وهو أعلى هيئة منبثقة عن المجلس الوطني الفلسطيني- للتباحث في قضايا مصيرية تتعلق بمآل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وكذلك مستقبل عملية السلام . وذلك ردا على القرارات الامريكية الاخيرة الجائرة المتعلقة بمصير القدس وكذلك تهديد واشنطن بسحب مساعداتها المالية الممنوحة للمنظمات الفلسطينية في اطار سياسة التضييق التي تمارسها من اجل انتزاع المزيد من المكاسب لصالح دولة الاحتلال الاسرائيلي.
ويأتي انعقاد هذه الدورة في ظل وضع شديد الحساسية تعيشه المنطقة ..ولعل دعوة رئيس المجلس المركزي سليم الزعنون حركتي حماس والجهاد الاسلامي لحضور الاجتماع هو من الاهمية بمكان فهو يؤكد على اهمية الوحدة الفلسطينية باعتبارها السلاح الأوحد لمواجهة كل المخططات الاسرائيلية والصهيونية بحق فلسطين ...
آليات الرد
يقول الاعلامي الفلسطيني الطاهر الشيخ مدير مكتب وكالة الانباء الفلسطينية «وفا «ان هذا الاجتماع مهم لأنه سيناقش آليات الرد العملي على قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب بشأن القدس ، والرد على التهديدات التي تطلقها الولايات المتحدة بقطع المعونات عن الشعب الفلسطيني.. وقال ان حضور حركتي حماس والجهاد الاسلامي يجعل منها دورة هامة في مسار المصالحة الفلسطينية وكذلك على صعيد القرارات التي سوف تتخذ ومنها تهديد حركة فتح بسحب الاعتراف باسرائيل والمخول بالقيام بهذه الخطوة هو منظمة التحرير الفلسطينية .. ويوضح محدثنا ان موضوع سحب الاعتراف باسرائيل هو شديد الاهمية وله انعكاسات كبرى ليس فقط على القضية الفلسطينية بل على المنطقة ككل فاذا تم تبنيه من قبل المجلس المركزي الفلسطيني فهذا يعني ان هناك خارطة جديدة للصراع العربي الفلسطيني الاسرائيلي لان ذلك لا يعني فقط وقف التنسيق الامني بل انتهاء عملية السلام من جانب الفلسطينيين . ومن بين الخيارات المطروحة الاخرى يتابع محدثنا :«هناك العودة الى النضال المسلح لذلك فهو اجتماع مفصلي ستكون له تداعيات كبيرة في منطقة الشرق الاوسط.». وكان قياديون في حركة «فتح» دعوا امس إلى إعادة النظر في الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل قبيل انعقاد المجلس المركزي الفلسطيني الأسبوع المقبل. وجاء ذلك خلال عقد نحو 45 عضوا في المجلس الثوري لحركة فتح اجتماعا تشاوريا في مدينة رام الله لمناقشة التحضيرات لاجتماعات المجلس المركزي لمنظمة التحرير. وقالت كالة الانباء الفلسطينية أن قياديي فتح «دعوا لإعادة النظر في اعتراف منظمة التحرير بإسرائيل، وربط ذلك باعتراف إسرائيلي كامل بدولة فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني بدولته كاملة السيادة على حدود عام 1967 والقدس الشريف عاصمتها».
صفقة القرن
عن صفقة القرن ..وتداعياتها يجيب محدثنا :«هو مشروع تسوية اعدته الدوائر الاسرائيلية وسلمته الى الولايات المتحدة لكي تتبناه لكن حتى الان لم يسلم بشكل رسمي الى أي جهة فلسطينية والحديث حتى الان هو مجرد تسريبات في الاعلام ..ويتابع بالقول :«لم يتم تسليم هذا المشروع الى الدوائر الفلسطينية وعندما يقدم نستطيع ان نعطي رأينا فيه..واذا كان لا يتضمن دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية لن تتم الموافقة على هذه الصفقة مهما كانت الضغوط واذكر بما اعلن عنه ابو مازن بعد عشرين دقيقة من اعلان ترامب بان القدس عاصمة اسرائيل .. فكان رده هو الرفض التام لهذا القرار..لدينا ثوابت لم نتنازل عنها سواء في قضية اللاجئين او العودة ولذلك القيادة الفلسطينية حريصة على هذه الثوابت».
وعن صحة التسريبات بشأن تعرض الفلسطينيين الى ضغوطات عربية وتحديدا مصرية وسعودية للقبول برام الله عاصمة لدولة فلسطين اجاب: «كلها تأتي في اطار التسريبات من قبل جهات معينة معلومة وليس من الصدفة ان تأتي في نفس وقت انعقاد الاجتماع الوزاري العربي بحضور الامين العام للجامعة العربية والذي اكد ان القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية وابرز السعي الدبلوماسي من اجل انتزاع اعتراف كافة دول العالم بالقدس كعاصمة للدولة الفلسطينية.. مقابل ذلك تسعى دوائر اخرى الى تشويه ما اتخذ من قرارات في المملكة الاردنية وما تم تحقيقه .وقد تم تكذيبها رسميا في عاصمتين على الاقل ..وهي تهدف الى التشويش على المسار العربي الفلسطيني باتجاه دعوة دول العالم للاعتراف بالقدس عاصمة لدولة فلسطينية»..
الموقف الاوروبي
وفي ما يتعلق بتصريح وزير خارجية بريطانيا بان القدس يجب أن تكون عاصمة مشتركة اعتبر الكاتب والإعلامي الفلسطيني بان هذا التصريح ينم عن فهم تام لمعطيات القضية الفلسطينية وأصول الحل الفلسطيني ويتابع :«فحوى التصريح يؤكد ان بريطانيا تؤيد حل الدولتين وهذا الحل المطروح على مسار المفاوضات وفي اتفاق اوسلو الذي تم التوقيع عليه في البيت الابيض». وأضاف :«من هذا المنطلق تسعى بريطانيا مع الاتحاد الاوروبي الى تطبيق هذا الحل».