عزله من منصبه.وصوت مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، ضد التهم الموجهة له باستغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس. هذا القرار ترجم رفض الكونغرس توجيه استدعاء للشهود للإدلاء بشهادتهم في التهم الموجهة لساكن البيت الأبيض وهو ما سرّع في تبرئته رغم الانتقادات التي رافقت الخطوة .
وقرر مجلس الشيوخ في تصويت تاريخي عدم عزل ترامب من منصبه بتهم استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس في قضية أوكرانيا.وقالت حملة ترامب في بيان: «تمت تبرئة ساحة الرئيس ترامب تماما. وحان الآن وقت الاهتمام بشؤون الأمريكيين. لم يستطع الديمقراطيون الذين لا يفعلون شيئا أن يهزموه فحاولوا عزله».وكان ميت رومني، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية يوتا، الجمهوري الوحيد الذي صوت لإدانة ترامب.وعلى الرغم من الآمال التي علقها الديمقراطيون، فإن عضوين ديمقراطيين هما سوزان كولنز، من ولاية ماين، وليزا موركوسكي، من ولاية ألاسكا، لم يصوتا مع رومني لإدانة الرئيس. وكان الجمهوريون أيضا يراهنون على تصويت ثلاثة أعضاء من الديمقراطيين معهم، ولكنهم في النهاية صوتوا لصالح العزل.ويتعلق الأمر بالأعضاء كريستين سينيما من ولاية أريزونا، وجو مانشتين من ولاية فرجينيا ودوغ جونز من ولاية ألاباما.وكان عزل ترامب يتطلب موافقة ثلثي المجلس، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، وإذا تم فإن ترامب كان سيترك منصبه ليتولى نائبه مايك بنس المنصب.
تجارب سابقة
يشار إلى أنّ الديمقراطيين وجهوا خلال شهر ديسمبر من العام المنقضي لترامب اتهامات بالضغط على الرئيس الأوكراني من أجل تشويه سمعة منافس له في الانتخابات الرئاسية . وكانت مكالمة هاتفية بين ترامب ونظيره الاوكراني زيلينيسكي قد أشعلت فتيل المساءلة حول عزل ترامب وزادت من الاتهامات الموجهة له ، بعد أن طلب الرئيس الجمهوري من نظيره الأوكراني التحقيق بشأن منافسه في الانتخابات المقبلة جو بايدن وهو مايمنعه القانون الأمريكي .
ووفق تلك المكالمة التي أكدتها تقارير رسمية أمريكية وجه مجلس النواب الأمريكي ذو الغالبية الديمقراطية تهمتين لترامب أولهما إساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونغرس. وفي حال تبني هاتين التهمتين ضمن جلسة عامة يرجح أن تعقد هذا الأسبوع في مجلس الشيوخ (الكونغرس)، سيكون ترامب ثالث رئيس في التاريخ يوجه إليه الكونغرس الأمريكي اتهاما.وكانت تلك المحادثة الهاتفية العنصر الأساسي في اتهام مجلس النواب لترامب باستغلال السلطة.
وانتظر الرأي العام الدولي سيناريو العزل الذي تم طرحه بشدة في الفترة المنقضية خاصة بعد ان أقر مجلس النواب ذو الغالبية الديمقراطية التهم الموجهة الى ترامب ، إلاّ أن تعويل الفريق القانوني لترامب كان على مجلس الشيوخ الذي استغل سلطته (غالبية من الجمهوريين) لعدم استدعاء الشهود المقرر الاستماع لهم في جلسة المساءلة والتي كانت ستؤدي ربما لعزل ترامب. وشهدت الفترة المنقضية مطالب كبيرة لإدانة ترامب بعد تسريبات عن وجود أدلة «جادة وخطيرة» لدى لجنة التحقيق في حين اعتبر البعض أن مساعي عزل ترامب واجهتها حملة معارضة خاصة وان ترامب نجح في إحاطة نفسه بحلقة داعمة تتكون من سياسيين وفاعلين في المجتمع الأمريكي.
ويرى متابعون للشأن الأمريكي أن عدم وضوح هذه المادة في الدستور الأمريكي تجعل فرضية العزل مشكوكا فيها ومرتبطة بشروط كاملة قد يكون الكونغرس ذو الغالبية الجمهورية حاسما فيها لصالح ترامب .
ويرى مراقبون أن الرئيس الأمريكي الذي يستعد للترشح الانتخابات المقبلة نجح في النجاة من محاولات عزله قبل انتهاء عهدته الرئاسية التي بدأها في جانفي 2016 ، واعتبر متابعون ان نجاته هذه المرة تضاف أيضا إلى سجل نجاحاته في الهروب من قفص الاتهام أولها نتيجة بروز عدد من الملفات حول اعتماده على التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية السابقة و إدانة اثنين من معاونيه المقربين بتهم تتعلق بخرق القوانين الانتخابية أثناء حملة ترامب الرئاسية والتي فاز إثرها على حساب المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.