قضية الحال تعود اطوارها الى يوم الثلاثاء الفارط الموافق ل 8 فيفري الجاري، حيث فوجئ اعوان السجن المدني ببرج العامري بدخول زميل لهم، وهو رقيب مستجد لم يمر على تعيينه بالمؤسسة السجنية المذكورة أسبوع في حالة هستيرية. وقد تسبب في اصابة زميليه بجروح متفاوتة الخطورة على مستوى الوجه والرأس والكتف. مما استوجب نقلهم على وجه السرعة الى المستشفى.
ابتدائية منوبة تتعهد
تعهدت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بمنوبة، باعتبارها المختصة ترابيا، بالنظر ،وأنابت فرقة الأبحاث للحرس الوطني بطبربة لمواصلة التحريات.
كما اذنت النيابة العمومية بابتدائية منوبة مساء اول امس الخميس بالتمديد في فترة الاحتفاظ لمدة 24 ساعة ،لتتم احالته صباح امس الجمعة من جديد على انظار المحكمة. وبعد استنطاقه قرر قاضي التحقيق المتعهد اصدار بطاقة ايداع بالسجن في شانه.
وتجدر الاشارة في هذا الصدد الى ان النيابة العمومية بابتدائية منوبة قد وجهت له جملة من التهم المتعلقة بمحاولة القتل والاعتداء بالعنف على موظف عمومي ناجم عنه جرح وهضم جانب موظف وحمل ومسك سلاح ابيض بدون رخصة طبقا للفصول 125 والذي ينص صراحة على «ان يعاقب بالسجن مدة عام وبخطية قدرها مائة وعشرون دينارا كل من يـهضم جانب موظف عمومي أوشبهه بالقول أو الإشارة أو التهديد حال مباشرته لوظيفته أو بمناسبة مباشرتها»
و127 والذي ينص على انه «يعاقب بالسجن مدة عام وبخطية قدرها اثنان وسبعون دينارا كل من يعتدي بالضرب الخفيف على معنى الفصل 319 من هذه المجلة على موظف عمومي أو شبهه حال مباشرته لوظيفته أو بمناسبة مباشرتها.
ويكون العقاب بالسجن مدة خمسة أعوام وبخطية قدرها مائتان وأربعون دينارا إذا كان العنف من النوع المقرّر بالفصل 218 من هذه المجلة وفي هذه الصورة وإذا كان هناك سابقية قصد في ارتكاب العنف أو تسبب عن الضرب جروح أو مرض أو كان الاعتداء واقعا بالجلسة على موظف من النظام العدلي فالعقاب يكون بالسجن مدة عشرة أعوام وبخطية قدرها أربعمائة وثمانون دينارا دون أن يمنع ذلك من تطبيق العقوبات المقرّرة بالفصل 219 من هذه المجلة عند الاقتضاء». والفصل 201 وما بعده والذي ينص صراحة على انه».
يعاقب بالإعدام كل من يرتكب عمدا مع سابقية القصد قتل نفس بأي وسيلة كانت»...وقانون الاسلحة المؤرخ في جوان 1969.
إمكانية التخلي واردة
وفي تصريح لـ «المغرب» اكد الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بمنوبة مساعد وكيل الجمهورية سامي الصمادحي انه والى حد كتابة الاسطر لا تزال ابتدائية منوبة متعهدة بالنظر باعتبارها المختصة ترابيا. وقد باشر قاضي التحقيق مهامه في هذا الإطار ولاتزال فرقة الابحاث تواصل تحرياتها في هذا الموضوع.
وأوضح مصدرنا انه وفي صورة وجود شبهة إرهابية، في اي مرحلة من التحقيق، فان ابتدائية منوبة ستتخلى عن ملف الحال لفائدة القطب القضائي لمكافحة الارهاب باعتبارها الجهة القضائية المختصة حكميا بالنظر في كافة القضايا التي لها طابع ارهابي.
شجار انتهى باعتداء بالة حادة
من جهته اوضح الناطق الرسمي باسم الادارة العامة للسجون والإصلاح قيس السلطاني في تصريح لـ «المغرب» ان التحقيقات الاولية قد اثبتت ان قضية الحال لاعلاقة لها بالجرائم الارهابية، وذلك خلافا لما تم تداوله مؤخرا على حد تعبيره. ونفى مصدرنا ما روج من اخبار مفادها ان المعتدي، اثر اصابة زميليه، قد قال «الله اكبر» او اعلن بأنه من تنظيم «داعش» الارهابي.
كما ارجع السلطاني اسباب الحادثة الى جملة من الاسباب المتمثلة اولا في الضغط النفسي الذي يمر به الرقيب، خاصة بعد وفاة بعض اقاربه مؤخرا. اما السبب الثاني فهو نشوب شجار بينه وبين زميليه، الامر الذي اثار غضبه وجعله يعتدي عليهما بالة حادة .
استقرار الحالة الصحية للمتضررين
وبخصوص عوني السجون والإصلاح اللذين تعرضا الى الاعتداء، اكد الناطق الرسمي باسم الادارة العامة للسجون والإصلاح ان حالتهما الصحية مستقرة، وأنهما تمكنا من مغادرة المستشفى.
وأوضح بان احدهما قد غادر المستشفى منذ اليوم الاول للحادثة، في حين تم الابقاء على المتضرر الثاني بالعناية المركزة مدة يومين لتجنب التأثيرات التي قد تصيبه، نظرا لان اصابته كانت على مستوى الكتف. وقد تمكن اول امس الخميس من مغادرة المستشفى.
من جهة اخرى أكد قيس السلطاني ان الادارة العامة للسجون والإصلاح قد قامت بتخصيص طبيب نفسي للمتضررين ومتابعتهما من قبل طبيب المؤسسة.
ذلك على غرار قيام كل من وزير العدل والمدير العام للسجون والإصلاح زيارة المتضررين الاثنين.وشدد في السياق نفسه على ان الادارة العامة للسجون والإصلاح تعمل على الاحاطة اجتماعيا ونفسيا بكافة الاعوان وخاصة منهم المستجدين.