها البلاد في المدى القريب والمتوسط إذا ما تم اعتبارهم قوة عمل ورصيد مهم للرأسمال البشري للبلاد كل هذه التحديات تصطدم بأرقام ومؤشرات تظهر الضعف الذي يواجهه الشباب في سن العمل أو التعلّم أو التكوين.
"واحد من كل أربعة شباب تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عامًا لا يعملون ولا يدرسون ولا هم في مراكز التكوين ثلاثة أرباعهم يغادرون مقاعد الدراسة دون الحصول على شهادة. و45% منهم لديهم أكثر من 5 سنوات على هذه الحال أي لا يعملون ولا يدرسون ولا يتكونون". جاء هذا في تقرير للأمم المتحدة يسلط فيه الضوء على التحديات التي يواجهها الشباب في الأوضاع المحفوفة بالمخاطر في تونس في اربع ولايات وهي سيدي بوزيد وقفصة والمنستير والقيروان.
وحسب تركيبة السكان في تونس وتوزع السكان حسب الفئات العمرية يوجد في تونس 1.6 مليون شاب ينقسمون إلى 804 ألف شاب من الذكور و771.3 ألف أنثى.
وحسب نشرية المعهد الوطني للإحصاء للثلاثي الثالث من سنة 2023 ارتفعت نسبة بطالة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة لتبلغ 39.1 % وهي النسبة الأعلى في المقارنات بحساب التغيرات الثلاثية او الانزلاق السنوي حيث بلغت النسبة 38.1 % خلال الثلاثي الثاني من هذه السنة و37.8% خلال الثلاثي الثالث من سنة 2022. وتقدر هذه النسبة خلال الثلاثي الثالث من سنة 2023 بـ 39.3% لدى الذكور و38.6% لدى الإناث.
تشير الدراسة إلى أن عدم التطابق بين المهارات المكتسبة واحتياجات أصحاب العمل يعد عائقا أمام دخول الشباب إلى سوق العمل بالإضافة إلى أن عدم القيام بالإصلاحات الهيكلية خلقت بيئة غير استثمارية وغير مواتية للنشاط الاقتصادي، هذا الوضع يزيد من معاناة الشباب وضيقهم فهم مهددون بالانعزال عن المجتمع والنفور من الدراسة والعمل .
وتعد الهجرة سواءا الشرعية او غير الشرعية ملاذ عدد كبير من الشباب ففي تقرير المسح الوطني للهجرة الدولي الذي نشره المعهد الوطني للإحصاء في 2021 عبر نحو 39.5 % ممن شملهم المسح من السكان البالغ أعمارهم مابين 15 الى 29 سنة عن نواياهم الهجرة للعيش او العمل او الدراسة في الخارج ويبدي الشباب رغبة كبيرة في الهجرة كما عبر 35.8% من العاطلين عن العمل عن رغبتهم مغادرة البلاد ونحو 16.9% من الأشخاص غير النشطين عن رغبتهم في الهجرة.
ومن توصيات الامم المتحدة في تقريرها المذكور سابقا ان يتم اعتماد استراتيجية شاملة للتشغيل ومبادرة الشباب في كل القطاعات واعادة النظر في نظام التعليم وسوق العمل.
كانت بطالة الشباب التحدي الاكبر لكل الحكومات المتعاقبة ومنذ عقود الا ان الحلول المتبعة الى الان لم تنجح في امتصاص الاعداد المتزايدة من الشباب العاطل عن العمل الامر الذي يدفع اما الى خروجهم من دائرة السكان النشيطين فلا هم يبحثون عن عمل ولا يعملون ا والى التوجه الى العمل غير المنظم او الهجرة بصفة منظمة او غير النظامية.