عاجزا عن إيقاف الحرب او التحكم في مسارها . وكانت السياسة الخارجية للاتحاد في ما يتعلق بالعملية الروسية تكتفي تارة بإدانة المجازر والانتهاكات وتارة أخرى بتشديد العقوبات الاقتصادية التي كانت في نهاية المطاف سيفا ذا حدين.
هذا الأمر أدركته موسكو ودفع بالكرملين إلى التأكيد بان أوروبا ستتعرض لضربة شديدة في حال فرضت حظرا على النفط الروسي وأنّ ذلك سيضرّ بتوازن الطاقة في القارة لكنه لن يؤثر على الولايات المتحدة. وقال المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين خلال إفادته اليومية عبر الهاتف «مثل هذا الحظر سيؤثر بشكل خطير جدا على سوق النفط العالمية، وسيؤثر بشدة على توازن الطاقة في القارة الأوروبية».
وكانت موسكو قد لوحّت بإغلاق أنابيب الغاز إلى أوروبا في حال فرض الاتحاد عقوبات متعلقة بالنفط الروسي. وهذا ما يفسّر انقسام قادة الاتحاد بشأن كيفية التعامل مع هذه الأزمة وتحديدا مع العقوبات. الاقتصادية على روسيا . هذا التردد في الموقف الأوروبي تلقفته موسكو وواشنطن كذلك . فروسيا تدرك بان أوروبا أمام موقف صعب في علاقة بسلاح الغاز الروسي، وأدركت أمريكا من جهتها هذا التضعضع والتردد والانقسام الأوروبي فراحت تحشد ضد روسيا في جبهات أخرى لربح معركتها ضد العملاق الروسي بكل الطرق الممكنة.
ولعل وثيقة البوصلة الإستراتيجية التي ينوي الاتحاد الأوروبي بحثها بشأن كيفية التعامل مع المستجدات الأخيرة ، هي محاولة أخرى في سياق محاولات إنقاذ ماء الوجه الأوروبي أمام الرأي العام في القارة العجوز.
كما يرى الساسة الاوروبيون ان هذه البوصلة ستكون جزءاً من رد الاتحاد الأوروبي على الحرب ضد أوكرانيا. وتدفعهم الى التفكير في مستقبل قدرات أوروبا لمواجهة المصاعب مثل الحروب.
كما تسّلط الوثيقة الضوء، على مفاهيم مثل «الشراكة القوية بين الناتو والاتحاد الأوروبي والوحدة السياسية والانسجام والتكامل» بعد العملية العسكرية الروسية كما تحدد في الآن نفسه التهديدات والتحديات الجديدة التي يواجهها الاتحاد الأوروبي.
وكانت الحرب الروسية على أوكرانيا كانت فرصة لمراجعة خيارات عديدة اقتصادية ودولية لساسة القارة العجوز ، كذلك مراجعة أسس وأطر التحالف مع الولايات المتحدة على أساس المصالح المتبادلة خاصة بعد ان أدركوا ان واشنطن باتت تسبح بعيدا عنهم في بحار أخرى وتنسج استراتيجياتها المستقبلية انطلاقا من احلافها الجديدة مثل « اكواس « الذي تشكل مؤخرا مع اوستراليا وبريطانيا ، واقصاء بلدان أوروبية لها ثقل عسكري وسياسي مثل فرنسا وغيرها، بعيدا عن شراكاتها التقليدية مع الأوروبيين .