وبعد أكثر من شهرين على اندلاع الحرب الإسرائيلية الهجمية ،فإن المقاومة الفلسطينية لا تزال صامدة وقادرة على تحقيق أهداف نوعية وتكبيد جيش العدو الصهيوني خسائر بشرية . فقد أعلنت "كتائب القسام" امس الإجهاز على 11 جنديا إسرائيليا شمال غزة.
وقالت "القسام" ، في منشور أورده "المركز الفلسطيني للإعلام" عبر منصة "إكس" ، إن "مجــــاهــديها أجهزوا على 10 جنود صهاينة من مسافة صفر في منطقة الفالوجا شمال قطاع غزة" ، مشيرة إلى الإجهاز على قنــاص إسرائيلي في نفس المنطقة .
ولفتت إلى استهداف آليتين ودبابــة ميركفــاه إسرائيلية بقذائــف الياســين 105 في جباليا وتل الزعتر في شمال غزة كاشفة عن استهداف قوتين خاصتين إسرائيليتن راجلة ومتحصنة داخل مبنى بعبوة وقذيفة أفراد "رعدية" في غرب جباليا ومخيمها شمال قطاع غزة.
من جهتها أعلنت "ســرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قصف "تجمعات العــدو في محيط المركز الثقافي في محور التقدم شرق خانيونس بوابل من قذائــف الهــاون".
قصف خطوط المياه
وفي مقابل الصمود الفلسطيني فان حكومة الاحتلال الصهيوني ومنذ اندلاع هجومها تحاول كسر شوكة المقاومة من خلال التركيز على استهداف الأهداف المدنية والأطفال والمستشفيات والنساء وقامت أمس بقطع خطوط المياه الواصلة بين مدينتي خان يونس ورفح جنوبي قطاع غزة. وذلك في محاولة لقطع المياه عن المدينة الأخيرة التي بدأ الجيش فيها عمليات عسكرية واسعة قبل نحو أسبوع.
كما شنّ جيش الاحتلال أمس غارات جوية مكثفة على طريق رئيس رابط بين رفح وخان يونس، أسفرت عن تدميره بشكل كامل؛ ما يعني عرقلة حركة التنقل بين المدينتين.
وقصف الطريق الرئيسي الرابط بين رفح وخان يونس وأنابيب المياه في سياق تضييق إسرائيل الحصار على خان يونس عبر قطع المياه عنها وعرقلة وصول المساعدات والمواد الغذائية إليها.
وكان جيش الحرب الإسرائيلي قد طالب سكان خان يونس بإخلائها، ثم بدأ عملية عسكرية برية في المدينة تخللها قصف جوي عنيف يستهدف أحياءها على مدار الساعة؛ ما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى.
ويتكدس مئات آلاف من النازحين الفلسطينيين في خان يونس، بعد أن لجأوا إليها من محافظتي غزة وشمال القطاع في أول شهرين من الحرب الإسرائيلية، إثر تركيز الاحتلال الإسرائيلي قصفه الجوي وعملياته البرية في بالمحافظتين.
وحاليا، يُقدر عدد سكان خان يونس، مع إضافة النازحين، بنحو 600 ألف نسمة، ما يجعلها أكبر مدن قطاع غزة من حيث عدد السكان.
ويبدو ان الهدف الرئيسي لحكومة الاحتلال و هو تهجير أكبر ما يمكن من الفلسطينيين نحو رفح ولاحقا نحو سيناء .
ولتحقيق هذا الهدف فان نتيناهو رفض الدعوات الدولية لإنهاء الحرب في قطاع غزة ولم ينفع ضغط الأمم المتحدة من خلال امينها العام الذي وجه رسالة لفت انتباه للمرة الأولى من نوعها لمجلس الأمن بشأن مخاطر الحرب في غزة على الإنسانية . ووصف نتنياهو الدعوات لإنهاء الحرب بأنها لا تتسق مع دعم هدف الحرب المتمثل في القضاء على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
حزب الله في الميدان
واليوم رغم كل هذه الحرب ضد الإنسانية التي تنفذ ضد قطاع غزة من اجل ارهابهم ودفعهم على النزوح قسرا ، فان فصائل المقاومة الفلسطينية تمسك بصمودها مستفيدة من قوة عسكرية وصواريخ نوعية وأيضا من دعم خارجي من قبل محور المقاومة المتمثلة بحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن . وقد أكد عضو المجلس المركزي في حزب الله اللبناني الشيخ نبيل قاووق ، امس الأحد ، أن المقاومة على مسار رابح وتستطيع أن تطال كل الأهداف الاستراتيجية الإسرائيلية.
ونقلت "الوكالة الوطنية للإعلام" عن قاووق قوله ، ، إن "الأيام المقبلة ستشهد أن المقاومة في لبنان وغزة على مسار رابح- رابح رغم الجراح، وأن العدو الإسرائيلي على مسار خاسر-خاسر رغم الدعم الأمريكي، وقد بدأت المواجهة بهزيمة مذلة للعدو الإسرائيلي، وستنتهي بهزيمة مذلة أكثر لهذا العدو".
وأكد أن "المقاومة في لبنان لا تزال في الميدان، وكل صاروخ تطلقه في الجنوب إنما يصيب الهيمنة والقرار والإرادة الأمريكية التي تريد أن تحمي إسرائيل، ويشكّل انتصاراً حقيقياً لأهل غزة".
ولفت قائلا " نحن في حزب لله لا ننتصر بالبيانات، وإنما بدمائنا وصواريخنا، والمقاومة اليوم في أفضل أيامها، تصنع المعادلات وتحمي الكرامات وتثبت للعالم أجمع، أن العدو الإسرائيلي في موقع الهزيمة".
وأشار إلى أن "المستوطنات الإسرائيلية المهجورة هي دليل تفوّق المقاومة، ودليل عجز وفشل جيش العدو الإسرائيلي، لأن المقاومة اليوم في موقع الاقتدار، تفرض الشروط والمعادلات، التي ليس للعدو إلاّ أن يخضع أمامها".
ورأى قاووق أن "الطريق الوحيد لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة هو بالصمود والمقاومة، وليس بالرهانات على مجلس الأمن والمجتمع الدولي، وبالمفاوضات فوق الطاولة وتحتها".
وأكد أن "المقاومة في لبنان في عز أيامها وذروة قوتها، وأما العدو الإسرائيلي فهو يعيش في أسوأ أيامه، والمقاومة تعيش في أيامها الذهبية، تنصر فلسطين بالصواريخ والقذائف ودماء الشهداء، لتثبت مجدداً أن لبنان هو في موقع النصرة الأول لفلسطين رغم كل التهديدات وحاملات الطائرات الأمريكية".
ورداً على تهديدات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو" وغيره من الإسرائيليين للبنان، أكد قاووق أن "المقاومة الإسلامية اليوم أقوى مما كانت عليه عام 2006، وهي تمتلك من الصواريخ الدقيقة التي تستطيع أن تطال كل الأهداف الاستراتيجية والمدن والمستوطنات الإسرائيلية".