وأخواته على بعد خطوات من النهاية، ولعلّ من الضروري في هذا الصدد الإشارة إلى أنّ المعادلة السورية شهدت تطورات مثيرة تمثّلت في دخول المعركة مرحلة جديدة ووصولها الى مدينة حرستا ذات البعد الاستراتيجي الهام، وباسترداد هذه المدينة سيفقد تنظيم جبهة النصرة والفصائل المرتبطة به أحد أهمّ المدن التي يسيطرون عليها في ريف دمشق، وسيكون تحريرها بمثابة هزيمة استراتيجيّة لهم، ونقطة محورية في عمليات تحرير باقي المناطق القريبة منها، هذا ما يشكّل ضربة قوية لهذه التنظيمات التي قد تجد نفسها مضطرة للانسحاب بشكل كامل من كل الأرض السورية.
في المقابل، يخوض تنظيم داعش الإرهابي أخر معاركه في سوريا فهناك تطوّرٌ ميداني عسكري لافت فالتنظيم يباد على جميع الجبهات... بالتوازي مع تقدّم الجيش إلى تخوم مطارِ أبو الضهور وسقوطُ 34 قريةً بيدِ الجيشِ السوري جنوب حلب بعد أن تهاوت بشكل سريعٍ دفاعات جبهة النصرة في قرى جبلِ الحص الجنوبية المتصلة مع باديتي حماة و إدلب، في وقت ازدادت فيه الانشقاقات في صفوفِ مقاتلِيها، في هذا الإطار فإن هذه التطورات الهامة في ريف حلب الجنوبي في بعدها العسكري، أنجزت مجموعة من الأهداف التي سيكون لها صدىً كبيراً في الجانب السياسي، الأمر الذي سيؤثر في تنفيذ اتفاقات أستانا ومناطق خفض التصعيد ، بعد ان أثبت الجيش السوري قدرته على تطويع الجغرافيا لمصلحته بعد أن أصبح الجيش وحلفاؤه قاب قوسين أو أدنى من تحرير المناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعات المتطرفة ، و باتت تعيش فترة ترنح ما قبل السقوط مع استمرار سلسلة الانهيارات التي تتعرض لها الجماعات المسلحة الأخرى من الشمال إلى الجنوب إلى الشرق السوري.
لم تكن مفارقة أن يتلقى تنظيم جبهة النصرة وأخواته بدايات هزائمهم على يد الجيش السوري، ذلك أن هذا الجيش أجبر مسلحي التنظيم في حرستا والمناطق الأخرى على الفرار نظرا لقوة وبسالة وقدرة الجيش على التصدى للهجمات الإرهابية واحدة تلو الأخرى على العكس من الجيوش الأخرى التى كانت تفر وتنسحب أمام مقاتلي التنظيم فى دول أخرى، وتتركز الضربات الجوية على المعسكرات التي سيطرت عليها الجماعات، وأكدت مصادر عسكرية أن التقدم نحو تحرير حرستا سيكون خلال فترة وجيزة، لاسيما بعد تحرير مواقع استراتيجية عدة قريبة خلال الأيام الماضية، ،لذلك فإن العمليات العسكرية مستمرة ضد العناصر الإرهابية في سوريا، التي لا يمكنها الصمود طويلا أمام الجيش السوري وحلفاؤه.
وإنطلاقاً من ذلك إن تحرير حرستا في الغوطة الشرقية لدمشق يعتبر بداية التحول الحقيقي على الأرض لتفتيت المناطق التى تسيطر عليها الجماعات المسلحة وتحويلها إلى جيوب تسهل محاصرتها وتضييق الخناق والقضاء عليها بشكل كامل، هذا ما يمثل خطوة هامة في طريق القضاء على الجماعات المتطرفة في سوريا ، خاصة وأن معارك داعش تشارف على نهاياتها.
مجملاً.....إن ما يجري في سوريا اليوم من تطورات لا يحدد خارطة مستقبل المنطقة فحسب، بل يحدد مصير الإرهاب والجماعات الدينية المتطرفة أيضاً التي تلفظ أخر أنفاسها ، وهذه هي صرختها الأخيرة، وهنا نقول أن سوريا على موعد مع النصر ولا يفصلها سوى خطوات قليلة من زمن اللحظة التاريخية التي ستضع حداً لرهانات أمريكا وذيولها في المنطقة وانكسار تدريجي لمنظومة الحرب على سورية ،لهذا سيشهد هذا العام القضاء على الإرهاب وإجتثاثه من كل الأرض والمناطق السورية