تقدم عسير في تنفيذ بنود الاتفاق وعراقيل تهدد صمود هدنة غزة: الأسرى الفلسطينيون في سجون الإحتلال ... أيقونة النضال وعماد القضية

تعتبر قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الإحتلال الإسرائيلية،

أحد أهم لبنات القضية الفلسطينية ، إذ يقبع في سجون إسرائيل 8000 آلاف أسير بين نساء وأطفال ورجال من بينهم 3160 أسير اعتقلوا منذ بدء عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر المنقضي .

وبموجب هدنة الأربعة أيام الموقعة بين حركة حماس وإسرائيل ، والتي بدأ سريانها يوم الجمعة المنقضي ، تم الإتفاق على إطلاق سراح 150 فلسطينيا من سجون الإحتلال .وبالفعل انطلقت الجمعة عملية إطلاق سراح الفلسطينين وفي المقابل قامت حركة حماس التي نجحت في فرض شروطها ، بتحرير الإسرائيليين والأجانب المحتجزين لديها .

ورحب رؤساء العالم بالاتفاق الذي توسطت فيه قطر وأمريكا، وسط آمال بتمديد الهدنة والتفاوض لإنهاء الحرب التي استمرت 47 يوما وخلفت أكثر من 14 ألف شهيد فلسطيني يعيشون في قطاع غزة في غارات جوية إسرائيلية بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الجرحى نتيجة غزو بري للقطاع حسب أرقام وزارة الصحة التابعة لحركة حماس .

فيما قتل أكثر من 1200 شخص واحتجز أكثر من مائتي رهينة إلى غزة في 7 أكتوبر حسب أرقام إسرائيلية.

إذ لم يعد هناك بیت فلسطيني أو عائلة فلسطينية لم يتعرض فرد من أفرادها للأسر والاعتقال من قبل الإحتلال مهما كان سنه أو وضعه الصحي. وهذا ماجعل قضیة الأسرى تحمل بعدا معنويا كبيرا حيث بات الأسرى أيقونة النضال في القضية الفلسطينية بأكملها . بعد أن نجحت في توحيد الفلسطينيينين على اختلاف انتماءاتهم السیاسیة والفكریة والأیدلوجیة لتصبح حكاية شعب.

عراقيل تهدد الهدنة

ووفق «بي بي سي» فإنه في المرحلة الأولى، التي بدأت منذ الجمعة،أفرجت حماس عن ما مجموعه 50 رهينة على دفعات من قطاع غزة، فيما أطلقت إسرائيل بعد ذلك سراح 150 فلسطينيا.

وفي المرحلة الثانية دائما وفق «بي بي سي عربي» من المتوقع أن يتم تمديد وقف القتال ليوم واحد لكل عشر رهائن آخرين يتم إطلاق سراحهم، وستطلق إسرائيل سراح ما يصل إلى 150 معتقلاً فلسطينياً إذا تم إطلاق سراح ما يصل إلى خمسين رهينة من غزة.

وفي المجموع، سلّمت الحركة يومي الجمعة والسبت الى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، 26 رهينة إسرائيلية يحمل بعضهم جنسية أخرى، بينما أطلقت إسرائيل سراح 78 أسيرا فلسطينيا. وكل المفرج عنهم هم من النساء والأطفال.

كما أطلقت حماس على مدى اليومين سراح 15 من الأجانب غير الإسرائيليين، في إجراء لم يكن مدرجا في الاتفاق. ومن المتوقع أن يفرج الطرفان الأحد وهو ثالث أيام الهدنة عن عدد آخر من الأسرى والمحتجزين.

وجاء الإفراج عن الرهائن السبت بعد تأخير لساعات قالت حماس إن سببه عدم التزام إسرائيل بنود الاتفاق باعتبار أنها لم تقم بإدخال المساعدات اللةزمة والمتفق عليها لقطاع غزة.

وقال أسامة حمدان المتحدث باسم حماس إن 340 شاحنة مساعدات دخلت غزة في المجمل منذ يوم الجمعة وأن 65 منها وصلت إلى شمال غزة، وهو أقل من نصف ما وافقت عليه إسرائيل.

وقالت كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، إن إسرائيل لم تحترم شروط إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، إذ لم تطلق سراح المعتقلين حسب الأقدمية كما كان متوقعا.

وقال الجيش الإسرائيلي إن توزيع المساعدات داخل قطاع غزة يتم من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

وقالت الأمم المتحدة إن 61 شاحنة مساعدات سُلمت إلى شمال غزة أمس السبت وهو أكبر عدد منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول. وتشمل هذه الشاحنات الغذاء والمياه والإمدادات الطبية الطارئة.

وفي نهاية المطاف، أفرجت الحركة في وقت متأخر السبت عن 17 شخصا. ونشرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة، شريط فيديو يظهر 13 إسرائيليا وأربعة تايلانديين يستقلون سيارات دفع رباعي للجنة الدولية للصليب الأحمر قبيل منتصف الليل.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إنه كان هناك «الكثير من النقاش» حول كيفية تحديد من له الأولوية في إطلاق السراح، وعلى الجانب الفلسطيني كان المعيار الأساسي هو المدة التي قضاها الشخص في السجون الإسرائيلية.

وقال وفق محطة سي.إن.إن «نأمل الآن أنه مع اليوم الثاني أو الثالث من هذه الهدنة، أن نصبح قادرين على مناقشة الكثير من هذه التفاصيل التي جعلت هذا اليوم صعبا للغاية».

وقالت إسرائيل إن وقف إطلاق النار قد يتم تمديده إذا استمرت حماس في إطلاق سراح الرهائن بمعدل عشر رهائن على الأقل يوميا. وقال مصدر فلسطيني إن ما يصل إلى 100 رهينة قد يتم إطلاق سراحهم.

مساعدات غير كافية

ودخلت 268 شاحنة محمّلة بالمساعدات الى غزة السبت، حملت 61 منها مياه ومواد غذائية وطبية الى شمال القطاع، وفق ما أفادت الأمم المتحدة.

وتتركز العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال القطاع. وطلبت سلطات الإحتلال من سكانه إخلاءه والانتقال جنوبا منذ بدء الحرب، ومنعتهم من العودة لتفقد ممتلكاتهم خلال الهدنة وفق «ا ف ب».

على رغم ذلك، يسعى آلاف الغزّيين للعودة الى الشمال. وبحسب وزارة الصحة التابعة للحركة، أصيب سبعة أشخاص بجروح السبت في إطلاق نار إسرائيلي لدى محاولتهم القيام بذلك.

في مستشفيات جنوب قطاع غزة، تُواصل قوافل من سيارات الإسعاف إجلاء المصابين من مستشفيات الشمال.

وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة لحماس أشرف القدرة أنه «لا توجد سعة فيها لاستيعاب من يتم نقلهم إليها» مضيفا أنها تفتقد «لأي مقومات صحية لاستقبال المصابين».

هدنة هشة؟

من جهته نعت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس الأحد أربعة من قادتها بينهم عضو في مجلسها العسكري، قضوا في الحرب التي تخوضها منذ أسابيع ضد إسرائيل في قطاع غزة.

وقالت في بيان «تزف كتائب القسام ثلة من قادتها الأبطال وهم الشهيد القائد أحمد الغندور (أبو أنس) عضو المجلس العسكري وقائد لواء الشمال»، إضافة الى «الشهداء القادة» وائل رجب ورأفت سلمان وأيمن صيام «الذين ارتقوا في مواقع البطولة والشرف في معركة طوفان الأقصى.

كما أصيب سبعة فلسطينيين امس الأحد، برصاص القوات الإسرائيلية، في محيط مستشفيي القدس والإندونيسي، بقطاع غزة، في اليوم الثالث للهدنة الإنسانية المؤقتة .

وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( صفا) أمس أن «قوات الاحتلال اطلقت النار على مجموعة من المواطنين كانوا يتفقدون منازلهم في محيط المستشفى الإندونيسي في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ما أدى إلى إصابة ثلاثة منهم».

وأضافت أن «قناصة الاحتلال استهدفوا أيضا عددا من المواطنين أثناء تفقدهم منازلهم وممتلكاتهم في محيط مستشفى القدس في تل الهوى غرب مدينة غزة، ما أدى إلى إصابة أربعة منهم».

ووفق الوكالة ، «تمنع قوات الاحتلال ،خلال أيام الهدنة، 7ر1 مليون نازح إلى جنوب قطاع غزة، من العودة لتفقد منازلهم وممتلكاتهم التي طال غالبيتها القصف ولحق بها الدمار في وسط وشمال القطاع، أو حتى البحث عن أفراد عائلاتهم المفقودين، بعد أن هددت باستهدافهم».

وأشارت إلى أن «قوات الاحتلال استهدفت مجموعة من المواطنين في اليوم الأول من الهدنة الإنسانية، اثناء محاولتهم العودة من جنوب القطاع إلى شماله، ما أدى إلى استشهاد اثنين منهم، وإصابة آخرين».

يشار إلى أن وقف القتال لمدة أربعة أيام، هو أول هدنة من نوعها منذ اندلاع حرب إسرائيل على غزة عقب هجوم حماس في السابع من أكتوبر الماضي.

عدم التزام إسرائيلي

ويرى مراقبون أن هناك عدم التزام اسرائيلي ببنود الهدنة الموقع عليها بما يهدد مسارها ويزيد من فرص عودة التصعيد بشكل أكثر شدة يوم الثلاثاء.

ففي اليوم الثالث من وقف إطلاق النار في غزة، حذر المتحدث باسم جيش الإحتلال الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، سكان قطاع غزة مجددا، من التحرك شمالا.

ووجه أدرعي، في منشور على حسابه على منصة «إكس» (تويتر سابقا)، عدة تعليمات لسكان غزة، حيث قال: «في رسالة متكررة ومهمة لسكان غزة في فترة تعليق الاعمال العسكرية مؤقتا: تنقلوا إلى جنوب وادي غزة، ولا تحاولوا الانتقال إلى شمال القطاع.»

وأضاف: «ممنوع الدخول إلى البحر، وممنوع الاقتراب لمسافة كيلومتر عن الحدود»، مؤكدا: «من أجل سلامتكم، التزموا بهذه التعليمات».

اعتقالات جديدة وارتفاع عدد الأسرى

ورغم أنها التزمت بإطلاق سراح عدد من الأسرى في صفقة التبادل ، إلا ان سلطات الإحتلال تعتمد سياسة غير إنسانية عبر زيادة عمليات الإعتقال من جهة أخرى ، إذ

أعلن نادي الأسير الفلسطيني، امس الأحد، أن الجيش الإسرائيلي اعتقل 20 فلسطينيا بالضفة الغربية المحتلة، ما يرفع إجمالي المعتقلين إلى 3200 منذ 7 أكتوبر الماضي وفق الأناضول.

وقال النادي، في بيان، إن «قوات الاحتلال اعتقلت 20 مواطنا على الأقل، بين ليلة السبت وفجر الأحد، من مدن وبلدات الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية».

وأفاد بأن إجمالي عدد المعتقلين «ارتفع إلى 3200 فلسطينيا» منذ 7 أكتوبر الماضي.وبوتيرة يومية، ينفذ جيش الإحتلال الإسرائيلي حملات اقتحام للقرى والبلدات في أنحاء الضفة الغربية، تصحبها مواجهات واعتقالات وإطلاق نار وقنابل غاز على الفلسطينيين، تزامنا مع الحرب على غزة.

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115