يشار الى ان تحرير التقدّم الجيش السوري لمدينة دير الزور تم بالتعاون مع القوات المتحالفة معه سواء الروسية او الايرانية او غيرها التابعة لجماعة حزب الله اللبنانية ، في حين تُدعم قوات سوريا الديمقراطية التي اعلنت في الساعات القليلة الماضية احرازها تقدما في دير الزور ، تُدعم من الولايات المتحدة الامريكية وهو مايثير سخط وانتقادات الجانب الاخر الداعم للنظام السوري ولعدد من اللاعبين الاقليميين على غرار تركيا باعتبار ان هذه القوة تضم اغلبية كردية.
هذه المواجهة المباشرة التي اندلعت بين قوات النظام السوري وحلفائه من جهة وقوات سوريا الديمقراطية في دير الزور ،رسمت مرحلة جديدة في مسار الازمة السورية لا ترفع بكل تأكيد من سقف التوقعات امام امكانية حدوث تغيرات او اختراق في المعادلة السورية، خصوصا في ظل هذا التضارب في الاستراتيجيات والأدوار الدولية والإقليمية في سوريا ممّا يؤثّر بشكل مباشر على واقع الأزمة وتشعّباتها .
تضارب الاستراتيجيات
اذ يعمق هذا التضارب في الاستراتيجيات من هوة الخلاف بين كبار اللاعبين ودورهم السياسي والميداني في المعادلة السورية ، وهم روسيا الداعمة لبشار الاسد وامريكا ذات الاستراتيجية المتذبذبة تجاه مستقبل الاسد والازمة السورية بشكل عام .
معركة دير الزير التي انطلقت قبل عدة اسابيع ذات اهمية بالغة لمختلف الاطراف خاصة وان المدينة السورية غنية بالنفط كما تعد من اكثر المدن السورية انتاجا له.يشار الى انّ تنظيم «داعش» الارهابي استولى على معظم أراضي محافظة دير الزور، وأجزاء من عاصمتها مدينة دير الزور، ونجح في محاصرة القوات الحكومية والمدنيين داخلها منذ العام 2015. وابقت قوات حكومية على سيطرتها على أجزاء من المدينة لكنها حوصرت من قبل مقاتلي التنظيم المتطرّف لشهور طويلة.
والى جانب هذا التضارب الاخير للاستراتجيات بين حلفاء الاسد وحلفاء امريكا على الميدان ، كان لمنع الولايات المتحدة الامريكية منذ ايام مرور قافلة تحمل عددا من مقاتلي داعش المتوجهين من الحدود السورية اللبنانية الى دير الزور بموجب اتفاق بينهم وبين الحكومة السورية وحليفها حزب الله من جهة ، كان لهذا المنع قراءات مختلفة خاصة وان التحالف الدولي بقيادة واشنطن سبق وان قام بتامين قافلة للدواعش سنة 2016 ، وهو ما اعتبره متابعون للشأن السوري ازدواجية في الموقف الامريكي تجاه الازمة السورية الذي لم تتضح معالمه بصفة كاملة منذ تولي الرئيس الامريكي دونالد ترامب سدة الحكم.
مجلس مدني في ‘’دير الزور’’
في الاثناء وعلى صعيد مزيد تفجر الوضع في دير الزور أعلن ممثلون عن العشائر المنحدرة من دير الزور بدعم من قوات سوريا الديمقراطية امس الاثنين بدء المساعي لتشكيل مجلس مدني يتولى إدارة شؤون المدينة بعد طرد تنظيم «داعش» منها.
وأعلنت مجموعة من شيوخ ووجهاء عشائر دير الزور، وفق بيان نشرته قوات سوريا الديمقراطية ، «تأسيس لجنة تحضيرية تناقش أسس ومنطلقات تأسيس مجلس دير الزور المدني أسوة بالمجالس المدنية لمختلف المدن التي تحررت من قبضة الإرهاب».
وجاء في البيان الموقع باسم «اللجنة التحضيرية لمجلس دير الزور المدني» انها مكلفة بمواصلة المشاورات «للوصول إلى صيغة نهائية تعبر عن تطلعات كل أهلنا في دير الزور ويتمخض عنه بناء مجلس مدني لدير الزور يكون معنيا بإدارة المدينة فور تحريرها».وأكدت اللجنة دعمها لحملة قوات سوريا الديمقراطية في محافظة دير الزور.
وسبق لقوات سوريا الديمقراطية ان دعمت تشكيل مجالس مدنية مماثلة لإدارة شؤون المدن التي طردت «داعش» منها او تلك التي تخوض فيها معارك مستمرة على غرار مدينة الرقة.