يوم عاشوراء؟! لنا معه هذه الوقفات :.
فقد جاء في فضل عاشوراء أنه يوم نجّى الله فيه نبيه موسى -عليه الصلاة والسلام- والمؤمنين معه، وأغرق فيه فرعون وحزبه، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدم المدينة، فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما هذا اليوم الذي تصومونه؟!»، فقالوا: هذا يوم عظيم نجّى الله فيه موسى وقومه، وغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرًا فنحن نصومه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فنحن أحق وأولى بموسى منكم». فصامه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمر بصيامه. رواه البخاري ومسلم.
وجاء في فضل صيامه أن النبي -صلى الله عليه وسلم-سئل عن صيام عاشوراء فقال: «يكفر السنة الماضية». رواه مسلم.
وهو يوم ملحمة من ملاحم الدعوة تؤكد أن نور الله غالب مهما حاول المجرمون طمس معالمه، وأن الصراع مهما امتد أجله، والفتن مهما استحكمت حلقاتها، فإن العاقبة للمتقين، لكن ذلك يحتاج إلى صبر ومصابرة واستعانة بالله صادقة: «قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُواْ بِللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ» الأعراف:128.
ومن يجعل يوم عاشوراء مأتما وعويلا لمقتل الحسين فلا نظنّ ذلك من الصواب وإننا لا ننازع في فضل الحسين -رضي الله عنه- ومناقبه، فهو من علماء الصحابة ومن سادات المسلمين في الدنيا والآخرة، الذين عرفوا بالعبادة والشجاعة والسخاء، وهو ابن بنت قدوتنا وحبيبنا أشرف الخلق -صلى الله عليه وسلم-، والتي هي أفضل بناته، وما وقع من قتله فأمر منكر شنيع يحزن كل مسلم، وقد انتقم الله -عز وجل- من قتلته، فأهانهم في الدنيا وجعلهم عبرة.
ولا ننازع في محبته ومحبة آل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ونشهد الله على حبهم وموالاتهم، بل ونصلي عليهم في صلواتنا، كيف لا وقد أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا؟!
لكن الذي ينبغي عند ذكر مصيبة الحسين وأمثالها هو الصبر والرضا بقضاء الله وقدره، وأنه تعالى يختار لعبده ما هو خير، ثم احتساب أجرها عند الله تعالى.
وقد هدانا الله للصراط المستقيم ووفقنا للمنهج القويم ولاتباع النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-، ونحن نتعامل مع المصائب والأحزان من مبدأ شعاره: «إن أمر المؤمن كله له خير»، وليست الأحداث المحزنة تقعدنا عن العمل الجاد المثمر، أو تدفعنا للجلوس في مآتم جنونية، تسحق فيها العقول، وتهدر فيها كرامة المسلم، وتشوه فيها سمعة الإسلام.
إن يوم عاشوراء لنا يوم عز ونصر وفرح وبشر؛ لأنه يوم تدفعنا مآثره إلى استشعار العزة والشعور بالأمل والترقب للنصر، هو يوم يقول عنه تعالى: «إِنَّ الْعَـاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ»هود:49»إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّـالِمُونَ» الأنعام:135.
وهو شهر تاريخ وعبادة.
قَطَعْتَ شُهورَ العامِ لهواً وغفلةً *** ولم تحترم فيما أتَيْتَ المُحَرَّما
فلا رجَباً وافَيْتَ فيه بِحَقِّهِ *** ولاصُمتَ شهر الصوم صوماً مُتَمَّما
ولا في ليالي عشرِ ذي الحجةِ الذي *** مضى كُنْتَ قَوَّاماً ولا كُنْتَ مُحْرِما
فَهَل لك أن تمحو الذُّنوب بِعَبرةٍ *** وتبكي عليها حسرةً وتنَدُّما
وتستقبلَ العامَ الجديدَ بِتَوبةٍ *** لعلَّك أن تمحو بها ما تَقَدَّما
عــــاشوراء يـــوم الملاحـــم صوموا واعتبروا ..
- بقلم بدري المداني
- 11:09 21/08/2021
- 1203 عدد المشاهدات
الخميس 19 أوت 2021 بحول الله كان اليوم العاشر من المحرم - وهو يوم من أيام الإيمان، ومناسبة تستحق الشكر والعرفان-بما شرع الله، لا بما يهوى البشر .. ذلك هو يوم عاشوراء.