ملف «الغرفة السوداء»: تساؤلات عن مآله وعن موعد انطلاق السماعات

يعتبر ملف ما بات يعرف «بالغرفة السوداء» من ابرز الملفات التي خلّفت جدلا واسعا منذ الكشف عنه من قبل هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي

منذ اكتوبر 2018 وذلك في ندوة صحفية كشفت خلالها الهيئة عن جملة من المعطيات الأخرى مثل الجهاز السري لحركة النهضة وعلاقته بالاغتيالات السياسة، الملف اليوم منشور أمام أنظار المحكمة الابتدائية بأريانة منذ ما يزيد عن السنة دون أي جديد يذكر مما فتح باب التساؤل عن مآله وعن موعد انطلاق التحقيق مع الأطراف المعنية.

عندما تحدثت هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي عن ملفي «الغرفة السوداء» و «الجهاز السري لحركة النهضة» خلّفت جدلا كبيرا وردود أفعال مختلفة بين من يصف المسألة بالخطيرة وبين من نفاها من الأساس مثل حركة النهضة نفسها ووزير الداخلية آنذاك الذي نفى وجود تلك الغرفة وقد تقدمت الهيئة بشكاية ضدّه.

وقد تقدّمت هيئة الدفاع بعد ندوتها الصحفية بشكاية في ملف «الغرفة السوداء» وطالبت بمحاسبة عدد من الذين تعتبرهم متورطين، كما قام حاكم التحقيق الأول بالمكتب عدد 12 المتعهد بالملف المفكك للشهيد محمد البراهمي بالتوجه يوم 9 نوفمبر 2018 إلى وزارة الداخلية أين قام بمعاينة غرفة مغلقة مليئة بالوثائق وقد تم تركيز كاميرا مراقبة موجعة باستمرار الى بابها الأمامي، كما قام بالتوجه ببعض الأسئلة إلى عدد من الأعوان العاملين بالوزارة حول هذه الغرفة وقد أكدوا وفق ما كشفته هيئة الدفاع أن هذا المكتب مغلق منذ ديسمبر 2013، واستمع إلى مسؤول سام صلب وزارة الداخلية الذي أفاد أنه وبناء على تعليمات صادرة عن المدير العام للمصالح المختصة آنذاك، تم في 19 ديسمبر 2013 جلب مجموعة من الوثائق ووضعها في تلك الغرفة وغلقها دون أن يقع تحرير محضر تسلّم في الغرض أو القيام بعملية جرد للوثائق المذكورة.

وقد قام قلم التحقيق بحجز جميع الوثائق والمتمثلة أساسا في 4 صناديق كرتونية كبيرة الحجم مليئة بالكتب وعلبة مليئة ببقايا هواتف جوالة مفككة وأخرى قديمة،بالإضافة إلى أكثر من ثلاثين كيسا كبير الحجم تحتوي على مجموعة من الوثائق، كلّها وصلت إلى هذا المكتب مباشرة من مدرسة السياقة بالمروج إلى وزارة الداخلية، علما وان المدرسة المذكورة كانت للمدعو مصطفى خذر وهو تابع لحركة النهضة.

أمام هذه المعطيات قامت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس بفتح بحث تحقيقي في هذا الملف كذلك في ملف الجهاز السري ولكن منذ 2019 تقريبا لم تتقدم الأبحاث في هذين الملفين الأمر الذي جعل هيئة الدفاع تتقدم بمطلب لاستجلابهما نظرا للعلاقة المتوترة وشبه القطيعة مع وكيل الجمهورية آنذاك بشير العكرمي واتهامه بتعمد «دفن» هذه الملفات لحماية حركة النهضة، تمت الاستجابة لطلبها واستجلب الملفين إلى المحكمة الابتدائية بأريانة أين بقيا مدّة طويلة دون جديد يذكر وهو ما أثار حفيظة هيئة الدفاع التي عبرت عن استنكارها للتعطيل الحاصل في هاتين القضيتين رغم نشرهما منذ سنوات وذلك خلال إحياء الذكرى التاسعة لاغتيال شكري بلعيد، بعد شهر ونصف تقريبا شرع قلم التحقيق المتعهد بملف الجهاز السري في إجراء سلسلة من السماعات لكل من ممثل حزب «الوطد» وممثل حزب التيار الشعبي وكذلك مباركة عواينية بصفتها قائمة بالحق الشخصي أصالة عن نفسها ونيابة عن أبنائها ولكن ملف الغرفة السوداء لا يزال إلى حد اليوم في الرفوف وهو ما فتح باب التساؤل عن الأسباب ومآل هذه القضية عن موعد انطلاق السماعات.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115