هذا العام بما أنّ باب التسوية السياسية ما زال مغلقا بسبب عدم حدوث تفاهمات بين الدول المؤثرة في الملف السوري ..
ويضيف بالقول :«صورة الوضع في سوريا الآن لا تسر الناظر أبداً؛ بلد مدمر في معظم مدنه وقراه، وشعب قتل منه ما يقارب المليون وأكثر من ذلك جرحاه ومعاقيه عدا عن عشرات ألوف المعتقلين والمفقودين بينما فاق عدد لاجئيه ومهجريه في الداخل والخارج نصف السكان. وأرضه موزعة على قوى احتلال أجنبية دولية وإقليمية؛ روسية وأمريكية من جهة وإيرانية وتركية من جهة أخرى، قواعد روسية في الساحل وغرب الفرات وأمريكية في الجنوب وشرق الفرات وتجول في المناطق التي يسيطر عليها النظام قطعان الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الطائفية المؤتمرة بأمره، بينما يعربد في سماء سورية ويقصف كما يشاء دونما رادع طيران روسيا وإسرائيل وطيران التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا.
وعن اعلان بوتين في قاعدة حميميم قال ان بوتين اراد ان يظهر أنه هو السيد وأنه هو المتحكم بمفاتيح المسألة السورية حرباً أو سلماً، ويضيف :«وعلى هذا الأساس نستطيع قراءة إعلانه الانتصار في سوريا والبدء في سحب قواته من سوريا عدا قاعدتي حميميم وطرطوس علماً بأن هذا الإعلان فيه كمّ كبير من الادعاء ونصيب ضئيل من المصداقية؛ فمعظم المناطق التي تم استرجاعها من داعش الارهابي تم بضغط من التحالف الدولي والقوات المحلية التي يساندها وزعم سحب القوات الروسية حصل عدة مرات، ولكن بوتين يريد أن يبني على ادعاء الانتصار العسكري - جزء منه تحقق فعلاً بمعنى منع انهيار النظام - فرض الرؤية الروسية للحل السياسي في سوريا والتي تقوم على الحفاظ على أجهزة النظام الأساسية وبقاء رئيسه مع تجميلات شكلية ومشاركة هامشية لقوى معارضة ترضى عنها».
عن مآل التسوية السياسية يجيب محدثنا :«بعد أن نجحت روسيا في تجميد العمليات القتالية - من جهة الفصائل المعارضة المقاتلة على الخصوص - نتيجة اتفاقات خفض التصعيد التي تمت في مؤتمرات أستانا، وبعد أن نجحت في إدخال منصتي موسكو والقاهرة المواليتين لها ضمن هيئة التفاوض وإقصاء من تسميهم المتشددين عنها، وبعد أن نجحت بالتواطؤ مع الموفد الدولي ديمستورا في القفز على المرحلة الانتقالية لتجعل محور الحل السياسي المطروح هو البحث في تعديلات دستورية وانتخابات تجرى إثرها لا يستثنى منها أحد، نجحت عبر صلافة النظام وتعنته وتدليس ديمستورا ورخاوة وفد المعارضة في إيصال محادثات جنيف إلى طريق مسدود بحيث يصبح مؤتمر سوتشي الذي تروج له باعتباره مؤتمر لكل المكونات السورية هو المكان الأمثل للخروج بالحل السياسي المنشود للقضية السورية وخاصة أن هذا المؤتمر مدعوم من القوتين الاقليميتين الضامنتين لتفاهمات أستانة أي ايران وتركيا ولم يتلق اي اعتراض يذكر من الدول العربية المعنية بالمسألة السورية، إضافة إلى سكوت أمريكي واضح يقترب من غض النظر عما تفعله روسيا» .