وقد أثارت هذه الواقعة جدلا واسعا بين ناقد وناف لها خاصة وأن الأمر يتعلق بقضاة المستقبل الذين من المفترض أن يكونوا قدوة في النزاهة والكفاءة، في هذا الإطار دخلت منظمة «أنا يقظ» على الخطّ وأكّدت على اكتشافها لصحة ما يروج له باعتبارها كانت حاضرة بصفة «ملاحظ» على حسن سير هذه المناظرة.
شارك في هذه المناظرة التي انتظمت بإشراف وزارة العدل حوالي 6000 مترشحا مع العلم أن عدد الخطط المتنافس عليها في المعهد الأعلى للقضاء 150.
وأكدت منظمة «أنا يقظ» في بيان لها أنها اكتشفت خلال القيام بمهمتها كملاحظ لهذه المناظرة عمليات غش فردية وجماعية من قبل بعض المترشحين وذلك بمساعدة في بعض الأحيان من أعوان تابعين لوزارة العدل سواء من الإداريين أو من المنتمين إلى إدارة السجون والإصلاح كذلك بعض القضاة المشرفين على عملية المراقبة. هذا وقد عبّرت المنظمة عن استنكارها لمثل هذه السلوكات التي تتكرر في كل مناظرة وفق تعبير نص البيان واصفة ما يجري بأنه لا يليق بقضاة المستقبل وحراس العدالة، كما لا يجب أن يؤثر ذلك على مبدإ تكافؤ الفرص بين جميع المترشحين داعية إياهم إلى ضرورة التحلي بقيم النزاهة والاستقامة احتراما لهيبة القضاء وصوناً لشرف هذه المهنة النبيلة. كما دعت لجنة المناظرة ووزارة العدل إلى توفير التكوين والتأطير اللازمين للمراقبين التابعين لها بما يضمن حسن أدائهم لمهامهم.
من جهة اخرى أرجعت منظمة «أنا يقظ» كل محاولات الغش الّتي باء أغلبها بالفشل الى ضعف مستوى التكوين في الجامعات التونسيّة والّذي لا يرتقي لإعداد الطلبة لتجاوز مثل هذه الاختبارات وفق تعبيرها، هذا وقد ثمنت المجهود المبذول من قبل أعضاء اللجنة المشرفة على هذه المناظرة والتي يترأسها منصف الكشو وهو الرئيس الأول لمحكمة التعقيب ورئيس المجلس الأعلى المؤقت للقضاء،جهود تهدف إلى تحسين ظروف هذه المناظرة مقارنة بالدورات الفارطة وعلى جديتهم وصرامتهم في التعامل مع جميع التجاوزات الحاصلة خلال هذه الدورة والتي قامت منظمة «أنا يقظ» برفعها وتبليغها للجنة.
أما في ما يتعلق بالإجراءات التي تم اتخاذها تجاه من ثبت تورطهم بعمليات الغش سالفة الذكر فقد أكدت «أنا يقظ» في بيانها على أنه تم إقصاء عديد المترشحين الذين ثبت قيامهم بعمليات غش وتحيل كما لم تبد لجنة الإشراف أي تساهل مع المراقبين الّذين ثبت خرقهم لقاعدة الحياد أعوانا كانوا أو قضاة،مبدية استحسانها لكيفية تعاطي أعضاء تلك اللجنة كذلك أعوان وزارة العدل مع جميع ملاحظي وملاحظات المنظمة وتفاعلهم الإيجابي مع كل تبليغاتهم وتوصياتهم.
كما أعلنت «أنا يقظ» أنها ستقوم بنشر تقرير مفصل حول سير عملية المناظرة مرفقا بجملة من التوصيات والمقترحات من أجل تعزيز شفافية هذه المناظرة.