نيكولا سركوزي فبحصوله على نسبة 20،6 % قرر الناخبون إقصاءه من السباق بعد أن فشل عام 2012 في الفوز بولاية ثانية.
التصفيات من هدفها الأساسي هو إزاحة عدد من المرشحين للإبقاء على اثنين للدورة الثانية. كل الوجوه «الصغيرة» التي تفتقر للخبرة الحكومية (برونو لومار وناتالي كوسيسكو موريزي و جون فرنسوا بواسون وجون فرنسوا كوبي) لم تجد إلا مساندة محتشمة لم تتــــــــعد 2،6 %. أما نيكولا ساركوزي فمني بهزيمة تاريخية تخرجه نهائيا من الحياة السياسية. وأعطى فوز فيون مسحة خاصة تمثلت في ثأره الخاص من نيكولا ساركوزي الذي أهانه باعتباره «متعاونا» في حكومته والحال أن الدستور يمنحه سلطة «صياغة وقيادة السياسة الوطنية». و الثأر الثاني ضد جون فرنسوا كوبي الذي أزاحه بطريقة مشبوهة من رئاسة حزب الجمهوريين. ولم يتحصل هذا الأخير إلا على نـســبة 0،3 % من الأصوات.
شكلت تصفيات اليمين و الوسط فرصة جديدة، بعد تصفيات اليسار عام 2012، لإحياء النظام الديمقراطي و تقريبه أكثر فأكثر من الناخبين. وكانت فرصة لمشاركة 7 شخصيات من اليمين والوسط لبسط آرائهم وتوجهاتهم اليمينية المختلفة. وهي أيضا فرصة أخرى لمشاركة أكثر من 4 ملايين من المنخرطين والمساندين لليمين إضافة الى ناخبين من اليسار بنسبة 14 % ومن أقصى اليمين بنسبة 8 %.
صعود مذهل لفرنسوا فيون
بدأ فرنسوا فيون حملته منذ 2015 بنشر كتاب عنوانه «لنعمل» قام فيه بتحليل مشاركته في حكومة ساركوزي وعدد المشاكل والعقبات التي تحوّل دون تطوير المُجتمع الفرنسي على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي واقترح «تحرير النّموذج الفرنسي» وإدخال إصلاحات ليبرالية جوهرية عليه. في سبتمبر 2016 نشر فيون كتابا ثانيا بعنوان «الانتصار على الشمولية الإسلامية» ردا على الهجمات الإرهابية على فرنسا وتفشي السلفية الراديكالية في صفوف المسلمين وغير المسلمين في فرنسا. واعتبر أنّ عدم مقاومة ظاهرة «الإسلام السياسي» يمكن أن تؤدي إلى «اندلاع حرب عالمية ثالثة». حملته الانتخابية جاءت في إطار ما اقترحه في الكتابين وركز على «القطيعة» مع نظام فرنسوا هولاند المنبوذ من قبل الرأي العام.
في حين التزم خطاب فيون على امتداد عامين بنفس المفردات تقلب خطاب ساركوزي من الدفاع عن ثوابت اليمين الجمهوري إلى الدفاع عن مقترحات تشبه إلى حد كبير أفكار اليمين المتطرف. وهو ما عجل في خروج ساركوزي من السباق الرئاسي للمرة الثانية خاصة أن.....