على غرار ما حدث في الغوطة التي تم تحريرها وراهنت عليها أمريكا وذيولها فخسروا رهانهم أمام الجيش السوري، فالمؤشرات كلها اليوم في معركة إدلب تؤكد أن الرهانات الأردوغانية قد فشلت . اليوم تبدو إدلب ساحة المعركة الأخيرة قبل الإعلان عن نهاية الحرب على سورية، خاصة بعد تقدم الجيش السوري في إدلب ومحاصرته لنقطة مراقبة تركية ببلدة مورك وبذلك بات تحرير المدينة أمراً واقعاً لا مفر منه، وأصبح المسلحون أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الإستسلام والتخلي عن القتال، أو الموت المحتوم. التطورات الميدانية في الشمال السوري، تؤشر إلى تقدم كبير يحرزه الجيش السوري في ريف إدلب الجنوبي، بعد أن دخل مدينة «خان شيخون» الإستراتيجية والذي يعطي محور دمشق - موسكو – طهران دفعة كبيرة للبدء بحسم الأمور في إدلب، كما سيكون تحرير هذه المدينة ليس مقدمة لتحرير كامل محافظة إدلب فقط وإنما لتحرير كامل ما تبقى من أراض سورية محتلة في الشمال والجنوب .
بالمقابل إن تسارع عمليات تطهير إدلب واستعادة الجيش السوري وداعميه لخان شيخون ومناطق أخرى بسرعة متناهية أشعرت تركيا بالخيبة والإحباط، بالتالي فإن تمادي انقرة في تدخلها في الشؤون السورية ودعمها اللامحدود للجماعات المسلحة دفع الجيش السوري باتجاه الحسم النهائي في ادلب، الذي من خلاله شارفت لعبة كسر القيود على نهايتها، فلا غريب أن يسمع السوريون في يومنا هذا تصريحات الرئيس الأسد عن قرب نهاية التنظيمات المتطرفة ودحر الأعداء، و أن مدينة ادلب ستشهد معركة الفصل وأن تحريرها بات قريباً. فكسر شوكة المتطرفين في مدينة ادلب يعني بداية العد التنازلي لتفتيت جبهات المليشيات في المحافظات وسحقها في كافة المناطق والقرى التي لا زالت تحت وطأتها، ما حدث اليوم في ريف ادلب الجنوبي هو انتصار للجيش السوري، بالتالي فإن تحرير هذه المنطقة، يعد الضربة الحاسمة التي ستقود إلى اختلال كبير في الميزان الاستراتيجي للمواجهات مع الجماعات المسلحة وأخواتها لصالح الجيش السوري، وتجبر هذه الجماعات على أن يسارعوا إلى الموافقة على التسوية، وإنهاء حالة الحرب والصراع التي تعتبر مقدمة لسلسلة من الإجراءات الشاملة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها. ومن الجانب الآخر بعد كل هذه الانتصارات للجيش السوري ، لم يعد هناك من شكوك حول حسم القيادة السوريّة قرارها باستعادة السيطرة على كامل أراضيها وقدرة الجيش على تنفيذ هذا القرار، وسف أحلام ومشاريع تركيا وأمريكا ليقضي على أمالهم في إنتصار حليفتهم القاعدة الإرهابية، كل هذه الوقائع تؤكد أن
التنظيمات المتطرفة وأخواتها فقدت توازنها، وهي الآن تواجه ضربات جوية روسية وأخرى سورية مشتركة، ويتزامن ذلك مع خسارتها لأراضي ومناطق انتزعها الجيش السوري كانت تحت سيطرة هذه التنظيمات.
بالتالي إن تحرير إدلب يعني القضاء على النصرة الإرهابية كعمود فقري للجماعات التكفيرية في الحرب على سوريا، وتقزيم الدور التركي إلى أدنى مستويات التأثير، وتخفيض أوراق القوة التركية في المفاوضات السياسية، فضلاً عن إقفال البوابة التركية الكبرى على سوريا.
مجملاً.... إن معركة تحرير إدلب ستكون من أشرس المعارك وأقساها، لأنها الحصن الأخير للمشروع الأمريكي- التركي، فالذي يجري في إدلب من انتصارات كبيرة على المستويين السياسي والعسكري، وتحرير كامل ريف حماة رسالة واضحة للداخلِ والخارج مفادها بأنه لن تبقى بقعة واحدة من الأراضي السورية من دون تحرير، وأن أي محتل أو غاز سيندحر ويجر أذيال الخيبة وراءه. وأختم بالقول أن رجال الجيش العربي السوري يملأهم الإصرار والإرادة للقضاء على قوى التطرف والإرهاب وإستعادة الأمن والإستقرار لسوريا، لذلك فإن الأيام القليلة القادمة من شأنها أن تحمل المزيد من المفاجآت والتطورات، فجميع المعطيات تشير الى الاتجاه نحو الحسم النهائي للمعركة بعد أن أثبت صلابته وتماسكه وتمتعه بقدرات قتالية استثنائية في الميدان العسكري، كما أن مشروع الإرهاب سيسقط لا محالة فيما ستبقى سوريا صامدة رغم التآمر عليها، وستبقى صخرة تنكسر فوقها كل أحلام الغزاة، وستثبت إنها مقبرة تركيا وأدواتها خصوصاً بعد التقدم الكبير للجيش السوري وحلفاؤه في مختلف الجبهات.