منع قرار الجيش السوري في تحقيق هدفه الأساسي بتحرير جميع المناطق الواقعة تحت سيطرة هذه الجماعات بعد أن أصبح في وضع مَن يقرّر مسار الأمور في الميدان العسكري، ولهذا فإن معركة استعادة ما تبقى من المناطق القابعة تحت سيطرة المتطرفين قد اقتربت ليعلن بعدها الانتصار النهائي للجيش السوري.
اليوم تتواصل الاستعدادات العسكرية السورية لمعركة استعادة مدينة ادلب ، التي تتمترس فيها ما يسمى بجبهة النصرة وأجناد القوقاز ومجموعات تابعة للجيش الوطني المرتبط بتركيا، لأن المنتصر فيها سيلعب الدور الأبرز في إعادة رسم هوية المنطقة وحدودها، وتوازنات القوى فيها، وهذا ما يفسر التحشيد العسكري السوري الكبير لحسمها، خاصة بعد أن بدأ انكسار شوكة الإرهاب في سوريا.
تأسيساً على هذه الوقائع، قرى بالجملة تعود سريعاً لسيطرة الجيش السوري، إثر معارك تساقطت فيها تلك المجموعات الإرهابية بعد استعادة الجيش زمام المبادرة العسكرية، وفي الجهة الأخرى تحاول أنقرة استعادة المبادرة الميدانية، عبر دعم هجمات جديدة للمسلحين في محاولات لاستعادة بعض ما خسروه من مناطق في الهجوم الأخير من خلال إرسال أكبر عدد ممكن من مقاتليها إلى سورية ومدهم بالأسلحة وكل الإمكانات اللوجستية، ولكن هنا: هل تدرك تركيا أنها ألقت بنفسها في المستنقع، وأن مصيرها في سورية كمصير أمريكا في فيتنام؟ وهل تدرك أيضاً المخاطر التي سوف تترتب على ضربها لمواقع الجيش السوري؟ .
ورغم مواصلة تركيا إطلاقها التهديدات الصوتية ، والمطالبة بالانسحاب إلى ما وراء نقاط المراقبة التركية والتي جعلت البعض يشعر بالملل والكآبة بسبب تكرارها ، سيطر الجيش السوري على مواقع جديدة غرب حلب، حيث أصبح على مقربة من الحدود السوريّة التركية وفي الوقت نفسه يواصل الجيش عملياته العسكرية بريف حلب الجنوبي الغربي منتزعاً بلدة “كفرناها” وبهذه السيطرة يكون الجيش قد سيطر على أحد مقاطع الطريق السريع “إدلب- حلب”، بذلك أصبحت تركيا أقل قدرة على تحقيق رهاناتها في إدلب وشمال سورية خاصة بعد استعادة الجيش السوري وحلفاؤه زمام المبادرة هناك.
من الواضح أن الرئيس الأسد حسم الموقف واتخذ قراره في استعادة السيطرة على محافظة إدلب وبعث برسائل ساخنة وخطيرة إلى تركيا التي تدعم الإرهاب وتستخدمه بكافة الوسائل والإمكانيات، مشدداً على أن سورية مستمرة في مكافحة الإرهاب وتنظيماته المتعددة، وفي المقابل رفض الجيش رفع الراية البيضاء والاستسلام ، واستطاع قلب المعادلة ليثبت أن سورية أرض العزة والكرامة ستبقى مرفوعة الراية عالياً وسط تصاعد في الرد السوري في الجبهات، لتنكسر بذلك عنجهية المتطرفين وداعميهم.
في هذا السياق تأتي الخيبة التركية بعد أن كانت تظن بأنها ستحقق أهدافها في سورية، من خلال تقسيمها وتفتيتها عبر وكلائها الإقليميين، كما كانت تعتزم إعلان زعامتها مجدداً على المنطقة وبناء معادلة إقليمية وتوازن قوى جديد، لكن هذا الأمر لم يحصل، بل على العكس فقدت مكانتها الإستراتيجية في المنطقة، وبذلك دفعت ثمناً سياسياً ودبلوماسياً باهظاً لمغامرتها الطائشة في سورية.
وهذا يكشف الحقيقة التي يجب أن يدركها العالم، إن التنظيمات المتطرفة العالقة في إدلب قلقة أكثر من الجميع، فلا فرصة أمامها للصمود ، فهذه التنظيمات مدركة تماما حتمية الهزيمة، إذ تحاول الفرار من سورية بصورة جماعية سواء إلى تركيا أو إلى الدول الأوروبية عارضة مبالغ كبيرة لتمكينها من ذلك.
اليوم سوريا تطرق أبواب النصر، وما يعيشه الأعداء من خيبة في ظل الانتصارات التي يحققها الجيش السوري، نقرأ فيها واقعنا فيها أن الجيش أسقطهم وحافظ على سورية من السقوط، وبذلك خسرت تركيا وأدواتها رهاناتهم العسكرية، وإنطلاقاً من ذلك، المنطقة مقبلة على بركان ثائر، الأمر الذي يضع الجيش السوري وحلفاءه أمام واحد من الخيارين إما النصر وإما الاستمرار في الحرب والصراع.
منبر: حسم معركة «ادلب»... في القريب العاجل
- بقلم خيام الزعبي
- 11:37 24/02/2020
- 809 عدد المشاهدات
يبدو من خلال قراءة المشهد الميداني، أنّ جميع الدول الداعمة للجماعات المسلحة أصبحت في وضع محرج وفاقدة للقدرة على