سوريا ... كيف سيساهم النسيج الإجتماعي في محاربة فيروس «كورونا»؟

الوطن والمواطن بينهما علاقة أزلية لا تنتهي ولا تتغير، فالأول يرعى ويعطى ويربى ويمنح بلا عطاء والثاني يُحب ويعشق ويحمى ويدافع بلا مقابل،

وقديما قالوا وطن لا نستطيع أن نحميه .. لا نستحق العيش فيه وهنا نقول أن الوطن كلمة عظيمة لا تستطيع الأقلام أن تُعبر عنها مهما سطّرت من حروف، الوطن هو الرئة التي نتنفس من خلالها، ومن لا وطن له لا هوية له، والوطن هو المكان الذي نحبه، فهو المكان الذي قد تغادره أقدامنا، لكن قلوبنا تظل فيه عندما يكون الوطن في خطر، فكل أبنائه جن
يتميز المجتمع السوري على الدوام بنسيج اجتماعي متماسك ذي تنوع ثقافي وإثني يسود بين مواطنيه قيم الشهامة والمروءة ويواجهون اليوم بإرادة قوية سرعة انتشار فيروس كورونا القاتل، وإنطلاقاً من ذلك، هل سنسمح لهذا الفيروس أن يضر الوطن الذي وحد صفوفنا؟

اليوم آن الأوان لرد الجميل لوطننا الغالي على قلوبنا «سوريا»، اليوم وطننا بأمس الحاجة إلى وقوف مواطنيه لدعمه ودعم اقتصاده، خاصة فيما نعانيه من تداعيات وباء كورونا الذي شل الحركة الاقتصادية بشكل كبير. وبالتالي إيصال سورية إلى بر الأمان، والحفاظ على وحدة سوريا وتعددية مجتمعها، وتحقيق الطموحات المشروعة للشعب السوري.
نكتب اليوم رسالة إلى التجّار الكبار أصحاب رؤوس الأموال والاستثمارات الضخمة الذين يقع على عاتقهم مسؤولية الوقوف لدعم سوريا، الوطن، الذي طالما وفر لهم البيئة الآمنة ليحصدوا نتاج استثماراتهم، الوطن اليوم يحتاج من يساعد بتخفيف الأثر على الاقتصاد والخروج من الأزمة بأقل الخسائر والأضرار المحتملة.

مشاركة الجميع واجبة ومهمة، ويمكن أن تسهم في تخفيف آثار الأزمة الاقتصادية، حيث يمكن لأصحاب رؤوس الأموال المشاركة من خلال تقديم خدمات على شكل عيني، وبالتشارك مع مؤسسات منتجة و الهدف تحصين لقمة العيش والحاجات الأساسية، فتبرع أصحاب رؤوس الأموال لا ينقذوا حالة واحدة، بل هم بتبرعاتهم يحمون استثماراتهم أيضاً من الانهيار والسقوط، فالبطالة والفقر سيكونان أبرز ما يقد تخلفه أية أزمة اقتصادية وطنية كبيرة .

ولا تزال الطموحات والآمال معلقة بأن تظهر مبادرات مليونية بحجم حق الوطن وتعكس مستوى الشعور بالمسؤولية والانتماء والتضحية ورد الجميل لوطننا الكبير « سوريا»، هذه المبادرات تقودنا للحديث عن حضور أصحاب الثروات ورؤوس الأموال والواجب الذي ينتظر منهم لإطلاق مبادرات بضخ مبالغ مالية كبيرة في مثل هذه الظروف الاستثنائية ومدى ملامستها لتطلعات أبناء المجتمع وخدمة الوطن، فهو ما نحتاجه اليوم كي نحمي اقتصادنا وتبقى سوريا صامدة، وأن نقف جميعا ونتعاون في دعم جهود استجابة الحكومة لهذا الوباء.

في الأيام السابقة ارتفع حجم الطلب على السلع التموينية والمواد الأساسية نتيجة نتيجة الالتزام بحظر التجوال وبقاء المواطنين داخل منازلهم، لذلك من الواجب على التجار وأصحاب رؤوس الأموال أن يمدوا يد العون للحكومة والمؤسسات الاجتماعية عبر تخفيف عبء الأسعار بما يتناسب مع دخل المواطن لتحقيق التوازن الاقتصادي.

فحماية النسيج الوطني الاجتماعي من الانهيار واجب علينا جمعيها، كي لا يتفشى الفقر والبطالة بين مجتمعنا ، يجب أن تتكاتف الأيادي لتقديم يد العون بالتبرع لخزينة الدولة ولم تكن سورية أحوج ما تكون للحمة الوطنية والتعاضد مما تحتاجه اليوم الذي تتوجه فيه النداءات لكل مواطن بالوقوف صفا واحدا لتجاوز وباء كورونا المستجد. إن مثل هذه الحملات تهدف للخير هي واجب على الجميع، وليس فقط لفئات محددة، حتى لو كان هناك خسارة، فإنها سوف تقسم على الجميع، ولكن الرابح سيكون الشعب السوري.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115