دخل عدوان الاحتلال على قطاع غزة شهره الثالث وسط تزايد عدد الشهداء والذي تجاوز 18 ألف فلسطينا وحوالي 50 ألف جريحا، ارتفاع ضحايا العدوان قابله تصاعد وتيرة التحركات والمساعي الداعمة والمناصرة للشعب الفلسطيني، وقد استقبلت تونس منذ أكثر من أسبوع الدفعة الأولى من الجرحى الفلسطينيين، 20 جريحا، وذلك لتلقي العلاج في المصحات والمستشفيات العمومية، في انتظار الدفعة الثانية التي يجرى الاستعداد لها وموعدها مازال لم يتحدد بعد، كما قامت السلطات التونسية بإجلاء 56 مواطنا تونسيا وأفراد من عائلاتهم من حاملي الجنسية المزدوجة ( التونسية والفلسطينية)، ومن بينهم أزواج وزوجات تونسيين وتونسيات وأطفالهم، من بين المقيمين بقطاع غزة بفلسطين في رحلة تابعة لشركة الخطوط التونسية انطلقت من مطار القاهرة الدولي بمصر .
وفق ما أكدته بثينة قراقبة الناطقة الرسمية باسم الهلال الأحمر التونسي في تصريح لها لـ"المغرب" فإن تاريخ الدفعة الثانية لاستقبال الجرحى الفلسطينيين مازال لم يتحدد بعد لكن الموعد سيكون قريبا ومن المتوقع أن تصل في غضون اليومين القادمين، مشيرة إلى أن الدولة التونسية جاهزة لاستقبالهم على جميع المستويات من الطائرة إلى المستشفيات التي سيتم إيواء الجرحى فيها وهي تنتظر فقط الحصول على القائمة النهائية للجرحى المعنيين من قبل وزارة الصحة الفلسطينية ووزارة الصحة المصرية والهلال الأحمر الفلسطيني وكذلك المصري.
عمليات الإجلاء متواصلة
عمليات إجلاء التونسيين الموجودين في قطاع غزة متواصلة أيضا وقد تمّ يوم الأحد الفارط إجلاء 56 تونسيا منهم 31 تونسيا اتصل بهم الهلال الأحمر التونسي باعتبار أن ليس لهم عائلات في تونس أو لم يتواصلوا مع عائلاتهم وقد تكفل الهلال بوضعياتهم وتمّ تخصيص مأوى لهم بالشراكة مع وزارة الشباب والرياضة في ولاية نابل وفي الحمامات تحديدا، وفق ما أكدته الناطقة الرسمية باسم الهلال الأحمر التي شددت على توفير المأوى يأتي تحسبا لأي طارئ على غرار خروج الجرحى من المستشفى إلى جانب إيواء التونسيين الذين تم إجلائهم إلى حين تقريب الروابط العائلية، وحاليا هم تحت الرعاية الصحية والنفسية. وأضافت قراقبة أنه بالنسبة للدفعة الأولى للجرحى الفلسطينيين فإن عمليات معالجتهم متواصلة وقد أجرى أغلبهم عمليات جراحية وهناك من استدعى وضعه الصحي إجراء أكثر من عملية إلى جانب القيام بالعلاج الطبيعي لبعض الجرحى.
فترة العلاج تستدعي 4 أشهر على الأقل
بحسب الناطقة الرسمية للهلال الأحمر فإن بعض الجرحى الفلسطينيين ينتظرون التركيبات الصناعية "prothèse"، بعد التدخلات العاجلة التي أجريت لهم في فلسطين، بتر الساق أو اليد، وقد تمّ تقديم عروض لشراء هذه التركيبات الصناعية، مؤكدة أنه تمّ توفير للجرحى هواتف جوالة وشرائح بالشراكة مع أحد مشغلي الهواتف الجوالة، إلى جانب توفير الملابس ومصروف الجيب لمرافقي الجرحى أي إحاطة كاملة وشاملة تليق بالشعب التونسي، وبينت أن فترة معالجة المصابين تتطلب على الأقل 4 أشهر علاج بين العمليات والعلاج الطبيعي وتدريبهم على استعمال التركيبات الصناعية، مشيرة إلى أن مطلب المصابين هو إعادتهم إلى فلسطين بعد انتهاء فترة معالجتهم.
متابعة نقل واستقبال الجرحى
وبخصوص إرسال بعثة طبية تونسية إلى أحد المناطق المصرية لتقديم المساعدات للمصابين الفلسطينيين، أكدت قراقبة أن هذه المسألة لم تتحدد بعد، مشيرة إلى أن الدولة التونسية خيرت جلب المصابين إلى تونس للعلاج أفضل من التوجه إلى هناك لغياب المعدات، وقد اختارت تونس العمليات الدقيقة والتي تتطلب الكثير من الإمكانيات ووقت وكفاءات كبيرة، وهذه المسألة تحت متابعة رئيس الجمهورية الذي أذن بتعيين رئيس الهلال الأحمر رئيسا للجنة المتابعة لكافة المهمة الوطنية من عمليات نقل واستقبال الجرحى والإحاطة بهم، وبينت أن اللجنة تجتمع في وزارة الصحة بحضور وزير الصحة علي مرابط ومستشار رئيس الجمهورية مصطفى الفرجاني ووزارات النقل والخارجية والصحة والدفاع الوطني والداخلية، لتشدد على أن اللجنة في حالة انعقاد دائم ليلا ونهارا وفي بعض الأحيان تعقد اجتماعين في نفس اليوم.
مساعدات طبية
وفيما يتعلق بالمساعدات الموجهة إلى فلسطين، قالت الناطقة الرسمية باسم الهلال الأحمر إنها متواصلة وقد تمّ إلى الآن توجيه 3 طائرات محملة بالمساعدات، والطائرة الثالثة التي توجهت لجلب الجرحى الفلسطينيين كانت محملة بالمساعدات سيما المعدات الطبية التي كان قد طلبها الهلال الأحمر الفلسطيني.