معركة ادلب ودلالاتها

تتسارع الأحداث في سوريا وبشكل غير مسبوق، فهناك خطوات هامة

تم إنجازها في الجانب العسكري والميداني وإجراءات كبيرة يسعى الجيش السوري لإستكمالها بالتعاون مع حلفائه. والإستعدادات تجري على قدم وساق لحسم معركة إدلب و تضييق الخناق على»داعش» الإرهابية والقوى المتطرفة الأخرى. فبعد أكثر من سبع سنوات من الحرب على سوريا راهن فيها الكثير على سقوطها، أو حتى محاولة إضعافها، لكن الميدان أثبت أن سوريا خرجت أقوى مما كانت عليه، بل قامت بقلب الموازين، وأسقطت حسابات أمريكا والغرب في المنطقة بأكملها.

المتابع للمشهد السوري، يرى بوضوح بأن معارك إستعادة إدلب تتم عن طريق إتباع إستراتيجية جديدة في الإسناد والتمركز الدقيقو التي تربك الجماعات المتطرفة وأعوانها. وتمكن الجيش السوري من الحسم السريع، فهناك خسائر فادحة لحقت بجماعة «داعش» الارهابية وأخواتها، وهو الأمر الذي دعا هذه الجماعات المتطرفة للبحث عن مخرج من الحصار الشديد الذي تتعرض لها حالياً، بعد أن حرر الجيش عدداً من القرى والمدن في الشمال السوري. بالمقابل تقوم الجماعات الارهابية وأخواتها بعمليات قتالية وهجمات معاكسة لإعادة السيطرة عليها او على القرى والمناطق المحاذية لها ،غير ان جميع محاولاتها باءت بالفشل، فلم تعد معنويات تنظيم «داعش» الارهابية وأخواته كالسابق، فهو يتكبد الخسائر الفادحة بالأرواح والمعدات،وبذلك يكون قد حقق الجيش السوري مرحلة متقدمة بتقطيع أوصال الإرهاب في عمق الشمال، ومكنته من إحكام السيطرة على كافة الطرق والمحاور لمدينة إدلب وإضعاف الجماعات الارهابية التكفيرية هناك.

وهذا يكشف الحقيقة التي يجب أن يدركها العالم، إن الجماعات المسلحة المتطرفة العالقة في إدلب قلقة أكثر من الجميع، ولديها لذلك كل الأسباب، فلا فرصة أمامها للصمود ، فهذه الجماعات مدركة تماما حتمية الهزيمة والإنكسار، إذ تحاول الفرار من سوريا بصورة جماعية سواء الى تركيا أو الى الدول الأوروبية عارضة مبالغ كبيرة لتمكينها من ذلك. فما نراه اليوم من إنجازات يمثل ثمرات لما غرسته أيادي الشهداء من الجيش السوري، ولم يعد إجتثاث الإرهاب وطرد الجماعات المتطرفة من سوريا مستحيلاً، بعد أن قدم الجيش وحلفاؤه بسالة منقطعة النظير أمام هذه الجماعات، إذ أصبحت داعش، محض خرافة وتسويق إعلامي، لتتجلى الحقيقة واضحة في حرب حلب ودير الزور ودرعا وريف دمشق.
وإنطلاقاً من ذلك يبدو إن المشهد الذي تشهده دول المنطقة ، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن المشروع الغربي يواجه سقوطاً وفشلاً ذريعاً في سوريا، بعد أن اضاف صمود الجيش السوري خسارة جديدة وخيبة مضافة الى رصيد هزائم الجماعات المسلحة المتطرفة واتباعها في الجنوب السوري، فكانت هذه الصفعة مجلجلة بعثرت ساسة البيت الأبيض وسماسرة واشنطن وإسرائيل لتتخبط الأخيرة بهذا الصمود.

معركة إدلب هي ضربة جديدة، ليس للجماعات المتطرفة التي تعيش نهاياتها العسكرية وتحاول أن تستثمر في بعث خياراتها السياسية والتفاوضية، بل هي ضربة أخرى جديدة للدول الداعمة للإرهاب، ما يعني أن تحرير إدلب يشكل بوابة جديدة لعبور الأزمة السورية .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115