هناك قوى دولية وإقليمية أصبحت ترى أن سوريا ساحة سياسة لأخذ مبتغاها وتأخذ حريتها فيها للعب دورها في المنطقة كيفما تشاء، وخاصة أمريكا وحلفاؤها ، التي أصبحت لاعب أساسي في خلط الأوراق في البلاد لتصفية حساباتها مع الخصوم.
من العيب أن يتحدث الرئيس الأمريكي ترامب الذي يوصف بالمستبد داخل بلاده عن محاربة الإرهاب وينسى أن أمريكا الموغلة في الإرهاب الدولي، وهي المنتهكة لحقوق الإنسان في العالم، وهي التي تجاوزت كل الأعراف الدولية في رعاية المنظمات الإرهابية، وفي تصريحات أشبه بالبلطجة، ظهرت معها الأطماع علناً، قال الرئيس ترامب، إن “الولايات المتحدة وضعت النفط السوري تحت سيطرتها، وأنها ستفعل ما تريد بشأن آبار النفط، التي يحميها جنود أميركان في الوقت الحالي بعدما كانت في خطر بسبب محاولة تنظيم داعش الإرهابي استعادة السيطرة عليه.
في هذا السياق يكشف هذا الإعلان عن القناع الحقيقي للولايات المتحدة وسعيها إلى محاولة فرض الزعامة على النظام الدولي، من خلال إنتهاك القانون الدولي، كذلك يسعى ترامب، من خلال ذلك، إلى تحسين صورته قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية وتسريع نمو الاقتصاد الأمريكي على حساب دول أخرى، من خلال الاستبداد واستغلال الأزمات التي يشهدها العالم في وقت كشفت وسائل إعلام أميركية أن الولايات المتحدة تستخدم أموال «النفط السوري» لدعم مجموعات مسلحة موالية لها في المنطقة.
بالمقابل أعلنت دمشق موقفها الواضح من هذا الإعلان، وكشف الرئيس الأسد، خلال مقابلة أجراها مع قناتي «روسيا 24» و«روسيا سيغودنيا»، بأن الاحتلال الأمريكي سيولّد مقاومة عسكرية تؤدي إلى خروج القوات الأمريكية من الأراضي السورية، وأكد بأنه: «لا يمكن لأمريكا أن تعتقد بأنها ستعيش وهي مرتاحة في أي منطقة تحتلّها»، في إطار ذلك يمكن التساؤل ماذا عن مستقبل سوريا؟
اليوم هناك تحرّكات متسارعة ومكثفة على أكثر من جبهة، وتصريحات عدة لمسؤولين دوليين وإقليميين، تشير في جملتها إلى أن المنطقة، على أبواب مرحلة جديدة، وأنّ مرحلة الصراعات والفوضى التي عمت المشرق العربي، في السنوات الماضية، قد استنفذت غاياتها. فموازين الحرب في سورية بدأت تشهد إنقلاباً كبيراً متدرجاً، فهناك عمليّات عسكريّة يشرف عليها الرئيس الأسد، إلى جانب عدد من القيادات الأمنية والعسكريّة السورية، وهناك بداية شعور بالأمن وبعودة الدولة بكلّ هيبتها، على الرغم من المحاولات المستمرة التي يبذلها الإرهابيون بكافة فصائلهم من أجل العودة بالوضع إلى الخلف لتدمير البلاد وتفتيتها.وفي هذا الإطار لا تبحث أمريكا في مشروعها الجديد سوى تحقيق أمن إسرائيل وترسيخ وجودها على حساب الدولة السورية، لذلك جندت واشنطن عبر حلفائها الآلاف من المسلحين تمّ إرسالهم إلى سوريا في مهمة قتل وتدمير الشعب السوري ضمن محاولة شطب وتدمير الدولة السورية وإخراجها من المعادلة الإقليمية التي قد تهدد إسرائيل مستقبلاً، ومن هنا أرى إن استمرار شلال الدم في سورية هو مصلحة أمريكية إسرائيلية يريدونها مقسمة وملغاة من دورها في الصراع العربي الإسرائيلي حتى ينجح مشروع الشرق الأوسط الكبير ضد الوجود العربي والقضاء على فكرة القومية العربية وإبقائها خاضعة للهيمنة الصهيوأمريكية.
وعليه... نتمنى من كافة الدول أن ترفع يدها عن سوريا وأن تتوقّف عن التدخل في شؤونها الداخلية، وأن يجرى اتفاق على إنهاء ظاهرة الميليشيات والقوى المتطرفة المتفاقمة، ولا بد من وقف كل أشكال الدعم الغربي لهذه المجموعات في سورية ووقف ضخ الإرهابيين بالمال والسلاح،بإختصار شديد نحن ننادي
ونطالب.....ولكن هل من مجيب ؟! ...أعتقد إنّ لا مجيب... والجواب الوحيد بالصمود وبالمقاومة أمام هذه الهجمة الشرسة لكسرها ودحرها ولا شيء غير ذلك ....وبعدها ستشرق الشمس بنورها الساطع، لأن سوريا ستنتصر بالشرفاء والمخلصين من أبنائها الذين يحبونها ويسعون جاهدين الى رفعة شأنها ومكانتها.وفي النهاية آمل أن يعود السلام إلى أرض السلام التي حوّلوها الغرب وحلفاؤه أرضاً للحديد والنار والقتل والدمار والذبح والخطف، باسم الحرية وهم أبعد الناس عنها.