ويبدو ان الخطوة التالية بعد دحر داعش الارهابي هو تمهيد الطريق لإقامة حكم ذاتي كردي ..حلم لطالما راود اكراد سوريا والمنطقة وصولا الى امكانية الاعلان عن قيام دولة كردية مستقلة..
صحيح ان ما حصل في كركوك خلال الايام القليلة الماضية قد جعل محاولات الاستقلال والانفصال بدولة مستقلة في كردستان العراق امرا اصعب من ذي قبل ..لكن يرى كثير من النشطاء الاكراد ان التربة قد تكون خصبة في المناطق المحررة في سوريا لترسيخ حكم كردي ذاتي وذلك بالرغم من المواقف الاقليمية الرافضة لتقسيم البلاد..
ولا يخفى ان الاكراد تمكنوا من دحر داعش الارهابي بمساعدة امريكية لوجستية وامنية مباشرة تحت ستار ما يسمى بـ “ التحالف الدولي “ ..وتحديدا حينما رغبت واشنطن في تغيير دفة دعمها العسكري والسياسي من ما يسمى “ فصائل الجيش السوري الحر “ الى “ قوات سوريا الديمقراطية” والمؤلفة اساسا من جماعات كردية ..وذلك بعد ان اثبت الجيش الحر عدم قدرته على دحر الارهاب وتغلغل جماعات اسلاموية متشددة في هياكله ..بحسب تقارير عديدة.
اعلان قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة امس ان مدينة الرقة ستكون جزءا من سوريا “ لا مركزية اتحادية” جاء ليثير تساؤلات عديدة حول مستقبل هذا البلد، وعما اذا كان الاعلان عن نظام اتحادي هو بداية فعلية لقيام نظام ديمقراطي تعددي يحترم حقوق المواطنين مهما كانت ديانتهم او طائفتهم ، او انه لا يعدو ان يكون سوى خطوة تمهيدية لتفكيك سوريا وتحويلها الى كنتونات اثنية وطائفية.