لا تدّخروا جهدا في تهنئة المسيحيين بأعيادهم نشرا للمحبّة

لا تدّخروا جهدا في تهنئة المسيحيين بأعيادهم.
كونوا نعم السفراء لإسلام الأخلاق ورفيع الفضائل.

كونوا دعاة إلى القيم الإنسانيّة التي تزيّن هذه الشريعة السمحة.
كونوا بناة للتعايش وسعاة للاعتراف بالجميل والفضل.
كونوا سبّاقين إلى المحبّة وروح الفضيلة.
لا تنصتوا لدعاة الحقد والفتنة والتباغض.
• ألم يخلق الله الإنسان على اختلاف ملله وأشكاله وأجناسه من أبٍ واحد وأم واحدة «إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ»؟
• ألم يسوّ الله عز ّوجلّ في الخلق وفي الرزق بين مسلم وغير مسلم؟
• ألم يوجب علينا الإيمان بكلّ الرسل فلا يصحّ إيماننا إلاّ إذا كنّا مؤمنين بالسيّد المسيح عليه السلام «لا نفرّق بين أحد من رسله»؟
• ألم يسمح لنا بمجالسة أهل الكتاب والأكل من طعامهم والزواج بنسائهم وإكرامهن كامل الإكرام وتركهنّ على دينهنّ واحترام أعرافهنّ وعاداتهنّ قال تعالى «وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ «المائدة: 5 ، وقال تعالى حول مودّتهنّ والرحمة بهن «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً «الروم: 21،؟
• ألم يأمر بحسن التحاور معهم والتجادل البنّاء وفق ضوابط الاحترام وكريم الإحسان قال تعالى «وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ «العنكبوت: 46؟
• ألم نؤمر بحسن التحيّة وحسن ردّها في قوله تعالى «وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا» النساء: 86، حيث إنّ الله لم يفرّق بين من يلقي التحيّة مسلم أو غير مسلم، والتهنئة في الأعياد ما هي إلاّ نوع من التحيّة؟
• ألم يوصنا الله ورسوله بالجار أيّا كان دينه سواء أكان مسلمًا أم غير مسلم؛ فلقد ورد عن مجاهد أن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ذُبِحَتْ له شاة في أهله، فلما جاء قال: أَهْدَيْتُم لجارنا اليهودي؟ أَهْدَيْتُم لجارنا اليهودي؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ» وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «من آذَى ذِمِّيًّا فَأَنَا خَصْمُهُ، وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»؟
• ألم يحترم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ويقف محيّيا جنازة من أصحاب الديانات الأخرى، ومن ذلك: ما رواه البخاري في «صحيحه» أنه مَرَّتْ بِالنبي صلى الله عليه وآله وسلم جَنَازَةٌ فَقَامَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهَا جَنَازَةُ يَهُودِىٍّ! فَقَالَ: «أَلَيْسَتْ نَفْسًا؟ « ؟.
• ألم يقبل النبيء صلى الله عليه وآله وسلّم الهديّة من غير المسلمين؟
• ألم يزر مرضاهم وألقى عليهم التحيّة وصبّرهم وواساهم، وعاملهم، واستعان بهم في سلمه وحربه؟
• ألم يستعن بدليل غير مسلم في الهجرة ؟
• ألم يترك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم العديد منهم على دينهم ولم يجبرهم على شيء بل حبّب إليهم الإسلام بحسن الخلق وهو الذي سُئِل ما الديّن ؟؟قال حُسن الخُلق. وقد قال تعالى «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ» يونس: 99؟
• ألم يحثّنا الله تعالى على مودّة أهل الكتاب والبرّ بهم والإقساط لهم ..أليست التهنئة مودّة وبرّ قال تعالى «وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ» المائدة: 82 ، وقال تعالى «لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ الممتحنة: 8 ؟
استمعوا لكلام الله وكلام رسول السماحة ولا تستمعوا للمتشدّدين الذين يسبحون في مستنقعات التفرقة والهدم وتدمير العلاقات البشرية وزرع الكراهيّة ..
فلا مانع شرعًا من مجاملة غير المسلمين وتهنئتهم أو مواساتهم في أيّ مناسبة تحلّ بهم، وأن هذا هو التطبيق الأمثل للإسلام، وليس في ذلك خروج عن الدين. بل ذلك من صميم الدين وجوهره.
نعلي تعاليم المسيح لأجلهم
ويوقّرون لأجلنا الإسلاما
الدين للديّان جلّ جلاله
لو شاء ربّك وحّد الأقواما
هذي قبوركم وتلك قبورنا
متجاورين جماجمًا وعظاما

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115