استنفار تركي على المناطق الحدودية: تحضيرات لعملية عسكرية تركية جديدة في سوريا؟

تحدثت تقارير اخبارية عن قيام الجيش التركي بإرسال قوات استكشافية إلى ضواحي مدينة عفرين السورية الحدودية مع تركيا

وذلك في الوقت الذي كشفت فيه مصادر اعلامية روسية عن عزم وحدات من الجيش التركي الدخول الى ضواحي عفرين من اجل بدء عملياتها العسكرية .. وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قد صرح قبل أيام بأن تركيا ستطهر مدن عفرين ومنبج في ريف حلب وتل أبيض في ريف الرقة ورأس العين والقامشلي في ريف الحسكة من وحدات الحماية الكردية . ومدينة عفرين هي إحدى مدن محافظة حلب وتقع ضمن منطقة جبلية شمال غرب سوريا. وتمكن الاكراد من فرض سيطرتهم عليها .

والمعلوم ان انقرة تصنف حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي السوري وكذلك وحدات الشعب الكردية باعتبارها جماعات ارهابية ..يأتي ذلك فيما يتواصل النزف في سوريا بعد قرابة سبع سنوات من اندلاع احداث 2011 ، اذ لم يتغير شيء في المشهد السوري سوى حدوث المزيد من الدمار والقتل وانهيار بنية المجتمع ، و ما يجري من مؤتمرات تحت تسمية الحل هو محاصصة اقليمية ودولية حول سوريا بكل ما تمثله من اهمية جيواستراتيجية حيوية لدى عديد الاطراف الاقليمية والدولية.

المسألة الكردية
وتلقي المسالة الكردية بثقلها على الازمة السورية خاصة بعد ان اصبح الاكراد عنصرا فاعلا ورئيسيا في المعركة ضد داعش الارهابي . اذ حقق الكرد انتصارات تمكنوا خلالها من دحر هذا التنظيم الارهابي . ولكن في المقابل، تاججت المخاوف لدى بعض الاطراف الاقليمية وخاصة تركيا من ان يؤدي الدور الكردي الجديد الى اعادة احياء حلم اقامة دولة كردية في المنطقة ..ينظر اليها الفاعلون في انقرة باعتبارها خطرا يهدد تماسك بلادهم ونسيجها الاجتماعي والسياسي.

يقول الباحث السوري المتخصص في الشؤون الكردية زيد سفوك في حديثه لـ «المغرب» ان المسألة الكردية تاهت في حسابات القوى التي تتحكم بموظفيها ضمن ما يسمى (الائتلاف) ..فهذه المعارضة لا تضم ممثلين عن الشعب الكردي وانما لديها فقط عدة اشخاص كرد استأجرتهم بالمال لتعطي شرعية على معارضتها انها تضم كافة فئات المجتمع السوري ، والنظام من جهته لا يملك اي اوراق لاعطائها للكرد لانه بحاجة الى رمي اوراقه مع المعارضة قبل كل شيء ، وباعتقادي القضية الكردية ستتوقف على بنود الدستور السوري الجديد بعد موافقة الروس والامريكان».

وفيما يتعلق بالتحركات التركية الاخيرة في عفرين اجاب بالقول :«التحركات التركية باتجاه عفرين ليست جديدة منذ ثلاث سنوات وتركيا تتدخل سياسيا وعسكريا في المناطق الكردية وهي الدولة الوحيدة التي تمنع مشاركة الكرد في المفاوضات الدولية رغم فقدان قيمتها . لذلك هي تحاول خلط الاوراق والضغط على الكرد لاكتساب عدة مصالح من الامريكان في سبيل تراجعها». وفيما يتعلق بامكانية حدوث اية اتفاقات بين انقرة وموسكو ، استبعد محدثنا حدوث ذلك معتبرا انه من المستحيل ايجاد اتفاق بين دولة اخوانية اسلامية متشددة وبين روسيا القيصر ،كل ما هنالك مصالح مرحلية مؤقته لا تستند لاية معاهدات مستقبلية. واستبعد الباحث الكردي حدوث عملية داخل عفرين لان الطبيعة هناك ستجعل من الجيش التركي في فوهة بركان من قبل القوات الكردية رغم ان هناك من يدفع اردوغان لارتكاب ذاك الخطأ الذي سيدفع بقوات حزب العمال الكردستاني للنزول من قنديل تحت غطاء شرعي وهو الدفاع عن المناطق الكردية . وقال ان ما تفعله تركيا لا يتجاوز خلط اوراق لتقوية فصائلها من المعارضة السورية اثناء المفاوضات وبالدرجة الاولى لاعادة الموقف الامريكي باتجاهها والتحالف من جديد بعد ان اصبحت مفلسة دوليا واقليميا.

اية تسوية
وعما اذا كان من الممكن حدوث تسوية في العام القادم اجاب محدثنا :«جميع الوقائع تؤكد انه لا توجد اي تسوية في العام الجديد رغم انتهاك القوى المتصارعة ومموليها حيث العبء الاقتصادي بدأ يفرض نفسه بقوة على الساحة ، الامر مرهون بتوافق الامريكان والروس لكن حين تكون مصالحهم فوق كل شيء تبدأ تركيا وايران بخلط الاوراق وهذا ما يوضح انه من الصعب جدا وجود اي تسوية في المدى القريب. ورأى سفوك ان النظام والمعارضة هما فقط ادوات او رقع شطرنج يتم تحريكها ضمن المربعات حسب كل ممول يدفع لهم لحين انتهاء وظائفهم.
وفيما يخص اعلان النصر من الروس قال :«ان داعش ما زالت متواجدة والنظام ايضا والمعارضة ، ولم يحدث اي حل حتى الان». ، اما فيما يخص وضع داعش بالتحديد في سوريا والعراق فقال ان القضية لا تتعلق بالسلاح الذي يمتلكه التنظيم وانما بالفكر الارهابي الذي تدعمه الكثير من الدول من خلال داعش والنصرة وغيرها ، واشار الى ان الارهاب لن ينتهي في الشرق الاوسط الا بالقضاء على الفكر المتطرف ومعاقبة مموليه وداعميه .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115