للحديث بقية: ماذا يحمل ماكرون في زيارته إلى لبنان ؟

يستعد اللبنانيون يوم الثلاثاء القادم لاستقبال الرئيس الفرنسي ماكرون الذي يعود مرة جديدة الى العاصمة بيروت بعد زيارة المساندة

التي قام بها في الشهر الماضي والعنوان الأهم هو الضغط باتجاه تشكيل حكومة إنقاذ تخرج البلاد من محنتها . 

والزيارة تتزامن مع بدء الرئيس اللبناني ميشال عون يوم غد للاستشارات النيابية الملزمة لتكليف شخصية جديدة برئاسة الحكومة . ويتضمن جدول أعمال الزيارة حسب الرئاسة الفرنسية لقاءات سياسية مع عديد الشخصيات الفعالة . كما أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس «لن يتخلى» عن المهمة التي أخذها على عاتقه لناحية دعم لبنان عقب الانفجار الذي تسبّب بمقتل أكثر من 180 شخصاً وألحق أضراراً جسيمة بعدد من أحياء العاصمة. ويتابع بيان الرئاسة بان الهدف واضح وهو ممارسة الضغط حتى تتوفّر الشروط لتشكيل حكومة بمهمة محددة قادرة على الاضطلاع بإعادة الإعمار والاصلاح»، مع ضمان أن يلتزم المجتمع الدولي بدعم لبنان الذي نضبت موارده ويشهد أسوأ أزماته الاقتصادية.

وأكد ماكرون على هذه النقطة مشددا على وجوب «تمرير قانون مكافحة الفساد وإصلاح العقود العامة وإصلاح قطاع الطاقة والنظام المصرفي. وحذر من أنه «إذا لم نفعل ذلك فإن الاقتصاد اللبناني سينهار». وكان ماكرون قد حذر اول امس من «حرب أهلية» في لبنان «إذا تخلينا عنه».

والواضح ان فرنسا تريد أن تعيد دورها التاريخي التقليدي في بلد الأرز بعد ان تراجع لصالح دول أخرى في مقدمتها الولايات المتحدة . واللافت في هذه الزيارة -الى جانب بعدها السياسي والاستراتيجي- أنها تأخذ بعدا إنسانيا وثقافيا وفنيا ، فلأول مرة يلتقي ماكرون بشخصية لبنانية تحمل رمزية كبيرة وهي سفيرة لبنان الى العالم برمته وسفيرته الى النجوم .. هي السيدة فيروز التي عنّت للبنان في مختلف أعمالها الغنائية كما غنت للقدس وفلسطين . فيروز بالسنبة لكل اللبنانيين وللعرب على السواء قيمة فنية ووجودية عالية وهي ترافق مختلف تفاصيل حياتهم ولا تحلو البدايات الصباحية للبنانيين الا بالاستماع لصوتها الملائكي الذي يحمل معه هدير شلالات أفقا وتنورين وجزين . زيارة فيروز سيكون لها وقع كبير على الشعب اللبناني لأنها تختصر كل الحكايا وكل محبة الوطن الضائع . ويبدو ان ماكرون يريد من خلالها ان يمدّ جسور الترابط الثقافي والإنساني مع هذا البلد الى جانب الروابط السياسية الأخرى.

مهمة الرئيس الفرنسي اليوم ليست سهلة بالنسبة الى عديد المراقبين بالنظر الى حجم المصاعب والصعوبات التي يعيشها هذا البلد الذي وصل الى حافة الإفلاس الاقتصادي والمالي ، ولكن يبدو ان هناك انفتاحا من مختلف الأطراف سواء من فريق 14 آذار او فريق 8 آذار وحتى من « حزب الله» وتجاوبا للتعامل مع فرنسا كطرف يمكن الوثوق به خاصة انه طالما كان شريكا تقليديا لبلد الأرز .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115