مفاجأة من الأردن: عودة العلاقات مع سوريا

أول خطوة لكسر الحصار، عودة العلاقات الاقتصادية بين سوريا والأردن بعد أن جرت مباحثات بين سوريا والأردن ولبنان لفتح

الطريق البري الدولي أمام المنتجات الزراعية اللبنانية، حيث شهدت العلاقات التجارية بين سورية والأردن توتراً كبيراً إثر سلسلة من القرارات آخرها أردني، تمثل بحظر استيراد المنتجات السورية وذلك ردّاً على قرار مماثل اتخذته دمشق يقضي بفرض قيود على البضائع الأردنية التي تدخل سوريا.
وفي مفاجأة أخرى أكد النائب الأردني طارق خوري، زيارة مرتقبة لوزير النقل السوري علي الحمود، إلى عمّان لبحث كافة الملفات المتعلقة بالنقل بين البلدين الذي اعتبره بعض المتابعين نقطة تحوّل لتصحيح مسار العلاقات بين البلدين وإرجاعها إلى طبيعتها.بالمقابل بدأت ملامح عودة العلاقات السورية- الأردنية ترتسم منذ فتح معبر جابر- نصيب الحدودي بين البلدين، في 15 من اكتوبر الماضي، بعد سنوات على إغلاقه، كما أجرت وفود اقتصادية سورية زيارات عدة إلى الأردن منذ فتح المعبر، وأجرت وفود برلمانية أردنية زيارات إلى دمشق، كان آخرها في شباط الماضي، حين التقى وفد أردني مع وزير النقل السوري، علي حمود.
في سياق متصل تشهد عمان على مختلف المستويات والمنظمات والفعاليات الاجتماعية أنشطة مختلفة يطالب فيها الشعب حكومته بإعادة العلاقات بين سوريا والأردن، كون كلا البلدين لهما وزنهما وأهميتهما في المنطقة العربية، إذ يجب أن تبقى سورية والأردن على وئام ووفاق إنطلاقاً من إستيعاب دروس التاريخ أنه كلما كانت سورية والأردن في خندق واحد، وموقع واحد متضامنتين فإن ذلك يحقق الأمن والاستقرار للمنطقة.
في نفس السياق تدرك الأردن جيداً أن موافقتها على القطيعة مع سوريا كانت متسرعة وغير مجدية، وهي تحاول الآن بشكل أو بآخر أن تستعيد مواقفها وإعادة النظر بالأسباب التي أدت إلى القطيعة معها، كما تدرك إن ثبات واستقرار هذه المنطقة رهين بالعلاقات الايجابية بين كل من دمشق ودول المنطقة، وان التنمية المستديمة في الدول العربية لا يمكن تحقيقها إلا من خلال علاقات إيجابية وثابتة ومستقرة مع سوريا، وعلى البلدان العربية التي تعيش في حالة من التردد في التعاطي مع دمشق إلا أن تعترف بقوتها سياسياً واقليمياً، وكما لجأت بعض الدول إلى لغة الحوار مع دمشق فمن المناسب أن يلجأ محور أعداء دمشق إلى المنهج نفسه وليس المواجهة أو الصراع معها من أجل تحقيق أمن المنطقة.
وفي هذا الإطار فإن الأردن تجري مراجعة شاملة إستناداً إلى ما تشهده المنطقة من تغيرات، إنطلاقاً من حاجتها إلى محور سوريا وحلفائها، فجميع الأطراف لها مصلحة في هذه الشراكة التي يجب أن تعود لمسارها الطبيعي، وبالنتيجة فإن عودة هذه العلاقات إلى وضعها الطبيعي سيؤدي إلى إثارة غضب أعداء سوريا، الذين رحبوا سابقاً بضعف العلاقات بين الجهتين من أجل تحقيق مشروعهما في المنطقة. مجملاً... لا بد من مبادرة حقيقية لبلورة إستراتيجية سياسية وأمنية تتضمن سيناريوهات التعامل مع القادم، لحماية المنطقة من العواصف التي تحيق بها، لذلك لا بد من إعادة فتح قناة اتصال مع الحكومة السورية خاصة بعد أن خسرت القوى الغربية وبعض الدول العربية رهانها في دمشق،
لذلك آن الأوان لنتعاون مع باقي قوى التوازن بالعالم لإنقاذ سوريا من الدمار والخراب، وتجاوز أزمتنا والمضي بوطننا الكبير « سوريا « نحو الأفضل.
وليس من المستبعد أن تشهد العلاقات السورية- الأردنية تطوراً لافتاً خلال الفترة القادمة، عند الانتقال من الزخم العلائقي الاقتصادي نحو الباب الدبلوماسي السياسي الذي كان مغلقاً حتى وقت قريب بعد أن أثبت تاريخ العرب الطويل بأن دمشق هي الفاعل المؤثر في المنطقة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115