والفتنة والدمار في العالم العربي بعد ان ارتدت خريطة الشرق الاوسط لون الدماء..
في سوريا لم تحمل السنة اي جديد فيما يتعلق بالتسوية السياسية وظل الحديث عن وقف المعارك ضربا من الخيال..هذه التسوية التي ظل بسببها جل الشعب السوري مشردا على حدود الدول يدفع ضريبة « حلم» بالديمقراطية والحرية سرعان ما تحول الى « مؤامرة» كبرى دمرت بلدا بأكمله وسلبت ثرواته..وبحسب المرصد السوري فان أكثر من 340 ألف شخص قتلوا في النزاع السوري منذ بداية الحرب..ولعل بارقة الامل الوحيدة كانت احراز الجيشين السوري والعراقي انتصارا هاما على «داعش» ادى الى تراجعه ودحره في عديد المناطق التي احتلها ، فيما تصاعدت المخاوف بشأن ملف عودة الارهابيين من بؤر التوتر الى بلادهم الاصلية..
حصدت التفجيرات الارهابية ارواح الابرياء في مصر ، فارتدت الكنائس في طنطا والاسكندرية السواد حدادا على ارواح الشهداء في وقت تواصلت فيه المعركة الكبرى التي يقودها الجيش المصري ضد بؤر الارهاب في سيناء..
اما في الخليج ، فقد وصلت الازمة بين قطر من جهة والامارات والسعودية والبحرين الى اوجها مع قرار هذه الدول قطع علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع قطر، على خلفية اتهام الدوحة بتمويل الإرهاب ..وقد كلفت هذه الازمة المزيد من النزيف الاقتصادي والسياسي..
اما اليمن، فقد شهد أسوأ كارثة إنسانية في العالم إذ يعيش نحو ثمانية ملايين شخص على شفا المجاعة فضلا عن اصابة حوالي مليون شخص بالكوليرا ..فيما تواصلت حملة القصف الجوي والأرضي التي يشنها التحالف بقيادة السعودية على قوات الحوثيين . وبحسب مكتب المفوض السامي الأممي لحقوق الإنسان، بلغ عدد القتلى من بداية الحملة 4125 مدنيا على الأقل، وعدد الجرحى 7207، أصيب أغلبهم في غارات التحالف الجوية.
في ليبيا ، ظلت الازمة تراوح مكانها مع انتهاء الفترة الزمنية لاتفاق الصخيرات واندلاع ازمة جديدة وانقسام في اوساط الليبيين بين مدافع عن شرعيته وبين مطالب بالبحث عن طريق آخر للتسوية تجمع كل اطياف الشعب الليبي دون استثناء..
ولعل اهم حدث هزّ العالم العربي كان اعلان ترامب المشؤوم بشأن القدس وما تمخض عنه من معركة كبرى خاضتها فلسطين في المحافل الدولية من اجل اعادة الاعتبار للقدس ولحقوق الفلسطينيين المسلوبة ..والاكيد ان ترامب ما كان ليتجرأ على هكذا اعلان خطير واعطاء «ما لا يملك لمن لا يستحق» لولا الموقف العربي الرسمي المخزي والصامت ..
وبالرغم من ذلك فان الرئيس الامريكي الذي اراد « وأد» القضية الفلسطينية وانهاء هذا الصراع على طريقته الجنونية من خلال وعده المشؤوم ، الا انه من حيث لا يدري اعاد الزخم للقضية الفلسطينية وحرك نبض الشارع العربي من جديد بعد جمود سنوات...فعادت الرايات الفلسطينية لترتفع في كل الساحات العربية وحتى في تلك الدول التي تعيش حربا ضروسا مثل اليمن ، لم يتخل شعبها عن الانصات لنداء الاقصى..
وفي خضم كل هذه المتغيرات ، تطل شهد التميمي تلك الطفلة الفلسطينية ذات الستة عشر ربيعا التي تحولت الى ايقونة نضال ، لتعلن ان الجيل الفلسطيني الجديد قادر على حمل الامانة وان زيتون القدس لا يستطيع الدفاع عنه سوى ابناؤه الاوفياء ...
ونحن نطوي صفحة سنة 2017 ، لا نملك إلا ان نتمسك بزهور الامل ونتمنى عاما اكثر امنا واقل دمارا ....