جريح العملية الارهابية، التي جدت يوم 8 جويلية الجاري بمنطقة عين سلطان من ولاية جندوبة، يكابد آلام جراحه التي لم تندمل بعد ومازالت محل متابعة صحية دقيقة.
هذا الجريح البطل استمات في الدفاع عن زملائه في العملية المذكورة وأصيب بأكثر من 5 رصاصات في مختلف أنحاء جسده اختارت إحداها ان تلازمه إلى اجل غير معلوم وأن تعلق بجسده لتدخله في دوامة تفكير لا تنتهي ودائرة أرق حول مستقبله الصحي وتأثيرها على جسده وعلى مسيرته المهنية التي انطلقت منذ 2014 بعد التحاقه بسلك الحرس الوطني.وبشرف الأمني الذي تصدى للعملية الارهابية الجبانة ولمحاولة النيل من أمن البلاد، وبإحساس الانتصار بعد العودة من الموت بأعجوبة تعود نفسية أمير المنكسرة بمصاعب الحياة اليومية شيئا فشيئا وتمضي أيامه رغم الصعوبات المادية والآلام والاوجاع، ليؤكد انه اذا استطاع النجاة من أي تأثير جانبي للرصاصة ولبقية الاصابات التي طالت جسده، فإنه لن يتوانى عن العودة لساحة الوغى واداء مهمته من جديد من اجل الذود عن حمى الوطن.ويضيف، على هامش الزيارة التي أدتها له رئيسة الهيئة العامة للمقاومين وشهداء وجرحى الثورة والعمليات الارهابية برئاسة الحكومة، آمال مستوري، ووالي منوبة، احمد السماوي، عشية أمس الجمعة، «الرصاصة لاتزال في جسدي، ولن تفارقه وستلازمني كقطعة مني، بعد تأكيد الاطباء أن في إخراجها خطرا على حياتي ..الوجع يسكنني ويؤرقني وضعي المادي وأنا بنصف أجر نتيجة التزامي بدفع قرض بنكي وحاجيات عائلة لا عائل لها، واحساس الجميع بالعجز، يزيد من معاناتي، أتمنى ان أشفى وأعود من جديد» ..يتحسس أمير جرحه الغائر ومكان الرصاصة التي ستصبح جزءا من جسده وفي رأسه هواجس شتى حول مستقبله ووضعه، قائلا«إن عجز والدته امام ناظريه عن توفير ادنى المتطلبات وتوفير الراحة له يزيد من اوجاعه ويحط من معنوياته ونفسيته التي لا تزال تحت تأثير الصدمة نتيجة العملية التي استشهد فيها 6 شبان من خيرة رفاقه.»والدته، ربح المي، التي قارب عمرها السبعين عاما، تؤكد ان أمير عائلها الوحيد وأن بقية أبنائها وهم شابان و3 فتيات عاطلون جميعهم عن العمل، وقد حاول، وهو الذي لم يمض على انتدابه سوى 4 سنوات، مساعدتهم بكل ما في وسعه، حيث تمكن من الحصول على قرض واستطاع بناء طابق علوي إلا أنه لم يتمكن من استكماله ليجد نفسه دون مكان مريح يأويه وهو في أشد الحاجة هكذا مكان لشفاء جراحه عوض هذه الغرفة الضيقة وشديدة الحرارة.تأمل والدته ان تحظى وضعية ابنها الاجتماعية بتدخلات عاجلة من السلط الجهوية والمركزية، خاصة في ما يتعلق بتحسين المسكن وتشغيل أحد أفراد عائلتها حتى يساعد العائلة على تدبير قوتها اليومي، موجهة شكرها الى مصالح الحرس الوطني والداخلية على سهرها على متابعة وضعه الصحي وتوفير كافة مستلزماته من ادوية وتنقل للعلاج وغيرها.
رئيسة الهيئة العامة للمقاومين، شهداء وجرحى الثورة والعمليات الارهابية برئاسة الحكومة، آمال مستوري، أكدت أن الهيئة تتابع الوضع الاجتماعي لعائلات الامنيين الشهداء، ووضعية الجرحى منهم، وذلك لضبط التدخلات الاجتماعية اللازمة بالتنسيق مع السلط الجهوية، وخاصة في ما يتعلق بحصول العائلات التي لا تملك سكنا على مساكن اجتماعية والتي ينص عليها القانون 51لسنة 2013، مشيرة الى أنه يتم حاليا تدارس 170 ملفا في انتظار أن تكون المساكن جاهزة في بعض الولايات.
وفي ما يتعلق بالتعويضات المادية، أوضحت المستوري أنه حال تقدم العائلات بملفاتها تتحصل على هذه التعويضات في اجل لا يتعدى الاسبوعين، مبرزة بخصوص القائمة النهائية لشهداء الثورة وجرحاها، انها من مهام لجنة شهداء الثورة برئاسة، توفيق بودربالة، بالهيئة العليا لحقوق الانسان والحريات الأساسية، ومن المنطقي التريث والتأني في دراسة الملفات.يشار إلى أن رئيسة الهيئة قد ادت ايضا زيارة الى عائلة الشهيد العربي القيزاني الذي استشهد في نفس العملية مرفوقة بوالي منوبة ومعتمد دوار هيشر والمتصرف الجهوي لجامعة منوبة للتضامن الاجتماعي.