ليعبر من خلالها عن قسوة تدخل الجيوش الفاشية والنازية وخاصة منها الالمانية لإرضاخ الشعب الاسباني الثائر من اجل تقرير مصيره وبناء جمهورية ديمقراطية وطنية واجتماعية (فترة الحرب الاهلية الاسبانية 1936-1939).
تعبر هذه اللوحة أيضا عن وحشية القوات الجوية النازية التي تواصل قصفها دون انقطاع لأيام متواصلة في عدة مدن وخاصة منها برشلونا واصرار المستعمر الذي كان يرغب في القضاء على كل كائن حي في المدن والقرى والارياف.
تحدت هذه الجيوش والحركات الفاشية كل الأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية وفي المقابل لم تحرك الدول الأوروبية ساكنا اما خوفا من القوات النازية او تحالفا معها.
اغلب الدول الأوروبية الاستعمارية في تلك الحقبة التاريخية ضحت بالشعب والجمهورية والثورة الاسبانية وشرعت لمفهوم الإبادة الجماعية لإرضاء هتلر والحركات الفاشية والعنصرية بمختلف مرجعياتها الأيديولوجية والدينية والتي نشأت وترعرعت بين مجتمعاتها وتناست مبادئ الحرية وحق الشعوب في تقرير مصيره.
ما يحدث اليوم في غزة كأنه امتداد لهذه العقلية الامبريالية ويتجلى كفصل مستمر من عقلية مستبدة تنطلق منها حملات الإبادة الجماعية كأنها اسلوب طبيعي لفك تشابك الشعب الفلسطيني بأرضه وفسخه من الوجود.
وفي هذا الإطار وجب التذكير بان التطبيع مع الكيانات التي تتبنى الإبادة الجماعية والتطهير العرقي يعتبر بمثابة إدانة تاريخية للدول المطبعة التي ستذكر في صفحة التاريخ المظلمة بمشاركتها وفاعليتها في اقتراف جرائم ضد الإنسانية.
هذا ما أراد ان يخلده بابلو بيكاسو من خلال رائعته الاستثنائية "غرنيكا".