هل سينجح ماكرون في ترميم العلاقات اللبنانية السعودية ؟

مثّل الاتصال الهاتفي الثلاثي بين الرئيس الفرنسي ماكرون وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان من جهة، ورئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي

من جهة أخرى، مؤشرا هاما لاختراق جديد في جدار الأزمة اللبنانية السعودية وذلك بعد تأكيد ماكرون على التزام فرنسي سعودي بالعمل معاً لدعم الشعب اللبناني.
وأعلن ماكرون أنه «أجرى محادثات صريحة ومجدية مع ابن سلمان حول أولوياتنا السياسية، وأمن واستقرار المنطقة مع إعطاء الأولية للبنان». وأضاف عبر حسابه على تويتر «لقد أجرينا اتصالا هاتفيا مع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وقد جرى في خلاله تبادل الالتزامات».
وقد وصف رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، هذه المبادرة بأنها «خطوة مهمة» نحو إعادة احياء العلاقات مع السعودية، وذلك عقب أسابيع من أزمة دبلوماسية بين بيروت والرياض. وتأتي هذه التطورات بعد يوم واحد من تقديم وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي عن استقالته من الحكومة، على خلفية الأزمة بين بلاده ودول الخليج أشعلتها تصريحات له حول حرب اليمن.
أبرز النقاط
أهم ما جاء في هذه المبادرة اتفاق فرنسا والسعودية على بذل المزيد من الجهود لمساعدة اللبنانيين والعمل على حل خلاف دبلوماسي بين بيروت ودول الخليج والضغط بشكل مشترك لدفع الحكومة هناك على مواصلة مهامها.
يشار الى ان جهود ماكرون في ما يتعلق بالملف اللبناني بدأت قبل ما يزيد عن العام خاصة بعيد انفجار مرفأ بيروت، عندما قدم الرئيس الفرنسي آنذاك مبادرة لخروج لبنان من أزمته المستعصية عبر الاتيان بحكومة وحدة وطنية . وبعد ولادة عسيرة ولدت حكومة نجيب ميقاتي لكنها لم تلبث ان وجدت نفسها في أزمة جديدة بعيد تصريحات وزير الاعلام اللبناني. وهي بحسب عديد المتابعين لم تكن أكثر من تعلة لمزيد فرض الحصار على لبنان وشعبه باعتبار ان المواقف التي أصدرها قرداحي سبق ان صدرت أيضا عن ساسة ومسؤولين في الاتحاد الأوربي والذين طالما انتقدوا استهداف الاتئلاف للمدنيين في اليمن في هذه الحرب العبثية .
بالنسبة للوضع الداخلي، فإن أبرز اشكال يواجه الحكومة تعليق جلساتها منذ 13 أكتوبر الماضي على خلفية الخلاف حول ملف تحقيقات انفجار مرفإ بيروت . وقد دعا نائب عن كتلة برلمانية تمثل «حزب الله» رئيس الحكومة ميقاتي إلى إنهاء المعوقات التي تحول دون انعقاد مجلس الوزراء.
جهود فرنسية
ويرى عديد المتابعين ان عودة الجهود الفرنسية الى الواجهة مجددا تأتي في اطار البحث عن نقاط سياسية جديدة للرجل الذي يعد من أهم المرشحين في السباق الرئاسي الفرنسي المقبل . ويسعى لأن يوظف كل الأوراق سواء كانت داخلية وخارجية .
والأهم بالنسبة للبنانيين اليوم ان يقطفوا ثمار هذه الجهود على المستوى الاجتماعي والصحي والإنساني في ظل المعاناة المستفحلة على أكثر من صعيد . فحجم المعاناة اليومية للبنانيين بين البحث عن وقود او عن دواء وخبر لا يمكن ان يتصورها عاقل خاصة بعد هبوط قيمة رواتب اللبنانيين في ظل تدهور أسعار الصرف، وما تبعه من ارتفاع لأسعار المستهلك محليا. هذا الواقع الصعب بدأ ينعكس جوعاً وتراجعاً في مستوى الغذاء والعناية الطبية، ويزيد من تفشي الفقر بينهم.
فقد ارتفعت الأسعار بشكل كبير بعدما توقفت الحكومة عن دعم السلع والمواد المستوردة، وهو الامر الذي دفع البنك الدولي الى تصنيف ازمة لبنان الاقتصادية بانها واحدة من بين 3 أسوأ أزمات اقتصادية في العالم.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115