غير طائفية وتحرير البلاد من الفساد المالي والإداري والعسكري الذي تغرق فيه.
المعارك لاستئصال هذا التنظيم لم تقتصر على العراق وحده ، إذ بدأت في سوريا منذ مطلع الأسبوع «قوات سوريا الديمقراطية» -المؤلفة من تحالف فصائل عربية وكردية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية -عملية لطرد التنظيم أيضا من شمال محافظة الرقة، معقله الأبرز في هذا البلد.
ويرى الإعلامي والناشط المدني العراقي قاسم ال جابر رئيس منظمة الأنوار لتنمية الشباب في حديثه لـ«المغرب» انه وبالرغم من كل الظروف التي يمر بها العراق سواء كانت أمنية أو سياسية أو اقتصادية إلا أن هناك أملا كبيرا في تجاوزها إذا ما كان ثمة توجه حقيقي لدى الجميع في تجاوز وعبور الأزمة . واعتبر أن معركة الفلوجة توحد جميع العراقيين خلف قواتهم الأمنية والقوات المساندة لها . وقال ان القوات التي تساهم في هذه المعركة وقوامها حوالي 3 آلاف مقاتل مجهزة ومدربة بشكل جيد ولديها تجارب سابقة في معارك المدن. ويبقى بحسب محدثنا -الهاجس الوحيد - هو حياة المدنيين في الفلوجة والحرص على الحفاظ عليها وتقديم الدعم والمساعدة للعائلات النازحة من المدينة. .
خارطة وجود «داعش»
وأكد جابر أن خارطة وجود داعش انحسرت كثيرا بعد العمليات العسكرية الواسعة التي قامت بها القوات الأمنية. وأشار إلى انه بعد تحرير الفلوجة ستكون الخارطة مقتصرة على أجزاء من مدينة الموصل فقط مع وجود عمليات قتالية جارية هناك تزامنا مع معركة تحرير الفلوجة. أما عن أسباب انتشار «داعش» فقد أجاب بالقول:«لسنا وحدنا كعراقيين نعاني من هذا التنظيم الإرهابي فهو منتشر في سوريا واليمن وليبيا ومصر وبعض الدول العربية والإسلامية. وذلك بسبب الفكر المتطرف ودعم مخابرات عالمية لزعزعة أمن الشرق الأوسط».
إصلاحات العبادي
أما بشأن رؤيته لإصلاحات رئيس الحكومة العبادي فأجاب :«منذ أكثر من سنتين أطلق العبادي عمليات إصلاح كان يراد لها أن تكون شاملة لكن لم نلمس لهذا اللحظة أي تقدم في تلك الإصلاحات. والأسباب معروفة حيث المحاصصة الحزبية والطائفية والقومية والتدخلات الخارجية التي باتت واضحة المعالم بعد الأزمة السياسية الأخيرة التي حصلت في البرلمان. وأضاف أن هناك اليوم ثورة حقيقية ضد الفساد السياسي الذي أثقل كاهل الدولة وجعلها من الدول الأولى المصنفة في الفساد المالي والإداري والثورة مستمرة وهي في تصاعد وتزايد مستمر ولن تتوقف حتى القضاء على رؤؤس الفساد والفاسدين على حد قوله .
الدّور الخارجي
أكد الصحفي العراقي أن الدور الخارجي والإقليمي واضح جدا في العراق ولا يحتاج إلى استبيان فبعض الدول تعترف علنا بتدخلها في الشأن العراقي ومحاولة فرض إرادتها واملاءاتها على العراق وما تقتضيه مصالحها. وأضاف أنّ الديمقراطية في العراق حديثة جدا وجاءت دفعة واحدة بعد عقود من الظّلم والدكتاتورية فكانت النتيجة عكسية ولم يستفد منها العراقيون بشكل كبير وأضاف :«علينا أن نكون عارفين بالمعنى الحرفي للديمقراطية وكيفية استخدامها وتطبيقها وتطويرها من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية ودولة الحكم الرشيد.»
أما عن العنف الموجود في العراق فقال محدثنا انه سياسي وليس طائفيا وكل من يحاول أن يصور غير ذلك فهو واهم وغير واقعي وغير دقيق أيضا . وأضاف :»نحن كشعب، متحابين ولدينا الرغبة الكاملة باحتواء كل الأزمات لكن الدوافع السياسية هي من تحول دون ذلك و متى استقرت الأوضاع السياسية وشرعنا في بناء دولة المؤسسات ستنتهي تلك الموجة». وأضاف أن هناك مشاركة في العملية السياسية والقرار السياسي وحتى الأمني من قبل جميع الأحزاب والتيارات . فالجميع -بحسب محدثنا -شركاء في الخير والشر وان كانت نسبة الخير قليلة جدا .