معلوم أن فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي أرسل 17 ضابط للمشاركة في اجتماع القاهرة الثالث بما جعله عرضة لحملة انتقادات من معارضي توحيد الجيش ،ويرى ملاحظون بان ما قام به السراج ودفع جهود توحيد الجيش ينسجم مع اتفاقه مع المشير حفتر خلال اجتماعي ابو ظبي وباريس الذي نص على توحيد قيادة الجيش وإحلاله محل المليشيات. ومن هناك تسلمه المواقع الحساسة وعمل الجيش تحت قيادة مدنية.
ويؤكد الملاحظون بان وجود ضباط من مصراتة والزنتان وطرابلس والجنوب الى جانب ضباط إقليم برقة يزيد من حظوظ خلق جسم موحد للجيش ويحرج الساسة الذين غرقوا في خلافاتهم ،وفي هكذا حال سوف لن يجد السراج صعوبة في تمرير حكومته على مجلس النواب لنيل المصادقة وبالتالي من غير المستبعد مشاهدة السراج قريبا في موقف أقوى من ذي قبل وان يزول الخلاف بين كتلة الوفاق الداعمة له داخل البرلمان وباقي الكتل البرلمانية، ومنها كتلة السيادة الوطنية . ولربما كان الطرف الخاسر الوحيد في هكذا متغيرات هو المجلس الأعلى للدولة وجماعة الإخوان المسلمين والجماعة المقاتلة.
الطرف الآخر الذي يجد نفسه محرجا هو الأمم المتحدة التي تقريبا فشلت في تنفيذ خارطة الطريق التي نالت الدعم الدولي وتبناها مجلس الأمن الدولي في اجتماعه الأخير، مرحلة دقيقة تمر بها ليبيا خاصة مع اقتراب موعد 17 ديسمبر، صحيح ان المبعوث الاممي غسان سلامة سبق وأن صرح بوجود خيارات وبدائل أخرى في صورة فشل الحوار وتعديل الاتفاق السياسي لكن السؤال هنا ومع دقة المرحلة.هل يضمن غسان سلامة نجاح البدائل الأخرى ؟ اذ يظهر أنّ الضغوطات تحولت من الأطراف المحلية على البعثة الأممية فعامل الزمن وتصاعد الأحداث المحلية كلها تلعب لغير صالح البعثة .
لقد حاولت البعثة إيجاد الحد الأدنى من الثقة بين مجلس النواب والدولة لكنها فشلت، الإشكالية أنّ بعثة الأمم المتحدة لا تستطيع المجازفة وتحديد جدول زمني وتواريخ محددة للمراحل القادمة لذلك تفضل البعثة التهدئة ،وتنصح الجميع بالهدوء وعدم التصعيد وبذل قصارى الجهد لبلوغ التوافق والذين فهموا تلك الرسائل هم رئيس الرئاسي فائز السراج والقيادة العامة للجيش وضباط مصراتة من البنيان المرصوص .
تفاؤل وبوادر انفراج الأزمة
يؤكد الشق المتفائل بتجاوز انتكاسة خارطة الطريق بأن نجاح الضباط الليبيين في توحيد الجيش وإيجابية السراج في حال اقترنت بنجاح المؤتمر الشامل المتوقع سوف يغطي على فشل جلسات تونس ويحفظ ماء وجه البعثة الأممية، ولا لوم على البعثة من الطرف الذي جرى تجاوزه أي المعرقل لحوار تونس سواء أكان مجلس النواب أو الأعلى للدولة .
ولضمان نجاح المؤتمر الجامع وما توصل إليه ضباط الجيش في القاهرة لجمع عديد الأطراف الداعمة لهذه الخطوات على إن مجلس الأمن الدولي لا بد له أن يصدر قرارا ملزما بوقف إطلاق النار ومراقبة تنفيذه واتخاذ إجراءات عاجلة لحل أزمات المواطن اليومية المعيشية ،وكشف الطرف الذي قصف مدينة درنة الذي خلف ضحايا مدنيين فسلاح جو الكرامة نفى علاقته بالهجوم على درنة وكذلك سلاح الجو المصري حيث إن الخارجية المصرية أصدرت بيانا في الغرض نددت فيه بالهجوم وقدمت التعازي لعائلات الضحايا .