ماالذي تحمله زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى الشرق الأوسط ؟

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر القادم ، تسارع إدارة ترامب الخطى للحصول على مزيد من الورقات الانتخابية من أجل

ضمان أكبر عدد من أصوات الناخبين الأمريكيين . ويتطلع ترامب الى تحقيق مشروع « صفقة القرن» لنيل دعم اللوبي الصهيوني في واشنطن والذي يتحكم في مفاصل السياسة الأمريكية وبالتالي المرور الى عهدة رئاسية ثانية. وثاني الورقات التي يود ترامب ان يحصل عليها هي اللقاح ضد وباء كورونا قبل موعد الانتخابات خاصة ان كيفية تعاطي الرجل مع الجائحة أثارت انتقادات واسعة وغضبا في الشارع الأمريكي .

فقد ذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز» أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبحث عن تسريع وتيرة عملية إقرار لقاح تجريبي تطوره شركة أسترا زينيكا وجامعة أوكسفورد للوقاية من كوفيد-19 لاستخدامه في الولايات المتحدة قبل الانتخابات الرئاسية التي تجرى في الثالث من نوفمبر.

ملف التطبيع
اما على مستوى السياسات الأمريكية الشرق أوسطية ، فهناك تركيز لإنجاز «مشروع صفقة القرن « بكل تفاصيله، بما في ذلك استكمال اتفاقيات التطبيع الصهيونية. وبعث الرئيس الأمريكي بوزير خارجيته مايك بومبيو امس إلى «دولة» الكيان الإسرائيلي في مستهل جولة في الشرق الأوسط تستمر خمسة أيام، عنوانها الأبرز ملف تطبيع العلاقات بين الدول العربية و«إسرائيل».

وهذه الجولة تأتي بعد نحو 10 أيام من الإعلان عن اتفاق التطبيع بين «إسرائيل» والإمارات. وأكّدت الإمارات أنّ الاتّفاق مع إسرائيل والمقرر توقيعه في البيت الأبيض، ينصّ على «وضع حدّ لأيّ ضمّ إضافي» لأراض في الضفة الغربية المحتلة منذ 1967. لكن نتانياهو اكتفى بالحديث عن «إرجاء» عملية الضم. وقوبل الاتفاق برفض فلسطيني وغضب شعبي خصوصاً أنّ الإمارات عمدت إلى تطبيع علاقاتها دون اتّفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

والسؤال المطروح اليوم هو من هي الدول الأخرى التي ستسير على الركب نفسه وتطبّع العلاقات . اذ تشير المعطيات الى ان الدول التي سارعت الى مباركة خطوة الامارات على اتفاقها التطبيعي ستلحق حتما بركب الدول المعلنة للتطبيع بعد ان طبعّت العلاقات بشكل شبه رسمي وسري خلال الأعوام الماضية من خلال زيارات المسؤولين الإسرائيليين الى أراضيها وفي مقدمتها البحرين وسلطنة عمان .

اما في السودان فالجدل ما زال دائرا خاصة بعد ان أعفت الحكومة السودانية الأسبوع الماضي الناطق باسم وزارة الخارجية السفير حيدر بدوي الصادق من منصبه بعد 24 ساعة من تصريح لم ينف فيه وجود اتصالات مع إسرائيل.
وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية إن بومبيو سيلتقي خلال جولته مع رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك «للتعبير عن دعمه لتعميق العلاقات السودانية الإسرائيلية». مما يعني ان واشنطن تضغط بكل قواها لإنجاح هذه المهمة التطبيعية في أسرع وقت ممكن وضمان انخراط الخرطوم في الركب التطبيعي.

أي ثمن
اما ثمن التطبيع الاماراتي او هدية التطبيع ستكون مقاتلات اف 35 ، رغم ان تل ابيب عارضت قيام الولايات المتحدة ببيع هذه المقاتلات لدول أخرى على غرار الأردن ومصر من اجل أن تحافظ على تفوقها العسكري في المنطقة ولكن غاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره اكد ان اتفاق السلام الأخير بين «إسرائيل» والإمارات «يجب أن يزيد من احتمال» بيع طائرات إف35- الأمريكية إلى الإمارات. وأقر في تصريحات لشبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأمريكية بأن الإمارات تحاول الحصول على هذه الطائرات المقاتلة منذ فترة طويلة.

وكانت هناك تخوفات من ان تمتد موجة تطبيع العلاقات الى دول أخرى مما يعني خسارة فلسطين لعمقها العربي الاستراتيجي شيئا فشيئا ، خاصة ان ترامب اعلن قبل أيام بان المملكة العربية السعودية ودول أخرى ستنضم الى قافلة الموقعين على اتفاقيات التطبيع مع «إسرائيل». الأمر الذي نفته الرياض عمليا من خلال اعلان تمسكها بمبادرة السلام العربية وحفاظا على ثوابتها تجاه القضية الفلسطينية. كما ان المغرب أعلنت رفضها للتطبيع العلاقات مع إسرائيل وذلك على لسان رئيس الوزراء المغربي سعد الدين العثماني . وقال العثماني أمام اجتماع لحزب العدالة والتنمية ان المغرب يرفض أي تطبيع مع «الكيان الصهيوني» لأن ذلك يعزز موقفه في مواصلة انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني.
ويتمثل الموقف الرسمي للمغرب في دعم حل الدولتين مع إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد كشف أن دولا عديدة في المنطقة ستوقع اتفاقيات تطبيع مع تل أبيب، في وقت قريب. ويبدو ان نتنياهو يريد ان يجعل من التطبيع مع أكثر ما يمكن من دول عربية ورقة سياسية لمواجهة الأزمة الداخلية التي يعاني منها . ويبدو ان الأسابيع القادمة ستكون مصيرية لا فقط لمعرفة مستقبل مشروع صفقة القرن الامريكية بل كذلك لمختلف الملفات والأزمات الدائرة اليوم في المنطقة .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115