المنتدى السياسي الليبي المرتقب في تونس: إرساء سلطة تنفيذية جديدة أو الإبقاء على السراج لإكمال المرحلة الإنتقالية؟

في الوقت الذي تواصل فيه الأمم المتحدة استكمال التحضير لإنجاز المنتدى السياسي الليبي الليبي في التاسع من شهر نوفمبر المقبل، يتواصل الجدل في ما يتعلق

بالشخصيات المشاركة في المنتدى السياسي، إضافة إلى هذا الجدل تضع الأمم المتحدة والولايات المتحدة في الحسبان فشل المنتدى السياسي في الخروج بتوافق حول ملامح سلطة تنفيذية جديدة.

وباعتبار تأكيد السراج على تقديم استقالته بحلول نهاية أكتوبر الحالي، وقد دعا سفير الولايات المتحدة لدي ليبيا ريتشارد نورلاند إلى بقاء السراج لفترة أطول في حال فشل المجتمعون في حوار تونس في التوافق حول ملامح سلطة تنفيذية جديدة تحل محل حكومة الوفاق... ووسط هذا الجدل يتواصل التنسيق والمشاورات بين أعضاء اللجنة الرباعية: الأمم المتحدة، الاتحاد الافريقي والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي من أجل تنفيذ مخرجات مؤتمر برلين 1+،2 والبناء على ماتمخّض بين أعضاء اللجنة العسكرية من الاتفاق على وقف لإطلاق النار في كامل ليبيا.

ولفت متابعون لمسار البحث عن انفراج للازمة أن الولايات المتحدة لم تكن لتدعو -من خلال السفير نورلاند- للإبقاء على السراج في منصبه لفترة أطول وهي تدرك فشله إذا لم تشترط أنقرة بقاء حليفها السراج لفترة زمنيه أطول، وهي التي وقعت معه مذكرة تفاهم عسكرية بحرية، أثارت جدلا كبيرا وخلفت أزمة دبلوماسية وتَوترا مع مصر واليونان وقبرص، وفرنسا، ودفعت الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات اقتصادية على أنقرة.

ولفت هؤلاء المتابعون إلى أنّ استجابة واشنطن لرغبة تركيا في حفاظ السراج على منصبه كان لاستثمار التقدم المسجل مؤخرا بين الفرقاء الليبيين عسكريين وسياسيين، سيما بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة. وخشية الولايات المتحدة من فشل حوار تونس الذي سوف يشهد لأول مرة تشريك أتباع النظام السابق.

عقيلة صالح في مالطا
إلى ذلك وصل أمس المستشار عقيلة صالح رفقة وفد رفيع من بينه مساعده الأول بالبرلمان ووزير خارجية الحكومة المؤقتة عبد الهادي الحويج إلى مالطا، وأشار المتحدث الرسمي باسم مكتب عقيلة صالح إلى أن الزيارة تأتي لدعم التعاون والتنسيق بين البلدين للرقي بالعلاقات المشتركة. وكان الوفد الليبي التقى أولا مع وزير الخارجية المالطي ثم التقى مع الرئيس المالطي. وقد تمّ استعراض الحراك الدبلوماسي الدولي الرامي إلى بلوغ حل سلمي للازمة السياسية الراهنة.

الجدير بالملاحظة أن الوفد الليبي المكون من عقيلة صالح ومساعده الأول ووزير الخارجية بالحكومة المؤقتة عبد الهادي الحويج، كان قد أنهى زيارة رسمية للمملكة المغربية بدعوة رسمية من البرلمان المغربي لبحث تنفيذ مخرجات مفاوضات مدينة بوزنيقة المغربية بين وفدي مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، والمتعلقة باقتسام ومواصفات وشروط تولي المناصب السيادية التي حددها الاتفاق السياسي بسبعة مناصب، ويتطلب تنفيذ هذه المخرجات اجتماع كل من الجسم التشريعي والجسم الاستشاري للتصويت على مخرجات مدينة بوزنيقة المغربية كما تنص المادة الخامسة عشر من الاتفاق السياسي الموقع في 2015.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115