واتهام الجيش السوري، بذلك خصوصاً وأن ادلب -معقل هذه الجماعة- باتت في حكم المحاصرة عسكرياً، وتشير الكثير من التقارير الصحفية بتصاعد وتيرة الانجازات الميدانية والعمليات العسكرية للجيش في مختلف مناطق إدلب لتطهير الأرض من إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التي تعمل تحت رايته التكفيرية الظلامية.
-في السنوات الماضية - صدق البعض أن أمريكا، كانت تحارب الإرهابيين في سورية انطلاقا من حرصها على المدنيين السوريين ، ثم تبين له بوضوح أنها استخدمت ووظفت داعش والقاعدة لخدمة مصالحها وتحقيق أهدافها في المنطقة.
وأثبت الدور التركي المشبوه في سورية، والمطالبة بإنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري، من خلال بث أكاذيب بأن الهدف من إنشاء هذه المنطقة هو حماية المدنيين من «النظام»، وتأهيلها لعودة اللاجئين إليها، وهذا يكشف الحقيقة التي يجب أن يدركها العالم بأن تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي يحضر اليوم بالتعاون مع «الخوذ البيضاء» لاستفزازات في إدلب باستخدام مواد كيميائية لإتهام دمشق ذلك عن طريق إنتاج مقاطع فيديو مزيفة عن الدمار الناجم عن الغارات الجوية وإطلاق النار بالمدفعية على الأهداف المدنية .
في هذا السياق كشفت مصادر محلية في ريف إدلب عن قيام مسلحين من تنظيمي «جبهة النصرة» و«الخوذ البيضاء»، بنقل عدة أسطوانات تحتوي على غاز الكلور السام باتجاه مدينتي سراقب ومعرة النعمان جنوب إدلب، وأن هذه الأسطوانات وصلت إلى المنطقتين من خارج محافظة إدلب، بواسطة سيارتين تابعتين لتنظيم «الخوذ البيضاء»، وأشرف على عملية النقل خبراء من مسلحي «هيئة تحرير الشام» الذين ينحدرون من جنسيات فرنسية وبلجيكية وتركية.
كما أنّ الدول الغربية الكبرى تستخدم شماعة الأسلحة الكيماوية لتأجيل حسم معركة إدلب، هي تتغنى ليل نهار بأنها ضد الإرهاب، لكن انتهازيتها الراهنة تفضح مواقفها وتجعلها تهدد الحكومة السورية حتى لا يتم القضاء على داعش والنصرة في إدلب وهي تدرك أن نهاية هؤلاء الإرهابيين ستنهي مبرر وجودها في سورية، وإنطلاقاً من ذلك تريد أمريكا حلاً سياسياً، لأن إدلب هي آخر ورقة في يد الغرب للضغط على روسيا وسورية، وبالتالي فالغرب يريدون شراء الوقت عبر استمرار المحادثات والمفاوضات، حتى يتمكنوا تحقيق أهدافهم السياسية هناك .
يبدو أن الحسم على الأرض هو ما سيجعل سورية تضع محاور وأسس وطريقة عقد حوار أو أي لقاء سياسي وفق الشروط التي تريدها فقط، ومن هنا نرى الإستماتة في معركة ادلب وطرق المكر والخداع التي تتبعها أمريكا ومن معها لتحقيق أي مكسب على الأرض، وقد نجح الجيش السوري حتى اللحظة في عدم الوقوع في فخ ادلب، فقرار الحسم العسكري للمسلحين الرافضين لأي تسوية تم اتخاذه وسط قناعة الجيش بإمكانية إنهاء ملف ادلب عسكرياً في ظل استمرار تعنت المسلحين وعدم الاستجابة لنداءات التسوية هناك وبذلك بدأت نهاية المتطرفين ودقت ساعة الهروب لآلاف الإرهابيين باحثين عن فرصة للعودة إلى بلدانهم الأصلية، بعد التقدم الكبير الذي حققه الجيش في جبهات القتال وخاصة في ريفي ادلب وحماه والمناطق الأخرى من البلاد.
إجمالاً ... يبدو إن الحقيقة التي يجب أن ندركها بيقين بأن هذا العام سيكون عام المغامرات والمفاجآت، فالمنطقة مقبلة على تغييرات كبيرة، وها نحن نعيش انتصارات سورية وتراجع أعدائها بعد سنوات من الفشل والهزائم المستمرة لفقدانهم زمام المبادرة والسيطرة على مسار المواجهة العسكرية الجارية في البلاد، لذلك فإن النصر على الإرهاب ودحره واجتثاثه وإحباط مخططات داعميه باتت قريبة المنال خاصة بعد أن أستطاع الجيش كسر المعايير المتعلقة بالتوازن وإسقاط كل حسابات أمريكا والغرب بشأن سورية.
باختصار شديد... إن تحرير إدلب يشكل بوابة لعبور الأزمة السورية وطيّ صفحة أخرى من كتاب التنظيمات التكفيرية، وهذا يؤكد أن إدلب سوف تغادر محطات الانتظار بسواعد أبنائها وجيشها ومساندة حلفائه، وأنه لا مجال للإنكسار أو التراجع، وأن إدلب على مسافة خطوة واحدة من الحسم.