تقدمه في ريف إدلب الجنوبي الشرقي وسط انهيار وانسحاب للمليشيات المسلحة ، بعد أن عزز الجيش انتشاره في القرى التي استعادها من الإرهابيين مؤخراً، وعمل على تأمينها بالكامل لمنع الإرهابيين من التسلل إليها مجدداً، في وقت دكت فيه وحدات أخرى مواقع لهم بريف حماة الشمالي الغربي وإدلب الجنوبي والشرقي والغربي وهي الآن على درب القضاء النهائي على ما تبقى من هذه العناصر المجرمة.
بدأت بعض المدن الكبرى في ادلب تستعيد ترابها من أيدي جبهة النصرة وأخواتها بعد أشهر من المواجهات الضارية التي خاضها الجيش السوري مع هؤلاء المتطرفين، حيث حقق الجيش السوري بالتعاون مع الحلفاء تقدماً جديداً ومهماً في ملاحقة هذا التنظيم وتطويق مواقعه في ريف ادلب الجنوبي الشرقي، كما تمكن الجيش من استعادة قرى رسم الورد وإسطبلات وسروج بريف إدلب الشرقي بعد طرد المسلحين منها، وبذلك يكون آخر مسمار في نعش البيت الأبيض وحلفائه ومشروعهم الخبيث في المنطقة.
كما يتقدم الجيش السوري في محافظة ادلب معقل تنظيم النصرة بعد ان توغلت وحداته في عمق المحافظة، بذلك بدأت قبضة هذا التنظيم تتخلخل وتتساقط جميع المواقع الإستراتيجية، بعد إصرار الجيش السوري وحلفاؤه على إنهاء النصرة الإرهابية نهائياً في المنطقة، فصمود الجيش في الشمال، جعل داعش تضع كل ثقلها في المعركة لأنها أدركت أن عجزها عن وقف إجتياح المدينة، سيشكل بداية لإنهيارها في سورية. وبذلك تكتمل الحلقة السورية - الروسية لضرب النصرة الإرهابية، ولن تمر أسابيع إلا وتكون مدينة ادلب قد سقطت إن لم نقل قبل ذلك لأن القصف التي تتلقاه النصرة شديد، وستضطر النصرة إلى الخروج من ادلب الى الأرياف وستلاحقها الطائرات السورية الروسية لتضربها أينما ذهبت حتى تقضي عليها وتنهي وجودها في ادلب، خاصة بعد أن أثبت الجيش السوري فاعلية وجدارة وتميز بأداء قتالي مثير في مواجهة الإرهاب.
في هذا السياق فإن إرهابيي النصرة، الموجودين في ادلب يحاولون اليوم تعويض هزائم حلفائهم، فنقضوا الاتفاق مع الجيش السوري عدة مرات، ولكن مصيرهم في نهاية الأمر لن يكون أفضل من مصير إرهابيي الدواعش إما الموت أو الاندحار إلى البلدان التي أتوا منها، والعمليات العسكرية التي ينفذها الجيش ضد أوكارهم وجحورهم، لن تطول كثيراً، ومسألة القضاء عليهم، ودحرهم عن تلك المنطقة مسألة وقت قصير جداً، فالجيش عندما يتخذ قراراً بتحرير منطقة ما، ينفذ وعده ولا يتراجع، وبذلك فشل الأعداء في تحقيق أهدافهم بسبب الصمود الإسطوري لأبناء الشعب السوري.
على أي حال فإن نجاح الجيش السوري في إستعادة السيطرة على مدينة ادلب سيشكل انتكاسة كبيرة لتنظيم النصرة الإرهابية، فالواضح من سلسلة الهزائم التي مني بها هذا التنظيم وحلفاؤه من جماعات الإرهاب في المحافظات السورية، إن هذا العام يمكن أن يكون عاماً مصيرياً بالنسبة لجبهة النصرة والقوى المتطرفة الأخرى، يتحقق فيه كسر وهزيمة التنظيم وانحسار وجوده في سورية. وبالتالي أدرك هذا التنظيم أنه أمام جيش قوي غير كل الجيوش، كما تيقن أنه من المستحيل أن يستطيع احتلال أي قطعة أرض من وطننا الكبير «سورية».
مجملاً.... يبدو أن معركة ادلب قد أوشكت بالفعل على الإنتهاء بعد أن باتت جبهة النصرة ضعيفة، لذلك فإن ما يدور على الأرض يجعلني متاكداً من أن حسم المعركة لم يعد إلا مسألة وقت ليس أكثر، وأختم بالقول إن مشروع الإرهاب سيسقط لا محالة فيما ستبقى سورية صامدة رغم التآمر عليها، وستبقى صخرة تتكسر عليها كل أحلام الغزاة، وستثبت إنها مقبرة النصرة وأخواتها خصوصاً بعد التقدم الكبير للجيش السوري وحلفاؤه في مختلف الجبهات.