أعلنت الشاعرة والناشطة في مؤسسات التنمية الدولية مي ريحاني عن ترشحها لرئاسة الجمهورية «تحت شعار إنقاذ الكيان واسترداد الدولة» وتحظى بدعم مرجعيات سياسية وفكرية في لبنان وبلدان الاغتراب. وقد تطرقت الريحاني في هذا الحديث لـ«المغرب» الى رؤيتها لمستقبل الأوضاع في لبنان وإمكانيات انقاذه من الانهيار المالي الذي يعيشه .
يشار الى ان مي الريحاني تدير « كرسي جبران للقيم والسلام» في جامعة ميريلاند الأمريكية. والدُها الأديب الناشر ألبرت فارس ريحاني، مؤسس دار الريحاني للنشر عام 1937، ووالدتُها الكاتبة لورين ريحاني مؤسِسة مجلة «دنيا الأحداث» أول مجلة للأطفال في لبنان. وعمُّها، هو أمين الريحاني أبو الأدب المهجري وواضع أول رواية عربية باللغة الإنقليزية «متاب خالد» (نيويورك 1911). ولها الى حد اليوم بالعربية ثلاث مجموعات شعرية، وبالإنكليزية مقالات ودراسات ومؤلفاتٌ أحدثُها كتاب مسيرتها المهنية «ثقافات بلا حدود».
وحازت مي ريحاني على جوائز عالمية، فمُنحت «جائزة جولييت هوليستر» لسنة 2012 للتفاهم بين القيم الدينية في قطاعات التربية والعلوم والإعلام والفنون والبيئة والعدالة الاجتماعية. إضافة إلى فوزها عام 2008 بـ «جائزة جبران العالَمية»، التي يمنحها «برنامجُ جبران خليل جبران للقِيَم والسَّلام» لدى «مركز الدراسات التراثية» في جامعة ميريلاند الأمريكية.
• أولا كمرشحة رئاسية كيف تنظرين الى مستقل لبنان وما هو برنامجك الانتخابي لانقاذ البلد من الانهيار وما أهم اهدف برنامجك الانتخابي الذي وضعتيه تحت شعار «انقاذ الكيان واسترداد الدولة» ؟
نعم لقد وضعت شعار «انقاذ الكيان» أي انقاذ الكيان من الذين لا يحترمون الدستور ولا يطبقونه ، فالدستور هو الأساس، وهو الكتاب الذي يجب ان نتبعه للحفاظ على كيان وهوية لبنان ، الهوية التي تحترم التعددية والحريات. و»استعادة الدولة» من الذين لا يعرفون كيف يوظفون الطاقات والخبرات في الدولة بمعزل عن « الزبائنية». وأرفض هذا النوع من التوظيف وهو تفريغ للدولة من الاختصاصات والخبرات والمعرفة وبالتالي عدم تقوية الدولة وعدم السماح لها بالعمل بناء على الاختصاصات والخبرات .
• للأسف المنطقة تعيش على وقع أزمات عديدة وحروب، وكان لبنان دائما يدفع ثمن كل هذه المعادلات فهل يمكن اليوم النأي بلبنان عن كل هذه الأخطار رغم انه في قلب العاصفة؟
أعتقد ان استرجاع الثقة بلبنان يبدأ باسترجاع العلاقات الطبيعية للبنان عربيا ودوليا . أي تمكين كل العلاقات بين لبنان والدول العربية ابتداء بالخليج العربي السعودية والامارات وقطر والكويت مرورا بجميع الدول العربية كتونس ومصر والمغرب دون اي استثناء. ثم اعادة العلاقات المهمة مع العالم ككل مع امريكا والدول الاوربية. واعادة العلاقات المبنية على الثقة مع المؤسسات العالمية الممولة كالبنك الدولي وصندوق النقد . وأعتقد ان هذه هي هذه البداية لاستعادة العلاقات والثقة بلبنان كوطن ودولة .
• الانهيار المالي أكبر خطر يعيشه لبنان فما هو برنامجك الاقتصادي الاصلاحي وكيف تنظرين اليوم الى مستقبل العلاقة بين لبنان وصندوق النقد الدولي؟
إعادة الثقة بلبنان هي مفتاح إيقاف هذا الانهيار المالي، يعني عندما نتفق مع صندوق النقد الدولي بالنسبة لمتطلبات العقد الذي يجب ان نوقعه مع صندوق النقد الدولي وتنفيذه بشروطه . عندما نوقّع ونبدأ بالتنفيذ حينها سنربح ثقة الصندوق و أيضا ثقة المؤسسات الممولة الأخرى مثل البنك الدولي وثقة الدول الكبرى مثل امريكا وبعض الدول الأوروبية وثقة الدول الخليجية . اذن نحن بحاجة لإعادة الثقة بلبنان من أجل ايقاف الانهيار المالي والاقتصادي .
• تتفاقم في لبنان ظاهرة الهجرة غير النظامية عبر قوارب الموت ويعتبر الشباب ضحيتها اضافة الى النساء والأطفال ما برنامجك لحل هذه المعضلة؟
علي أن اقول أن هذه الظاهرة لن تتوقف الا عندما نعيد الثقة بلبنان ونبدأ بالإصلاحات الكاملة . فمشروعي الإصلاحي للبنان شامل لكل القطاعات اللبنانية القطاع المالي والاقتصادي والزراعي والسياحي والصحي والتربوي جميعها . وعندما نبدأ بالإصلاحات نوسّع امكانية سوق العمل بلبنان وامكانية ايجاد أعمال للشباب والشابات اللبنانيات واللبنانيين اذن المسألة مرتبطة بإعادة الثقة بلبنان ومن ثم بالإصلاحات المرجوة في جميع القطاعات ومن هنا نبدأ حل هذه الظاهرة المستفحلة عن طريق ايجاد فرص العمل للشباب والشابات اللبنانيات .
• كيف تنظرين الى اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و«اسرائيل» وكيف سينعكس هذا الاتفاق على الوضع اللبناني ؟
ترسيم الحدود البحرية في رأيي بداية مرحلة جديدة لهدوء سياسي وأمني واقتصادي وهذه المرحلة هي لمصلحة المنطقة ككل . وأظن ان ليس هناك بلد من بلدان المنطقة يستطيع ان يتحمل انهيارات اقتصادية مستمرة ومن مصلحة الجميع القبول بهذه المرحلة من الهدوء الأمني والاقتصادي. وهذا الاستقرار يستطيع ان يستفيد خلاله لبنان من ثرواته النفطية ولكن هناك شرط أساسي فعلى لبنان ان يقيم صندوق سيادي لهذه الثروة النفطية اي صندوق بعيد عن السياسات اللبنانية ولا تتدخل فيه السياسات اللبنانية ، يتشكل الصندوق السيادي من خبراء لهم الدراية الكاملة بكيفية الاحتفاظ بالثروات النفطية وكيفية ايداع هذه الثروات بعيدا عن السياسة وبعيدا عن الشركات الوهمية . وأصر على كلمة «وهمية» لان هناك شركات تأسست بطريقة غير صادقة وغير صحيحة وغير واقعية وهي وهمية ومرتبطة بالسياسة . لذلك أدعوا الى تشكيل صندوق سيادي بإدارة شفافة ومسؤولة ومبنية على الشفافية وعلى الحوكمة الرشيدة.
• كأديبة وشاعرة ومثقفة وابنة عائلة أدبية عريقة وانت تمثلين لبنان الداخل بعراقته ولبنان المهجر أي لبنان أمين الريحاني وجبران خليل جبران ...فكيف يمكن حماية هذا الإرث العريق وإعادة الدور الثقافي للبنان بعد كل هذا الانهيار ؟
في برنامج عملي الرئاسي الذي تكلمت عنه خلال المؤتمر الصحفي قلت ان من أهم الأمور التي سأهتم بها هي حماية هوية بلبنان الهوية التعددية والمبنية على الحريات وعلى الثقافة اللبنانية . هنا اردد واقول من واجبي كرئيسة للبنان حماية ارث لبنان وحماية هذا التاريخ المهم الأدبي والفكري والمعطاء . فلبنان ساهم في النهضة العربية وساهم في إعادة المعرفة حول النهضة العربية والفكر والتاريخ العربيين . لبنان أمين الريحاني وجبران خليل جبران هما من اهم عطاءات لبنان للبنان وللعالم العربي وللعالم الغربي ككل . امين الريحان يعتبر اب الأدب العربي الانقليزي لانه أول عربي نشر رواية باللغة الانقليزية في نيويورك سنة 1911 ولبنان هو ناشر «النبي» لجبران خليل جبران سنة 1923 وهو الكتاب الذي ترجم لأكثر من 100 لغة . هذان العملاقان الريحاني وجبران من واجبي ان احافظ على ارثهما وعلى إرث لبنان الثقافي الفكري العربي كون هذان العملاقان جسر بين العالم العربي والعالم الغربي .
المرشحة الرئاسية اللبنانية الأديبة والخبيرة في الإنماء العالمي مي الريحاني لـ«المغرب»: استعادة الثقة بلبنان كوطن ودولة تبدأ باسترجاع العلاقات الطبيعية عربيا ودوليا
- بقلم روعة قاسم
- 10:30 18/10/2022
- 891 عدد المشاهدات
• يجب البدء بإصلاحات شاملة في كل القطاعات من أجل ايقاف الانهيار المالي والاقتصادي