نصر واضح على التنظيمات والقوى المتطرفة الأخرى، حيث التقت طلائع الجيش السوري المتقدمة من ريف حلب الجنوبي مع طلائع الجيش العاملة على محور ريف إدلب الشرقي بعد تحرير بلدة «العيس» وتلتها الإستراتيجية التي تشرف نارياً على أوتستراد حلب- حماة الدولي
تشير كافة المعطيات الراهنة إلى أن الجيش السوري حقق إنجازاً نوعياً كبيراً في السيطرة على مساحات جغرافية شاسعة في هذه الفترة، وأن الدلالات الميدانية والتقارير الإستخباراتية تشير بوضوح الى تصاعد المؤشر البياني لهذه الإنتصارات على أرض الواقع، خاصة بعد انسحاب جميع القوات التركية بعناصرها وعتادها وآلياتها من منطقة تل طوقان في الوقت الذي يقترب فيه الجيش السوري من تحرير طريق حلب – دمشق.
وفي سياق موازٍ، تقدمت وحدات من الجيش السوري باتجاه بلدات برنة وزيتان وسيطرت على بلدة العيس وتلتها الإستراتيجية، لتلتقي بذلك مع قوات الجيش السوري المتقدمة من بلدات نابص ورسم صهريج شمال مدينة سراقب بعد أن أحكمت قبضتها على سلسلة من القرى والبلدات الواقعة بين محافظتي حلب وإدلب، بينها رسم العيس والشيخ أحمد وأبو كنسة وجب كاس ومريودة وتل باجر وكوسنيا، ما يعني أن الجيش حقق عمليات إنتشار واسعة دفعت التركي لإخلاء بعض نقاط تواجده تاركاً إحدى نقاط لعرقلة تقدم الجيش السوري نحو إدلب وطريق حلب – دمشق الدولي .
في نفس السياق، الجيش يتقدم على ثلاثة محاور وبات يشكل طوقا خانقا على الإرهابيين بالتوازي مع الجبهات الثلاث في أرياف اللاذقية وحماه وحلب، وهذا الضغط يضيق الدائرة بإتجاه الحدود التركية مع محافظة إدلب لتتقلص مساحة سيطرة الإرهابيين، بذلك تبدو المهمة التركية في سورية عسيرة، حيث يصعب عليها تمرير مشروعها، وحتى مع إستخدامها للضربات العسكرية ودعمها للقوى المتطرفة كورقة ضغط لتحقيق أهدافها في المنطقة.
إذاً الكرة بكل وضوح في ملعب الجيش السوري المتقدم نحو الأمام دون تردد، في إطار ذلك أفرزت معركتا حلب وادلب صموداً هائلاً وأصبح السوريون على موعد قريب مع النصر الكبير التي تراكمت مقوماته خلال الأسابيع الماضية، لكنه يطل اليوم من بوابة انتصار حلب وادلب، الأمر الذي تسبب في الإضرار بمصالح تركيا كونها أتبعت سياسة خارجية خاطئة، فضلًاً عن زيادة نفوذ موسكو في المنطقة ووقوفها ضد أهداف تركيا التي لم تتمكن من إيجاد موطئ قدم لها في المفاوضات الجارية المتعلقة بتسوية الأزمة السورية.
يمكنني القول أن اللعبة إنتهت بالنسبة لأدوات تركيا في سورية بعد أن قرر الجيش السوري وحلفاؤه قلب الطاولة على الجميع في المنطقة، ولم يعد بإستطاعة أحد تحدي دمشق التي جاءت بكل ثقلها لضرب الإرهاب واجتثاثه من جذوره، وأصبحت المواجهة مع تركيا وحلفاؤها وجهاً لوجه، وبذلك سقطت ورقة إسقاط سوريا أو تقسيمها، ولم يتبق لتركيا وأدواتها إلا الإعتراف بهزيمتهم وتحضير أنفسهم لاستقبال «الجهاديين» الذين استوردوهم من كل بقاع الأرض وعاثوا قتلاً وتدميراً في أرض سورية كي يكملوا مشروعهم الجهادي هناك، لذلك فإن المنطقة اليوم تدخل في مرحلة جديدة سيكون عنوانها التغيير، وسينتج عنها إستعادة المحور المقاوم لدوره لدحر الإرهاب من وطننا الكبير»سورية ».
وأختم بالقول، هناك رسائل أرسلها إنتصار الجيش السوري في حلب وادلب الى العالم أجمع مفادها إن الشعب السوري على موعد مع إنطلاق عمليات تحرير كبرى مقبلة، والنتيجة الحاسمة لكل ذلك هي أن معادلات الشرق الأوسط والعالم قد تغيّرت إلى غير رجعة.