ومدى الانسجام الكبير في تحركات هذه التنظيمات الإجرامية وسيرها في خط واحد مع العمليات العسكرية لقوى العدوان والمرتزقة وحصولها على الأموال والأسلحة المختلفة للمشاركة في قتل الشعب السوري.
وتتجلى الحقائق من يوم إلى آخر حول علاقة هذه التنظيمات الإجرامية التكفيرية بتركيا، وبأنها صناعة تركية، وما نشرته الصحف والتقارير الأجنبية مؤخراً عن عودة نشاط «داعش» في البادية السورية إلا دليل قاطع على اشتراكها مع المرتزقة في معركة واحدة ضد الشعب السوري.
للتوضيح فقد كان النظام التركي منذ 2011 ممولا لمعارك التنظيمات التكفيرية الإجرامية التي تقاتل في الجبهات ضد الجيش السوري، فمنذ أن نادى أعداء دمشق للحرب في سورية انبرى النظام التركي لحشد المرتزقة للقتال في جبهة أمريكا ولصالحها، وقد انطلقت تركيا في حشد المقاتلين والأموال، وجندت الآلاف من المرتزقة، ونقلهم إلى سورية للالتحاق بتنظيم «داعش» تحت شعار مواجهة النظام السوري الذي كان الستار له.
وإذا ركزنا على مجريات الأحداث في سورية جراء العدوان منذ حوالي 10 سنوات، تثبت الشواهد والأحداث كيفية تقديم تركيا للدعم المالي لهذه العناصر المتوحشة، حيث دعمت تركيا وحلفاءها الجماعات المسلحة بالأسلحة والأموال، كما سهلت للقوى المتطرفة ترسيخ سيطرتها على الأراضي في بعض المناطق السورية.
وبحسب المعطيات الحالية، بدأت وحدات من الجيش السوري في الانتشار في ريفي حماه وادلب وهذا يكشف عن الحقيقة التي يجب أن تدركها تركيا، إن التنظيمات المتطرفة العالقة في إدلب والمناطق الأخرى مصيرها الهزيمة والإنكسار، مما يعني أن تحرير إدلب يشكل بوابة جديدة لعبور الأزمة السورية وطيّ صفحة أخرى من كتاب التنظيمات التكفيرية.
من الطبيعي أن تفشل تركيا في سوريا، بعد أن ضخت ترسانتها المليئة بالأسلحة الفتاكة، بالإضافة الى ملايين الدولارات في هذه الحرب على الشعب السوري بداعي إسقاط الدولة السورية، بالنتيجة سقطت تركيا في الامتحان السوري، وكل ما أنجزته كان تدميرا للبنية التحتية و قتل الآلاف من الأطفال و النساء، في حين لا زال الجيش السوري يدك الجماعات الارهابية بنيران الصواريخ و يرفض رفع الرايات و الاستسلام، وإنطلاقاً من ذلك فشلت تركيا في تحقيق أحلامها في المنطقة، الأمر الذي تسبب في الإضرار بمصالحها لكونها اتبعت سياسة خارجية خاطئة، فضلًاً عن زيادة نفوذ موسكو وطهران في المنطقة ووقوفهما ضد أهداف تركيا وأدواتها، تلك لم تتمكن من إيجاد موطئ قدم لها في المفاوضات الجارية المتعلقة بتسوية الأزمة السورية.
ولدى سوريا اليوم فرصة كبيرة رغم كل المعضلات التي تعاني منها للدخول على خط رسم خارطة العالم الجديد بالتعاون مع ايران وروسيا ، فقد اثبت هذا التحالف قوته على الأرض وذلك بصموده في حرب الدفاع عن سورية طوال فترة الأزمة، وهذا التحالف المنتصر اليوم عمليا على المشروع التركي-الأمريكي والإسرائيلي سوف تعززه سوريا بقوتها وعظمة جيشها.
إجمالاً.....لا زالت سوريا تخوض حربها الشرسة من أجل بقائها والحفاظ على وجودها، فهي تقاوم إرهاباً هو الأشد على مر العصور، فاليوم راهن الكثير على خراب وسقوط سوريا، لكن لن يحدث ذلك بمشيئة الله، فسورية باقية بفضل أرواح شهدائها الذين ضحوا بدمائهم الزكية كي تبقي سورية صامدة .
باختصار شديد... من مصلحة الجميع أن تنهض سوريا وتتعافى كي تمارس دورها التاريخي في حفظ الأمن القومي وإحباط كل المخططات التي تستهدف تفكيك دول المنطقة. كما أن رهان «قسد» على المحتل الأمريكي رهان خاسر والمخرج الوحيد من الوضع القائم هو الحوار الوطني بعيداً عن إملاءات الأمريكي والتمترس بالمطالب التعجيزية التي تهدد وحدة الوطن أرضاً وشعباً. وعليه نتمنى من كافة الدول أن ترفع يدها عن سورية وأن تتوقف تماماً عن التدخل في شؤونها الداخلية والوقوف ضد تمويل الإرهاب، وأن يجري اتفاق على إنهاء الجماعات والنشاطات الإرهابية ووقف كل أشكال الدعم الغربي لها.
انهيار الوهم التركي في سوريا
- بقلم خيام الزعبي
- 12:05 29/06/2021
- 596 عدد المشاهدات
لم يعـــد خافياً على أحد الدعم المباشر الذي تقدمه تركيا للتنظيمات التكفيرية الإجرامية بسورية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية